يحتضن اتيليه جدة للفنون الجميلة معرض الفنان الكبير عبدالله المرزوق احد رواد الحركة التشكيلية السعودية وذلك يوم الثلاثاء الموافق 5 ابريل 2011م والمعرض بعنوان قوس قزح الصحراء وهو برعاية وزارة الثقافة والاعلام ويتضمن خمسون لوحة بمقاسات كبيرة ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام ويفتتحه الاستاذ طلال بحش ولاهمية المعرض سينظم الاتيليه حوار نقديا مفتوحا حول تجربة المرزوق ويشارك فيه عدد من الفنانين والنقاد الفنان المرزوق اقام خمسة معارض شخصية ومثل المملكة في العديد من المعارض الجماعية من اهمها مشركته في بينالي الشارقة الدولي بينالي بنجلادش الدولي ومعرض مختارات من الفن السعودي المتجول في كل من مدريد والقاهرة وفينا والرياض والبحرين وحصل من خلال المشاركة في هذه المعارض على جوائز هامة منها الجائزة الاولى في الفن السعودي المعاصر عام 2000م وجائزة بينالي الخرافي الدولي بالكويت وغيرها من الجوائز الهامة. عن المعرض يرى الناقد الادبي الدكتور عبدالعزيز السبيل أن التجربة الابداعية التي تحمل مسمى قوس قزح الصحراء تأتي متضمنة معطيات وبلاغة ثقافية فنية ومتميزة اختلفت فيها العناصر المستخدمة من الكولاج والالوان لتعطي ثقافة بصرية جديدة ضمن صيغة جمالية مواكبة للاتجاهات العالمية المعاصرة واجزم السبيل ان المتلقي سيجد في اعمال المرزوق ما يثير التساؤلات ويحثه على مزيد من التأمل ويفتح آفاقا برؤية متجددة . بينما يرى الناقد والفنان التشكيلي المعروف عبدالرحمن السليمان ان عبدالله المرزوق يمثل حلقة رئيسية في التشكيل السعودي ضمن الحلقات الضيقة التي وعت ابعاد وأهمية ومعنى العمل التشكيلي ووظفت امكاناته المعرفية الى جانب خبرته وموهبته في ابداع أعمال اقتربت كثيرا من ايقاع العصر وفنيات اللوحة دون ان تنسلخ كلية عن تجليات المكان بابعاده المختلفة الحسية والمعنوية وقد تجلي ذلك في معرضه الشخصي الأول (سلسلة البيت العربي عام 1989م) الصحراء كانت المادة الابداعية التي حملت رؤية المرزوق او قضيته وحملت ايضا عبئ المساحة المشكلة دون اللجوء الى التشخيص فعبر مفردين هما (قوس قزح) و (الصحراء ) تجئ الخصوصية فقوس قزح هنا ليس المألوف والمعروف علميا والصحراء هنا ليست أي صحراء فثمة علاقة بين المفردتين تشكلت في ذات الفنان وفي نخيلته علاقة لا تهمنا بمعناها المألوف ولكن بمغزاها السيكولوجي والرؤيوي والجمالي والتجريدي . المرزوق يكتشف هنا تكنيكا لم يتوقف عنه عبر المراحل التي تلت ,تكنيك يعتمد علي التجريد وتعدد الخامات والكولاج والطمس والاضاءة وجوانب اخرى تعتمد على الغناء الحكي بمعناه التشكيلي ولم يقع المرزوق في مأزق الزخرفة السطجية التي وقع فيها البعض وتأتي اعمال المرزوق وبرغم تشكيلها الهندسي والتي تحاول ان تنغتق منه وتشي بالشيء الكثير. لقد ابدع المرزوق لوحاته في مواجهة مع مواقفه الفكرية والتقنية في محاولة لصياغة جمالية تتسم بخصوصية وتبتعد عن المكرر وتحاول التنظير البصري للمكان لا كتجسيد لمطوناته ولكن كدلالات جمالية تطال تحولاته بصريا وفكريا بواسطه الضوء ويبقي هنا ان نشير الي ان الاضاءة في اعمال المرزوق ليست الا بعد من ابعاد الضوء والالوان لا تتعلق بشدة المصدر الضوئي ويمكننا تفسير الالون المشبعة –الفاترة –الحركية—ان تغيرات في الشدة الضوئية الخاصة بالمكان ففعل الاضاءة وفعل اللون في فضاء المرزوق في حالة تنافس فالضوء يشترك مع اللون في ان كليهما يحددان المكان والصحراء ليست شكلا ثابتا ولا مساحة هندسية يكحلها الاصفر والسراب ولكنها ضوء لون يتحول ويتمازج ويتغير .