كتب السيرة من أجمل الكتب.. وتحظى بمتابعة عدد كبير من القراء، ومؤخراً صدر كتاب «المسيرتان - الجامعة والحياة الفطرية» للدكتور عبد العزيز حامد أبو زنادة.. يروي خلاله رحلة عمل طويلة.. يقول الدكتور أبو زنادة: استغرق إعداد هذه السيرة أو المذكرات ردحاً طويلاً من الزمن، فقد بدأتها مع بداية إحالتي إلى التقاعد من عملي الحكومي في عام 2007 واستمر حتى منتصف عام 2010 مع مراحل توقف تطول حيناً أو تقصر حيناً آخر، وهي تعكس حالة تأرجحي بين الإقدام والتراجع. ولكنه إزاء تزايد الإلحاح من بعض الأصدقاء من المهتمين بتجربة «المحافظة على الحياة الفطرية» على وجه الخصوص وتطلعهم إلى نشرها فقد رأيت في ذلك فرصة سانحة. الكتاب اشتمل على أبواب عديدة.. وكتب المقدمة له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وقال سمو الأمير: لقد كانت قصة الحياة الفطرية التي يصح أن نطلق عليها (ملحمة الحياة الفطرية) مصدر فخر واعتزاز أشكر الله أن وفَّقني مع نخبة عزيزة إلى قلبي بقيادة أخي العزيز الدكتور عبد العزيز أبو زنادة أول أمين عام للهيئة الذي عملت وإياه على مدى ما يزيد عن عقدين من الزمن على تحقيق الأمل في نسج فصول هذه الملحمة. ويقول الدكتور أبو زنادة عن مسيرته العلمية: بدأت الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير من جامعة منيسوتا بالولايات المتحدةالأمريكية وكان معي الأخ حسان الطاهر إلا أنه تركها فيما بعد إلى جامعة أخرى. أما الدكتوراه فقد حصلت عليها من جامعة درم في بريطانيا، حيث قمت بإجراء أبحاث في مجال الميكروبيولوجي أو الأحياء الدقيقة مستخدماً في ذلك آخر ما توصل إليه العلم من تقنيات في ذلك الوقت كاستخدام تقنية المجهر الإلكتروني والتفاعلات الكيموحيوية. وعن المسيرة العملية قال الدكتور عبد العزيز أبو زنادة: في مسيرتي العملية ثمة مسيرتان رئيسيتان هما: مسيرة التعليم الجامعي ومسيرة إدارة حماية الحياة الفطرية في المملكة، وهما مسيرتان ثريتان تضمنتا الكثير من الخبرات والتجارب والمواقف. ومن المواقف التي تضمنها الكتاب روى الدكتور أبو زنادة هذه القصة تحت عنوان «كبسة بلحم الغزال»: وقال: نما إلى علم سمو الأمير سعود الفيصل أن رئيس إحدى المحميات قد أعدَّ كبسة من لحم الغزال، وما إن علمت أيضاً بهذه الحادثة حتى قمت بالتحرّي حولها واستقصاء المعلومات فتبيَّن أن هذه الحادثة صحيحة ولكن لحم الغزال الذي أعدت به الكبسة في المحمية كان مُهدى إليه من أحد أصدقائه ممن اعتادوا الذهاب إلى السودان للصيد. وقد أخبرت سمو الأمير بما توفر لدي من معلومات موضحاً لسموه أنني وجهت له الإنذار واللوم ولكن الأمير سعود وجد أن ذلك غير كاف فقد كان رأي سموه أن منسوبي الحماية يجب أن ينأوا بأنفسهم عن مواطن الشبهات مشدداً على ضرورة عزله.. وقد تم ذلك رغم أن رئيس المحمية ينتمي إلى أسرة لها صلة بسموه وبجلالة الملك فيصل طيَّب الله ثراه. الكتاب حفل بالعديد من الحكايات والقصص عن «الحياة الفطرية» وجاء في 388 صفحة وطبع بمطابع عكاظ.