استقبلت عدد من المطاعم على كورنيش جدة إجازة الربيع " مدتها اسبوع في منتصف الفصل الدراسي الثاني" استقبلتهم بقائمة من الأسعار الباهظة، حيث صنعت قائمة الاسعار حالة من الصعق لزوار جدة والسياح وطالبي الدفء في احيائها وعلى كورنيشها ، ولم يكن أمام السواح الا اللجؤ الى المطاعم الشعبية، أو اصطحاب أطعمة معهم خلال جلوسهم الطويل على الشاطئ .. هنا تقرير ل "البلاد" حول هذه المسألة. العشاء ب "400" بداية تحدث معي يحيى أبو سعيد وقال : أنا قادم من الطائف وهدفي قضاء إجازة الربيع القصيرة على كورنيش جدة، فأنا مع أسرتي ونتطلع إلى ليالٍ جميلة على شاطئ البحر ، وكذلك في بعض مدن الالعاب والمطاعم ، لكنني في حقيقة الأمر وبعد أن أردنا - نحن الأسرة - أن نتعشى في واحد من مطاعم كورنيش جدة الأوسط، فوجئنا بأن الفاتورة قيمتها مئات الريالات "يعني قرابة 400ريال" بينما صديق الآخر "صاحب عائلة صغيرة العدد" كان مجموع ثمن عشائة 207 ريالات .. وهذه في الواقع مبالغ مالية كبيرة، أكبر بكثير من طاقة الانسان متوسط الحال، فكيف بالذين هو أدنى من ذلك، ولذلك فإن الملاحظ أن مطاعم كورنيش جدة تبالغ كثيراً في أسعارها إلى درجة تلفت الانتباه، وتجعل الناس يعيدون حساباتهم قبل دخولها، أو بعد تجربة مرة واحدة معها. أسعار خيالية وقال لنا سعيد سالم القادم من مكة الى جدة لقضاء يومين كما قال في جدة عموماً وعلى كورنيشها البحري خصوصا.. قال لنا إن الاسعار في مطاعم الكورنيش خيالية، وأنا هنا أعني ما أقول تماماً، ونحن نتحدث عن مطاعم ، لا عن فنادق أبوخمسة نجوم، ولكنها مجرد مطاعم لا بأس بها من حيث الأكل والنظافة، فلماذا حالها هكذا، وبهذه الاسعار الخيالية جداً. واضاف سوف اقرأ لك من فاتورة العشاء، التي دفعتها قبل قليل ثمنا لطعامنا هذا المساء أنا وأسرتي الصغيرة، لتعرف كيف أنني قد وصفتها بالخيالية.. فثمن كأس واحد صغير من المشروب الغازي "بيبسي ونحوه" أربعة ريالات.. وثمن كأس من عصير العنب بالموز 12 ريالاً.. وثمن صحن صغير من شوربة الدجاج 12 ريالاً.. وثمن صحن سلطة مشكل صغير 30 ريالاً .. وبعد ذلك هناك ما يسمى بالخدمة وهي 15% تضاف الى الفاتورة، مع إن الخدمة أصلاً ضعيفة، فماهي هذه الخدمة، هل هي في ايصال الطعام إلى مائدتنا فقط؟ إن هذا نوع من التحايل الغريب. أين رقابة الأسعار؟ وأضاف متسائلاً .. أين وزارة التجارة، وموظفيها الذين يراقبون الاسعار، أين قسم حماية المستهلك .. اين موظفي الرقابة في أمانة جدة ؟ .. اين كل هؤلاء من هذه المطاعم التي تبدو أنها "تسرح وتمرح - على كيفها" بدون رقيب ولا حسيب، بدليل أنه لا توجد تسعيرة ثابتة واضحة على لوحة يتم تعليقها في مداخل تلك المطاعم، وتكون موقعة من الجهات الرسمية، وهذا في الواقع دليل على غياب الرقيب الرسمي، الذي أظن - والله أعلم - أنه تخلى عن مسؤوليته. إننا نطالب بحقنا المشروع، وهو تقنين الأسعار، وإعداد تسعيرات معقولة في كل المطاعم ونقاط البيع الاخرى على الكورنيش البحري وغيره، لأن