دفع زميلنا الكاتب والروائي محمد المزيني روايته " الطقاقة " الى معرض الرياض الدولي للكتاب ،والصادرة حديثاً عن دار الانتشار العربي اللبنانية والتي تقع الرواية في 470 صفحة من الحجم المتوسط وهي تجربة جديدة في كتابة الرواية, تعتمد على حبكات ثلاث, لذلك سيجد القارئ ان ثمة ثلاث روايات في رواية واحدة, تبدأ من رواية الكاتب تتداخل برواية البطل الرئيس ثم روايات الأبطال . تبدأ الرواية من السؤال القلق عن هوية الرواية, ولماذا نكتبها ثم كيف, هذا ما شجع البطل الأول سائق السيارة ( الونيت ) للبحث عن أبطاله, فمنهم سيستخلص حكاياته, وينسجها في شكل رواية نهائية, لذلك هو لا يريد استعجال وصف الرواية بأنها نص يتشكل تباعا بل يتمهل القارئ قليلا حتى يتم له اختبار عوالمه ومدى مصداقية شخوصه, لذلك ينشغل وفق مصادفات قدرية معينة وحسبما تمليها عليه الظروف باختبار كل من يمر بهم, حتى يقرر نهائيا أن تزوير الحقائق، يأتي من جهة العينات التي تخرج عن طبيعتها وتتشكل وفق رؤى ليست هي على حقيقتها لتلمع في ذهنه شخصيات قريبة جدا هي من تعايشه يوميا من ركاب الونيت خلال كده اليومي, لذلك يشرع بترصد أهم ثلاث شخصيات تمر عليها هي : الطقاقة بخيتة ، وصلاح المدني , والبدوي بداح ويبدأ بتحديد سماتهم وتدوين حكاياتهم .. فهل نجح في النهاية بكتابة رواية , هذا ما سيكتشفه القارئ بين طياتها . تتعاطى الرواية مع مناطق حساسة من حياة المجتمع السعودي ويكشف أبطال الرواية , وتجليها الأحداث الصعبة التي تعصف بهم .. الرواية لا تستلم لمكان واحد ولا لزمان بعينه بل تلتف على هذين العنصرين بما يشبه المر والفر, كما أن الأصوات فيها متعددة, كما لا يبخل المزيني بتعضيد روايته بالمعلومات التي لا بد منها . في الرواية سيجد القارئ أنه جزء لا ينفصل عن الرواية منذ البداية وحتى النهاية, في الرواية مالا يمكن إخفاؤه عن القارئ .. كيف هذا ما ستخبر به الرواية .