إطلاق 80 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان    انطلاق المؤتمر الدولي لأكاديميات الشرطة    السعودية الأولى خليجياً وعربياً في مؤشر الأداء الإحصائي    «الجناح السعودي».. ينطلق في «الصين الدولي للطيران والفضاء»    وزير الخارجية: حل الدولتين السبيل الأوحد لتحقيق السلام    «الرابطة» تُرحِّب بقرارات القمّة العربية والإسلامية    رئيس بولندا يشكر خادم الحرمين وولي العهد    الفرج يقود الأخضر أمام «الكنغر»    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة.. نشروا مقاطع منافية لأخلاقيات المهنة    إسناد التغذية والنقل ل«جودة الخدمات» بإدارات التعليم    «التقني»: إلغاء إجازة الشتاء وتقديم نهاية العام    وزير الداخلية يرعى حفل جامعة نايف وتخريج 259 طالباً وطالبة    وزير الحرس الوطني يفتتح قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية    في بيتنا شخص «حلاه زايد».. باقة حب صحية ل«أصدقاء السكري»    ماذا لو نقص الحديد في جسمك ؟    المملكة تحذر من خطورة تصريحات مسؤول إسرائيلي بشأن فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية    الأهلي يطرح تذاكر مواجهته أمام الوحدة في دوري روشن    غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت    الذهب يستقر قرب أدنى مستوى في شهر مع انتعاش الدولار    سعود بن نايف يستقبل أمين «بر الشرقية»    أمير الرياض يستعرض إنجازات «صحية تطوع الزلفي»    أمير القصيم يطلق مبادرة الاستزراع    تطوير وتوحيد الأسماء الجغرافية في الوطن العربي    الاتفاق يعلن اقالة المدير الرياضي ودين هولدين مساعد جيرارد    مقتل ضابط إسرائيلي وأربعة جنود في معارك بشمال غزة    نقلة نوعية غير مسبوقة في خدمة فحص المركبات    استعادة التنوع الأحيائي في محمية الأمير محمد بن سلمان    "الحج المركزية" تناقش موسم العمرة وخطط الحج    رحب بتوقيع" وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين".. مجلس الوزراء: القمة العربية والإسلامية تعزز العمل المشترك لوقف الحرب على غزة    فوبيا السيارات الكهربائية    «نأتي إليك» تقدم خدماتها ب20 موقعًا    مجلس الوزراء يجدد التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان    ولادة أول جراء من نمس مستنسخ    الأخضر يحتاج إلى وقفة الجميع    المنتخب السوداني يسعى لحسم تأهله إلى أمم أفريقيا 2025    «طريق البخور».. رحلة التجارة القديمة في العُلا    السِير الذاتية وتابوهات المجتمع    أحمد محمود الذي عركته الصحافة    وفاء الأهلي المصري    للإعلام واحة    إضطهاد المرأة في اليمن    يسمونه وسخًا ويأكلونه    يأخذكم في رحلة من الملاعب إلى الكواليس.. نتفليكس تعلن عن المسلسل الوثائقي «الدوري السعودي»    «سامسونغ» تعتزم إطلاق خاتمها الذكي    «الغذاء»: الكركم يخفف أعراض التهاب المفاصل    التحذير من تسرب الأدوية من الأوعية الدموية    الرهان السعودي.. خيار الأمتين العربية والإسلامية    أسبوع معارض الطيران    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعنوان (المسيرتان - الجامعة والحياة الفطرية)
نشر في البلاد يوم 02 - 06 - 2011