هذا من أبسط حقوقنا نحن الزبائن، ولا يجوز بحال من الأحوال أن تترك تلك المطاعم لتضع التسعيرة التي تروق لها، وتكون خيالية وذات طابع مبالغ فيه جداً جداً .. ونتمنى من الجهات المسؤولة أن ترفق بنا، وتتدخل بمالها من سلطة رسمية. الرقابة على الطعام وقال إن من المهم جداً أن تمتد الرقابة إلى مطابخ هذه المطاعم ، فبعض المأكولات تحتاج الى وقفة من مراقبي الاسواق في أمانة جدة، لأنني كمثال عندما تذوقت طبقاً من لحم الكباب، وكذلك طبقاً آخر من لحم الاوصال وما يسمى ب "الريّش" وجدته أقل بكثير من اللحوم الطازجة التي أعرفها أنا، وتعرفها أنت ويعرفها كل الناس، واظنها مجرد لحوم مبردّة ومستوردة، وليست محلية وطازجة كما يدعي العاملون في تلك المطاعم. واضاف: والمصيبة أننا نخشى حقيقة أن تكون بعض المأكولات من ذات الصلاحية المنتهية، وهذه قمة التراخي من البلدية، وقمة ضياع الأمانة والمسؤولية من تلك المطاعم، والواجب أن يرى الزبون في مدخل كل مطعم ما يثبت أن مراقبي قسم الاسواق قد زاروا هذا المطعم أو ذاك في زيارة حديثة، ليزداد الناس اطمئنانا، وليعرف العاملون بتلك المطاعم أنهم تحت المراقبة دائما. السياحة الداخلية وأكد لي كل من إلتقيتهم بجانب عدد من مطاعم كورنيش جدة أن المبالغة في الأسعار، هي العلامة المميزة المتماثلة بين الجميع، فقد أتخذت كل المطاعم هناك - فيما يبدو - قراراً بأن تكون الأسعار العالية لمأكولاتها ومشروباتها هي سيد المشهد، والقاسم المشترك بين الكل .. ورأيت تأكيد من أولئك الزبائن بأن هذه الخطوات العشوائية من المطاعم في رفع أسعارها، تصب - دون شك- في بوتقة معاكسة تماماً للرغبة الرسمية والأهلية في تشجيع السياحة المحلية ، وتنميتها واعداد الارضية المناسبة لازدهارها. إن المواطن والزائر والسائح هو بالتأكيد إنسان فطن ولماح، وإذا ماوجد أن كل الاتجاهات والنقاط التي يزورها قد وضعت لنفسها سقفاً عالياً من الاسعار، فإن مثل هذا الاتجاه الخطير، سوف يلقي بظلاله على جوهر ومراد السياحة المحلية، وسيجعل الناس أكثر نفوراً من كل ماله علاقة بسياحة الداخل ..!! هيئة السياحة ونظن استناداً الى ما قاله لي الذين تحدثوا معي أن لهيئة السياحة في المملكة دور جوهري مهم في تأطير جوانب السياحة المحلية، من جهة محور الاسعار المهم جداً للناس، ذلك لأن الزبون يتطلع الى اسعار معقولة، صحيح أن لكل مكان راقٍ سعره، ومن غير المعقول أن تكون المطاعم الراقية في أسعار قريبة من المطاعم الشعبية. لكن الصحيح كذلك أنه حتى في المطاعم الراقية لابد من وضع تسعية معقولة لها، حتى وإن كانت اجوائها ومقاعدها وديكوراتها وأطعمتها في مستويات جيدة، فإن لكل شيء حالته المعقولة، دونما مبالغة تؤدي إلى تذمر الزبائن .. ولذلك نعتقد أن على الهيئة العامة للسياحة في المملكة دور مهم ، لابد لها من اتخاذه في هذا الجانب بالذات - جانب الأسعار - لأنها معنية بالدرجة الأولى بتنمية السياحة المحلية، وتنمية السياحة المحلية تبدأ من نقطة الأسعار المعقولة.