اولا وقبل كل شيء نحمد الله ونشكره سبحانه وتعالى ان رأينا الملك عبدالله بن عبدالعزيز بخير وبصحة وعافية وسمعنا صوته واطمأننا عليه.. فقد كنا ندعو له طيلة فترة غيابه عن أرض الوطن لتلقي العلاج وحتى بعد ان عاد الينا ومنذ ان دخل ارض المملكة ومنذ ان كان في مطار الملك خالد بالرياض.. كلما تهبط الطائرة نشعر ان قلوبنا المحلقة في السماء هبطت معه وعادت لتنشر السعادة برؤياه.. كنا ندعو الله ان يتم عليه لباس الصحة ويشفيه ويطيل في عمره هو واخوانه الذين هم شموس تضيء سماء مملكتنا الغالية وما زلنا ندعو لهم. وثانيا بعد مرور اربعة وعشرين يوما من وصوله سالما معافى يحمل لنا الهداية والعطايا.. بعد مرور اربعة وعشرين يوما فقط.. صدر البيان من الديوان الملكي يوم الخميس بان الملك عبدالله سيلقي خطابا لابنائه وبناته شعب المملكة العربية السعودية يوم الجمعة 13 ربيع الثاني لعام 1432ه ويتبعه بأوامر ملكية كريمة.. كنا نفكر.. ترى عن ماذا سيكون خطاب خادم الحرمين الشريفين لشعبه.. وكنا نخشى من ان يكون حبيب الشعب قد اخذ على خاطره من تصرفات الحاسدين لهذا الوطن الكريم ولابناء هذا الوطن الشرفاء.. وظللنا ندعي الله ان يحفظ بلادنا من كل حاقد او حاسد او ناكر للمعروف.. الى ان ظهر سيدي ووالدي ووالد الجميع.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عرف عنه مبادرته للحب الصادق.. لقد ظهر على شاشة التلفزيون في (جمعة الخير) وعلى محياه تباشير السرور.. ظهر ليشكر ويقدر ويثني على موقف النبلاء من ابنائه وبناته.. ويشد على ايدي الجميع بالحفاظ على وحدة الصف.. انه ملك عادل صالح مهيب يقدم لشعبه عبارات الطمأنينة وكلمات الحب ويطلب منهم التأييد له بالدعاء.. بعد هذا اليس من حقنا ان نقول: ان شعب السعودية شعب محظوظ. ثم فاجأنا حفظه الله بامطار من الاخبار السارة لتشمل كافة ارجاء البلاد بنفعها وبركاتها وخيراتها لتخضر منها الاشجار.. وتينع بها الثمار.. لقد جاءت كلمته كالبلسم الشافي والدواء الكافي.. لقد اكرمنا الملك عبدالله بعطاياه فلم نكن نستغرب من البشائر السارة التي زفها لنا لانه اكرمنا ولم يقصر معنا كعادته دائما معنا داخل الوطن وكعادته مع جميع ابناء العالم الذي يواسيهم ويساهم في حل قضاياهم ويدفع من حسابه الخاص ليجري العمليات التي تنفذ حياة ابنائهم بامر الله تعالى.. لقد اعطانا من حنانه قبل كل شيء ومن الواجب علينا ان نرد له الجميل ونعطيه نحن ايضا.. اتدرون ماذا نعطيه.. يجب علينا ان نعطيه الاحترام.. نعطيه الحب ونعطيه الولاء ونعطيه الاخلاص.. انه ليس مجرد ملك.. بل انه أب حنون لكل يتيم.. وأخ لكل محروم.. وانسان عظيم اجتمعت فيه صفات المروءة والاخلاق الحميدة.. يفرح اذا رأى شعبه فرحان.. ويحزن اذا كدر خاطرنا اي انسان.. ويواسي كل قاص او دان.. ويفيض عليهم بالاحسان.. ملك انتشل طلاب العلم واغاثهم بالمنحة الدراسية داخل الوطن وخارجه.. ملك يطلب من شعبه ان يسامحوه لانه لم يصافحهم فردا فردا ويشكرهم على تعاضدهم والتفافهم بعضهم على بعض.. ملك يقول لشعبه: يعلم الله انكم في قلبي احملكم دائما واستمد العون والقوة من الله ثم منكم.. كيف لا نحبه.. وكيف لا نكون الابناء البارين بوالدهم.. ونكون يده التي يرفعها للحق ولسانه الذي يخاطب به.. ورجله التي تدوس على الخائنين.. ملك يطلب من شعبه ان يدعون له.. اننا ندعو لك في كل وقت وفي كل حين.. ان يجعلك ذخرا لنا وللمسلمين.. ونقول لك يا والدنا الحبيب. ان الزرع الذي زرعته سيصبح مثمرا ونافعا باذن الله.. ونحن ابناءك المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم.. فاهنأ قرير العين يا خادم الحرمين. ابنتك حنان محمد الغامدي