بأسلوب سردي شيق ومميز قدم معالي الاستاذ الدكتور عبد العزيز حامد أبوزنادة الامين العام السابق للهيئة السعودية للحياة الفطرية وانمائها كتابه "المسيرتان - الجامعة والحياة الفطرية" والذي استعرض في صحفاته مشوار حياته بدءاً من مرحلة الدراسة حتى مرحلة تبوئه لمنصب الامين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية. المؤلف وضع مقدمته صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل والتي قال فيها :
لقد كانت قصة الحياة الفطرية التي يصح أن نطلق عليها "ملحمة الحياة الفطرية" مصدر فخر واعتزاز أشكر الله أن وفقني مع نخبة عزيزة إلى قلبي بقيادة أخي العزيز الدكتور عبد العزيز أبوزنادة أول أمين عام للهيئة الذي عملت وإياه على مدى ما يزيد عن عقدين من الزمن على تحقيق الأمل في نسج فصول هذه الملحمة. والذي أسعدني باطلاعي على مخطوطه كتابه الذي عكف على تسجيل سيرته الأكاديمية والإدارية في جامعة الملك سعود والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها "الهيئة السعودية للحياة الفطرية" وصندوق دعم الحياة الفطرية. ولئن سعدت طوال مايزيد على عشرين عاماً بالعمل مع أخي عبد العزيز فقد سعدت أيضاً بنفس القدر من خلال اطلاعي على هذا السفر الذي غلبت عليه بشكل لافت وكما لا يخفى على القاريء العزيز قصة الحياة الفطرية وفي ذلك شيء من الغبن على بقية مراحل مسيرته الإدارية وبالأخص مسيرته الجامعية التي أعلم أنها كانت هي الأخرى مليئة بالانجازات غير المسبوقة تمثلت في أعمال إنشائية مهمة سواءً في عمادة كلية العلوم أو عمادة شؤون المكتبات أو في إنشاء الجمعية السعودية لعلوم الحياة التي مهدت وأسهمت بتقديم الأساس العلمي لقيام الهيئة الوطنية لحماية الفطرية، متمنياً لأخي عبد العزيز مزيداً من التوفيق وأن يتمكن مستقبلاً وعند إعادة طباعة هذه المسيرة أن يعمل على تلافي ماوقع من غبن وجور أدى إلى حرمان المهتمين بالتجربة الجامعية وغيرها من الإطلاع عليها.
الكتاب أتى في 388 من القطع المتوسط ونقتطف اجزاء من الكتاب:
مرحلة الدراسة الجامعية:
بدأت الدراسة في المجموعة الثانية التي كانت تتضمن علوم النبات والحيوان والكيمياء والجيولوجيا والتي كان يدرسها الطلاب جميعاً في سنتهم الأولى، ثم يبدؤون بحذف أحدها عند النجاح إلى السنة الثانية، وكذلك الأمرر عند الانتقال إلى السنة الثالثة على أن يبقى معهم بعد ذلك علمان حسب اختيارهم وميولهم كمادتي تخصّص مزدوج.
وكان أن تخرّج الإخوة سالم مليباري ، وعلي مفتي - لحق بنا بعد عودته من إحدى الجامعات المصرية- وأحمد باسهل ومحمد عبده يماني في تخصص الكيمياء والجيولوجية، أما أنا والأخ حسان الطاهرر فقد نخصصنا على عكس ما كان متوقّعاً في علوم الحياة "النبات والحيوان"، ولذلك قصة فيها شيء من الطرافة:
فقد بدأت هذه القصّة في السنة الأولى، وفي أثناء مشاركتنا في إحدى الرحلات الجيولوجية إلى وادي فاطمة، وقادنا في تلك الرحلة الأستاذ الدكتور إبراهيم فرج الذي عرف بسعة علمه وبتدينه، إضافة إلى ذلك كان صارما مع الطلاب خصوصا في السنة الأولى، وهو أمر لم يرق للزميل حسان الطاهر الذي تميز ومازال بحب النكتة والمرح. ورغبةً من الاستاذ العزيز الدكتور إبراهيم فرج - رحمه الله - في توجيه سلوكه وجعله أكثر "انضباطاً" فقد كلفه وإياي بمهمة حمل عينة ضخمة من الصخر، ونقلها إلى السيارة التي ترافقنا. وعلى مايبدو فقد كانت الصخرة عينة ذات أهمية خاصة علمياً وتربوياً ، وكما أذكر فقد كانت تلك العينة تعرف بالسليكين سايد Siliken Side .
