كنت من بين ذاك الحضور أترقب مثلهم كنا في مركب واحد ألا وهو الانتظار... هناك أم تنتظر ابنها الغائب عنها أعواما بشوق,, وهنا فتاة بعمر زهور تنتظر أباها منذ صغرها ,,تنتظره بشوق لتقول له أنا ابنتك أنظر إلي لقد كبرت وانتظرتك ولم أنساك حتى لو كنت بعيدا عني .. وبجانبي ذاك العاشق المجنون الذي أربكني بكثرة وقوفه وجلوسه .. أما أنا فكنت جميعهم بمشاعرهم بل أكثر أنا كالأم التي تنتظر ابنها بشوق وكا الفتاه التي تحن لمعانقة أبيها وتدليله .. ومن داخلي ربكة عاشقة مجنونة منعني حيائي من أظهارها ولزمت الصمت مع الانتظار..اللحظات علينا تمر ساعات ياإلهي دقات قلبي بدأت تزداد وأشعر بشعور رهبة والخوف هاهم يعلنون عن وصول العائدين لم يبق سوى خمس عشرة دقيقة سوف تكون بالنسبة لي نقطة تحول يا إلى الحزن أو الى أجمل الأيام ....كم عشقتكِ في الماضي عندما تكونين خمس عشرة دقيقة لأنها كانت لقاءنا دوما كنت عند دقائق الأخيره أختبئ لاستمتع بنظر اليه وهو يبحث عني ..كانت ايام الرائعة الى أن أتى ذاك اليوم وقرر السفر ..وقال لي انتظريني سوف أعود !!...وانتظرت الى أن أخبرني بانه سيأتي في هذا اليوم ..وهاأنا أنظر لمن حولي وهم ينتظرون بلهفة وشوق .. ماأصعب ذاك الشعور إما أن تعود بشوق وفرحاً او أن تجر وراءك ظنوناً خائبه وهاهي الأم تهتف بوصول ابنها فرحا والفتاة تركض بحنين لمعانقة ابيها .. والعاشق المجنون هاهو يقول لحبيبته بصوت عال اشتقت إليكِ .. وانا احاول ان ارى من بين العائدين لعل من ملك قلبي بينهم نعم هاهو ياقلبي .. ركضت من بين الحضور مسرعة دفعت هذا وقطعت على ذاك لحظات لقاء كي لاأفقده وعندما اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه وقلت :تأخرت لقد اشتقت لك كثيرا.. لكن سرعان ما اعتذرت له لانه لم يكن هو لكن ماقتلني وجعلني أبكي نظرته التي لم تحمل الأ شفقه..اه من لهفة شوقي جعلتني أتخيل طيفك .. خلت تلك الساحة ولم يبق إلا القليل القليل جداً وأنا أنتظر.. هاهي الدقائق الأخيرة شارفت على الانتهاء وطيف ذكرياتنا أمامي اه ياقلبي لقد تعبت من الانتظار يبدو أن من ملكك لن يأتي ... دعوتُ ربي أن لايخيب ظني .. كل من كان رهين الوقت أطلق سراحه الانتظار إلا أنا كتب علي الانتظار مدى حياتي ..ولا أعلم متى ؟! أو هل!يشملني عفوه .. حينها قررت الرحيل من ذاك المكان فلا جدوى لي من الانتظار..ودمع عيني ينهار والعواذل لي في انتظار .. ومع خطواتي الأولى سمعت صوته واصلت طريقي فيبدو ان أشواقي تصر على أحراجي ..وتكرر على مسامعي ذاك الصوت .. حينها وقفت حائرة أخشى أن التفت إلى مصدر ذاك صوت ولا أجده وأخشى مواصلت طريقي فأفقد لحظة لقاءِ معه هنا استجمعت قواي للالتفات وعند الالتفات شعرت بأنفاس قريبة مني وبصوت مشتاق ومحب أهلكه طول سفر قائلا:اشتقت لكِ ياحبيبتي.. وبالفعل كان هو نعم ياقلبي أنه هو ولم يخيب ظنك به حينها لم تسعني الدنيا فرحاً وسرعان ماتبدل كل شيء بداخلي من حزنِ إلى فرح شديد.. وهاهوه اليوم بجانبي ولم يبق سوى خمس عشرة دقيقة.. لنعلن لدنيا عن دخول طفلنا الثالث لعامه ثاني . بقلم عبير الشايع