انتهت يوم أمس معاناة النزيل السعودي بشعبة السجن العام بمدينة جازان "ع. الطميحي" وارتسمت على ملامحه علامات الطمأنينة والارتياح النفسي وامتزجت بقسمات وجهه دموع الفرح بابتسامة الرضا عندما زف له رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم واسرهم "تراحم" الاستاذ علي بن موسى زعله البشري بصدور الموافقة على اطلاق سراحه بعد ست سنوات امضاها خلف القضبان على خلفية قضية قتل عاملة منزلية من الجنسية الاندونيسية بتاريخ 11-5-1426ه.ووفقاً لرئيس اللجنة فإن الحق الخاص قد انتهى بموجب القرار الشرعي الصادر من المحكمة العامة بتاريخ 6-2-1428ه متضمناً تنازل والد القتيلة عن القصاص مقابل حصوله على خمسمائة الف ريال في مدة زمنية محددة وان لم تدفع فلولي الدم الحق بالمطالبة بالقصاص من المذكور وتأيد ذلك بالأمر السامي الكريم بتاريخ 6-8-1428ه القاضي بالموافقة على ما تقرر شرعاً وفقاً للشروط المتفق عليها وتطبيق الارادة الملكية الخاصة بقاتلي العمد وذلك بسجنه لمدة خمس سنوات، وقد فشلت محاولات اسرته الفقيرة على مدى ثلاث سنوات في تدبير المطلوب بسبب ضيق ذات اليد وتردى ظروفهم المعيشية حتى حانت ساعة الفرج أخيرا بمبادرة انسانية من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدافع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز والذي تكفل "حفظه الله" بتسديد الدية المترتبة مما زرع الامل والاستقرار في نفوس السجين وافراد اسرته. وبحسب معلومات فقد كان "الطميحي" اثناء فترة سجنه مثالياً في تعامله مع النزلاء والمسؤولين ومن المداومين على حضور حلقات القرآن مما هيأ له حفظ تسعة اجزاء الى جانب مثابرته على استكمال دراسته وحصوله على شهادة الثانوية العامة بتفوق اضافة لمشاركاته المتميزة في الانشطة الثقافية والاجتماعية وقد اعرب النزيل قبيل مغادرته الى منزله عن شكره وامتنانه البالغ لمقام سمو ولي العهد الامين على شموله بعطفه والمساهمة في عتق رقبته مثمناً جهود لجنة "تراحم" في التفاعل مع وضعه ورعاية اسرته مبدياً ندمه على مابدر منه في لحظات من الطيش والانفعال داعياً الله أن يتولاه بعفوه ورحمته.