وترجع أهمية هذه الصخرة إلى كونها توضح منطقة الصدع في طبقات الصخور الرسوبية. فقد كانت كما ذكرت عينة ضخمة وثقيلة الوزن لذلك اقترح الأخ حسان أن "ندحرج" الصخرة "العينة" من قمة الجبل الذي كنا عليه ، بحيث تصل قبلنا ودون أن نتحمل عناء حملها، وهذا ماحدث بالفعل، ولكن عندما وصلنا الى سفح الجبل لم نتمكن من تمييز العينة من بين الصخور الأخرى فلم نوفق في العثور عليها. ولعدم تقديرنا لأهمية تلك العينة قررنا أنا والزميل حسان أن نتكتم على ما حصل معنا، أملاً في أن ينسى أستاذنا الجليل أمر تلك العينة. ولسوء حظنا ما أن وصل الأستاذ إبراهيم فرج حتى طلب العينة للاحتفاظ بها بشكل خاص من بين العينات، فأخبرناه أننا قد فقدناها فثار غضبه - رحمه الله - وتوعّدنا بأمر اتضح في نتيجة الاختبار النهائي للسنة الأولى، حيث ظهرت نيتجتنا "أنا وحسان" وأمامها إيضاح " على ألا يتخصصا في علم الجيولوجيا" لذلك فقد كنّا مكرهين مضطرين لحذف مادة الجيولوجية لتبقى معنا ثلاث مواد هي النبات والحيوان والكيمياء. وتحولنا بقدرة قادر وبتشجيع كريم من الاستاذين الدكتور رشاد الطوبي "استاذ علم الحيوان"، والدكتور عبد الرحمن قدري "استاذ علم النبات" للتخصصّ في مجال البنات والحيوان "الأحياء".ولقد استمتعت شخصياً بالدراسة في هذا المجال وكذلك الآخر حسان، حيث وجدت تشابها في مواد هذا التخصص مع الدراسات الطبية التي كانت تعيش في داخلي منذ ايام الدراسة في المرحلة المتوسطة - منذ عهد تمريض الوالد - وعزمت على التميّز في هذا المجال مهما كلفني ذلك من جهد للوصول إلى مرحلة الدراسات العليا والحصول على درجة الدكتوراه ، لأحقق - ولو باللقب أو الدرجة العلمية - الرغبة التي كانت في نفس والدي - رحمه الله - في أن يكون أحد أبنائه "دكتور" فأكون الدكتور عبد العزيز كما كان يناديني.
عينت بعد التخرج من المرحلة الجامعية معيداً بقسم النبات بينما عين زميلي حسان معيداً بقسم علم الحيوان، وبقينا في الرياض لقضاء سنة المعيدية التي تخللها الكثير من الأنشطة، ولم تكن كما هو معروف من أنها سنة لترتيب أمور البعثة والمراسلات وما إلى ذلك، فقد كفلنا خلالها معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر "وكيل الجامعة آنذاك" أنا وزميلي محمد عبده يماني، وعبد الله العثيمين "عضو مجلس الشورى سابقاً والأمين العام لجائزة الملك فيصل " للعمل في المكتبة المركزية لمعاونة المختصين هناك في ترتيب أمور المكتبة، هذا بالإضافة الى المهام الأخرى التي يكلفنا بها عميد الكلية الدكتور رضا عبيد مثل تنظيم مستودعات الكلية أو المشاركة في الرحلات الاستكشافية لإقامة المرصد الفلكي بالرياض من خلال تحديد الموقع المناسب للمشروع والتي كانت تقوم به مؤسسة علمية بريطانية ،ولقد كان هذا المشروع.
