أعلن الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود إطلاق الإستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع الإحيائي في السعودية وبيئاتها المختلفة مطلع العام المقبل مشيراً إلى أنها تشمل إعادة هيكلة شاملة للهيئة وآلياتها المختلفة وترتكز على محاور عدة، أبرزها المحور البحثي والنوعي. وأوضح الأمير بندر بن سعود في حفلة توقيع الهيئة وجامعة الطائف مذكرة تفاهم أمس أن تنفيذ الإستراتيجية سيكون عبر شراكات إستراتيجية مع جهات تطبيقية وأكاديمية، مشيراً إلى أن الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها أنهت بناء أول مركز زوار، وذلك في محمية الوعول بجنوب الرياض. واعتبر مركز زوار محمية الوعول نواة لإنشاء مراكز زوار أخرى في مناطق مختلفة، لافتاً إلى أن مراكز الزوار لها أهمية كبيرة في تثقيف وتنوير الزائر، «ونطمح أن تكون كل محمية لديها مركز زوار». وكشف عن أن جزءاً من التنوع البيئي الذي تتمتع به السعودية مهدد بالزوال نتيجة للعديد من الممارسات والضغوط التي أهملت مفهوم التنمية المستدامة، مطالباً بتكثيف البحث العلمي لتدارك تلك المشكلة، وترجمة النتائج إلى خطط عمل على أرض الواقع للمساهمة في تأهيل البيئات والأنواع المتدهورة وإعادة التوازن إليها «لتستقيم الحياة». وقال: «إن عملية تسليح الجوالين ستكون وفق ضوابط محددة، إذ إن أمن الهيئة كأمن القطاعات الأخرى، وهناك ضوابط في إطلاق النار، كما أن الجوالين يخضعون لدورات مكثفة»،لافتاً إلى أن المحافظة على الثروة البيئية من مهمة الهيئة وتسعى لفتح المجال للشراكة مع القطاع الخاص لتفعيل نشاطها ودعم السياحة البيئية. وأفاد أن مشروع السياحة البيئية سينطلق متزامناً مع الإستراتيجية التي أسندت إلى شركة عالمية، موضحاً أن المشروع يقوم على الاستثمار السياحي من قبل القطاع الخاص لعدد من المحميات في السعودية. ولفت إلى أن هناك لجاناً لمحاكمة المخالفين لأنظمة الهيئة وعقوبات ينص عليها النظام تتفاوت وفق المخالفة، مؤكدأً أن الهيئة تهدف في المقام الأول إلى توعية المجتمع بأهمية البيئة والمحافظة عليها «وهي مرحلة تسبق فرض العقوبات على المخالفين». وذكر أن الهيئة نجحت خلال العقدين الماضيين من خلال مراكز أبحاثها في إكثار بعض الأنواع الفطرية المتوطنة المهددة بالإنقراض من بيئات المملكة، وإعادة توطينها في المحميات، موضحاً أن مشاريع الهيئة في الإكثار وإعادة التوطين للمها العربي، وطيور الحبارى، وظباء الريم، والأدمي اكتسبت بعداً إقليمياً ودولياً. بدوره، أكد مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجة أن توقيع المذكرة يأتي تتويجاً للعلاقة بين الهيئة والجامعة التي تعود لسنوات سابقة، موضحاً أن عدداً من الباحثين من الجامعة والهيئة شاركوا في عدد من الدراسات واللجان العلمية التي لها علاقة بحماية التنوع الإحيائي ودراسة النباتات بالمملكة والتي نشرت نتائجها في مجلات علمية مرموقة. وقال الدكتور باناجة: «إن الجامعة حريصة على متابعة هذه الدراسات، وقد أعدت ضمن برامجها المستقبلية مجموعة من المشاريع البحثية التي تعنى بالحفاظ على التنوع الإحيائي للنباتات والحيوانات التي تتميز بها المملكة، وتتميز بها محافظة الطائف على وجه الخصوص». ولفت الدكتور باناجة إلى أن هذه المذكرة سيكون لها بمشيئة الله دور فعال في إثراء البحث العلمي والتطبيقي، ووضع الحلول للمعوقات التي تؤثر على الحياة الفطرية وتنميتها، وهي تجسد الترابط الوثيق بين مؤسسات المجتمع والجامعة. عقب ذلك قُدم عرض مصور عن مسيرة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها منذ إنشائها وحتى الآن موضحاً المشاريع التي يعمل عليها المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية وإنمائها في الطائف لإكثار طيور الحبارى والنعام والمها العربي وإعادة توطينها في المناطق المحمية، إضافة إلى إكثار النمور العربية وإجراء الأبحاث والدراسات عليها في الأسر وبعد إعادة التوطين.