مرحلة الدراسة الجامعية العليا في جامعة منيسوتا:
بدأت الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير من جامعة منيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان معي أيضاا الأخ حسان الطاهر، إلا أنه تتركها فيما بعد إلى جامعة أخرى لسوء فهم نشب بينه وبين المشرف على دراسته الذي كانت له ميولاً معادية للعرب ولتأثره نفسياً من جراحة الزائدة التي اجريت له. ومن المعروف أن أبا المحاسن كما كان يحلو له أن يلقب شديد الحساسية والشفافية ولازلت أذكر بعد إجرائه عملية الزائدة وقوفه أمام المرآة محدثاً نفسه مقنعاً إياها بأنه على خير ما يرام وأن الأمريكان يتآمرون عليه ويخترعون له الأمراض والمشكلات التي لا تمت له بصلة. أما الدكتوراه فقد حصلت عليها من جامعة درم في بريطانيا حيث قمت بإجراء أبحاث في مجال الميكروبيولوجي أو الأحياء الدقيقة، مستخدماً في ذلك آخر ما توصل اليه العلم من تقنيات في ذلك الوقت، كاستخدام تقنية المجهر الالكتروني والتفاعلات الكيموحيوية. وقد يسأل سائل عن سببب تحويلي من أمريكا إلى بريطانيا فأقول: إنه خلال فترة الدراسة للماجستير عُين للإشراف على دراستي وأبحاثي واحد من حديثي التخرج والتعيين يدعى بيل كيندي وذلك لمساعدة المشرف الرئيس ، وقد كان بحق مخلصاً جداً ، وقد وضع كل اهتمامه بي وبشؤوني الدراسية وغير الدراسية إلى درجة كنت أشعر فيهها بالضيق من متابعاته، فعقدت العزم على الانتقال من مينسوتا إلى جامعة الينوي وساعدني في ذلك أحد الاساتذة الزائرين من تلك الجامعة، وق "وعدت" أستاذي الشاب بالعودة لإكمال الدكتوراه ، مراعاة لمشاعره ومعرفتي بأنه لن يتقبل ذلك ولكن اخلفت وعدي له، فكان أن كتب لجامعة الينوني عبد أن عرف الحقيقة وجامعة الملك سعود موصياً ببعدم تشجيعي لمواصلة الدراسة للدكتوراه ، ولم يكن لي علم بذلك، وعدت إلى جدة أولاً حيث تزوجت وذهبت بعد ذلك إلى الرياض لاستكمال إجراءات البعثة ليفاجئني معالي الدكتور رضا عبيد عميد كلية العلوم آنذاك بما حدث، والفضل لله ثم لمعالي الدكترو رضا فيما وُفقت له فقد شجعني على الانتقال إلى بريطانيا، وكان هو أحد خريجي جامعاتها.
كانت تلك الفترة فترة خاصة، قطعت خلالها العلاقات بين مصر والمملكة، وكانت الجامعة في أمس الحاجة إلى مدرسين، وكنت جاهزاً حيث كان عليّ أن أقضي عاماً كاملاً في التدريس بكلية العلوم، إضافة إلى بعض الأعمال الإدارية التي كان يكلفني بها الدكتور رضا ، والدكتور الخويطر.
وفي هذا السياق أتذكر مقولة شعبية كانت ترددها سيدتي الوالدة - رحمها الله - أركض ركض الوحوش، غير رزقك لن تحوش" وصدق هذه المقولة وما ذُكر آنفاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتعارض لديّ مع ضرورة السعي وبكل جهد وإمكانيات لاحداث تغيير نحو الأفضل، مهما كانت الظروف المحيطة بي، بهدف تحقيق مستقبل افضل، وهو أمر تحدده بلاشك الإمكانات الفردية في إطار الظروف الاجتماعية، ومن هذا المنطلق لا يمكن للمرء أن ينجح في القيام بمهام ليس مؤهلاً لها، دون أن يغير من واقعه وامكاناته بطريقة ايجابية، ويدخل في ذلك بالطبعع امكاناته الذهنية والنفسية بل وفي كثير من الاحيان الاجتماعية، لذلك لابد من التعرف على القدرات والامكانات وتحديد التطلعات، ولله الامر من قبل ومن بعد. إن التسليم بهذه الثوابت يوفر للمرة الرضا بما قسم الله له ويسره اليه، وهذا ما يحقق له التوازن مع الظروف المحيطة به، ومن ثمّ العمل وبشكل متواصل ببذل الجهد بجدّ ومثابرة وإخلاص للوصول الى أقصى درجة ممكنة من النجاح.
المسيرة العملية:
في مسيرتي العملية ثمّة مسيرتان رئيستان - بعد توفيق الله وحصولي على الدكتوراه في مجال علوم الحياة -هما: مسيرة التعليم الجامعي ومسيرة إدارة حماية الحياة الفطرية في المملكة، وهما مسيرتان ثريتان تضمنتا الكثير من الخبرات والتجارب والمواقف، وتحقق فيهما ما قد كتبه الله وقدره من الإنجازات التي أصبحت في عهدة التاريخ. وفي كلا المجالين لم يكن لي أي فرصة للاختيار، بل تركت سفينة الحياة تبحر بي كما ييسر الله ، ولكني عملتت جاهداً وبكل الامكانات المتاحة من معلومات وقدرات للوصول الى برّ آمن. وفي أثناء ذلك الإبحار كنت مصراً على الغوص في أعماق الزمان والمكان، وبشكل ممنهج لاستخراج أقصى ما يمكن استخراجه من كنوز العلوم لتكون مكاسب وفوائد تخدم المجتمع بجدارة . سواء كان ذلك في إطار عملي الاكاديمي بالجامعة أو في ما تشرفت بأدائه من أعمال استشارية في وزارة الزراعة والمياه بدءاً بالفترة الثرية التي كان فيها معالي الدكتور عبد الرحمن آل الشيخ وزيراً ، أو في الفترات اللاحقة في عهد معالي الدكتور عبد الله المعمر حيث قدمت مع الزملاء الدكتور عبد الغني حمزة والدكتور عبده سعود المشهدي العديد من الدراسات والاستشارات إبان فترة إنتاج القمح المكثف ولقد اقترحت انشاء المجلس الأعلى للبحوث الزراعية لتكون التنمية الزراعية معتمدة على البحوث العلمية والزراعية.
تأسيس الجمعية السعودية لعلوم الحياة
الطريق إلى رعاية الحياة الفطرية كان من أبرز الأعمال التي أنجزت في بداية عملي بالجامعة. تأسيس الجمعية السعودية لعلوم الحياة في عام 1976م، وهي أول جمعية علمية تنشأ في المملكة، بل كانت هي أول جمعية في اختصاصها واهتماماتها على مستوى الدول العربية قاطبة، وأظنّ أن الكثير من المهتمين بالشؤون العلمية في المملكة العربية السعودية والدول العربية يشاطرني الرأي في أن إقامة هذه الجمعية وتأسيسها مؤشر على مرحلة مهمة من مراحل تطوير البحث العلمي في المملكة العربية السعودية في مجال علوم الحياة.بدأت فكرة الجمعية بمشروع تقدّمتُ به بالمشاركة مع الدكتور إياد عبد الوهاب نادر، وهو أستاذ عراقي من اساتذة كلية التربية - الأقسام العلمية - وقد كان في تلك المرحلة عائداً هو الآخر لتوّه من الدراسة العليا بالولايات المتحدة الامريكية ، فكانت لنا الافكار والتوجهات نفسها في كيفية تطوير علوم الحياة..ولذلك احسسنا بأهمية إيجاد تنظيم للدفع قدما بعملية البحث العلمي في مجالات علوم الحياة، ولإثراء المناقشات وعرض البحوث التي يقوم بها الزملاء، وتدارس كيفية خدمة المجتمع من خلال مختلف تخصصات الجمعية، وذلك بتسليط الأضواء على المجالات التطبيقية والأكاديمية البحتة التي تتطلبها عملية التنمية في المملكة العربية السعودية.
الأمير سلمان بن عبد العزيز أول راعٍ للجمعية:
أقيمت الندوة المذكورة برعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض نظرا لاهتمام سموه المعهود بأمور الصحراء واذكر ان سموه في ذلك الوقت كان خارج الرياض ربما في اجازة خاصة الا انه قطع تلك الاجازة ليأتي مباشرة من المطار الى جامعة الملك سعود وكان لي شرف استقبال سموه ومصاحبته الى مقر الندوة وقد ترك ذلك الدعم شعوراً قوياً لدى ولدي مؤسسي الجمعية والحضور عموما، ولدى جميع الذين شاركوا في هذه الفعالية والفاعليات اللاحقة للجمعية بأن جمعيتهم هذه مرحب بها وانها تحظى بدعم واضح من الدولة مما شجعنا على المضي قدماً لبلورة توجهات الجمعية.
تأسيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية
اعدت بالتعاون مع الدكتور الشواف تصورا متكاملا للهيكل التنظيمي للكيان الاداري المقترح الذي ناقشناه بشكل ودي ومبدئي مع معالي الدكتور مطلب النفيسة. وبعد ذلك بدأنا في التفكير في الاسم المناسب للمشروع حيث طرحت العديد من الاسماء مثل "مركز وطني" "هيئة وطنية" سلطنة وطنية.. مؤسسة عامة.. الخ واستقر بنا الرأي أخيرا على اختيار اسم "الهيئة الوطنية" بعد ذلك خضنا في بقية اسم هذه الهيئة التي ستهتم ويناط بها بشكل اساسي وشامل مهمة المحافظة على التراث الطبيعي والتنوع الإحيائي للمملكة. ومعروف ان التسمية الشائعة في تلك الفترة في كل الدول العربية هي "الحياة البرية" وهي ترجمة حرفية لكلمة Wildife وكان رأيي ان هذه التسمية ليست دقيقة اذ إنها لا تشمل في إطارها الحياة البحرية ولا الحياة الدقيقة لذلك فقد أدخلنا ولأول مرة تسمية جديدة في المصطلحات والمفردات العلمية للغة العربية لم يسبق استخدامها من مقبل وهي "الحياة الفطرية" التي تشمل كل شيء يتعلق بالتنوع الأحياتئي وكم انا سعيد ان اصبحت هذه التسمية تسمية معتمدة في الدول العربية دون محاولات منا لاقناع اي طرف بها بل كما يبدو فقد اقتنع الكثير بها.
طائرات الحماية
سمو الامير سعود الفيصل هو صاحب فكرة استخدام الطائرات في مراقبة المناطق المحمية في الشمال نظرا لاتساع مساحة هذه المحميات وقلة عدد الجوالين المراقبين فيها مما يصعب معه مراقبة هذه المحميات وادارتها ادارة جيدة وكما هو معلوم فان مجموع مساحة هذه المحميات في المشال تزيد عن 46425كم2 من هنا كانت اهمية استخدان الطائرات للتغلب على ونقص اعداد الجوالين والسيارات.. الخ واذكر ان سموه قد اقترح مخططا لكيفية التنسيق بين الطيارين الاجانب ت(استراليين) الذين استعين بهم في بداية البرنامج والذين لا يجيدون اللغة العربية والجوالين الذين لا يجيدون اللغة الانجليزية وذلك من خلال خطة مبسطة عملت على تطويرها وتطبيقها وهي تعتمد على موقع المخالفة في حالة حدوثها من خلال الطيار الاجنبي على جهاز اللاسلكي الى رقم المربع الذي تقع فيعه المخالفة وهو امر لا يتطلب اجادة تامة للغات ولقد اثبتت هذه الطائرات جدواها في مراقبة هذه المناطق ولو ان فعاليتها كانت اكبر من الناحية النفسية للجوالين والمخالفين فهي للجوالين احساس بالمساندة اما المخالفون فكانوا يخافونها لاعتقادهم انها تستطيع مطاردتهم ومعرفة اماكن اختبائهم لذلك كانت هناك محاولات فاشلة لاطلاق النار عليها.
ومن الطريف ما كان يقال دون وجه حق عن ان الطيارين كانوا يحاولون مضايقة الاهالي القاطنين حول المنطقة المحمية وانهم كانوا يحاولون معاكسة عائلاتهم لكننا لم نجد دليلا على ذلك على الرغم مما بذل من جهود للتعرف على صحة ما كان يقال بقى ان نقول: ان الكثير كان يعتقد ان هذه الطائرات غالية الثمن وان الهيئة تبعثر الميزانية باعتماد مثل هذه الطريقة من المراقبة وحقيقة الامر ان قيمة طائرة واحدة لا تزيد عن قيمة (اربع) سيارات رباعية الدفع وفاعليها وقدراتها تزيد عن فاعلية عشرات السيارات لانها تتمكن من المراقبة علو وعن بعد كنت اود تأمين طائرة او طائرتين للمراقبة الليلية لان الطلائرات الحالية لا تستطيع الطيران ليلا وقج تمكنا من توفير المبالغ اللازمة لهذه الطائرات بعد جهد جهيد والتي آمل ان يتم تأمينها حيث ستخفف على الجوالين عبء المراقبة ليلا خصوصا اثناء مواسم الصيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.