"عرض التائه" من تأليف وإخراج إبراهيم الخميس، وهو عرض جمعية الثقافة والفنون في الإحساء، هو أيضا عرض الممثل"عبدالعزيز المزيعل" الذي رغم أمانته للنص "الغير مكتمل" إلا انه أضاف الكثير بقدراته الجسدية والصوتية.. إذا استطاع أن ينقل إلينا فكرة النص إلى حد والتي تصور حالات طفولة وصبا ونجاح وسقوط شخص عبر معاناته وحلمه بالحياة والحب والصعود والغنى ثم الهبوط والهذيان والتيه بخسارته في سوق الأسهم التي عبر عنها المخرج ببقعة ضوئية حمراء تسقط على خشبة المسرح. وبشكل عام وسريع نستطيع أن نؤكد على قدرات المزيعل التي تحتاج إلى من يكتشفها ويضيئها أكثر، كما نقدر للإدارة المسرحية والموسيقى المتناغمة مع إيقاع الممثل والمؤثرات الصوتية دورها. بدأت الندوة التطبيقية التي تلت العرض والتي أدارها مسبح المسبح بالناقد المسرحي عباس الحايك ومخرج ومؤلف المسرحية إبراهيم الخميس. تحدث الناقد المسرحي عباس الحايك عن النص: مؤكد أنه غير مكتمل، يحتاج إلى تعميق الفكرة والعمل على الشخصية الرئيسية وتعميق وإبراز الحالات النفسية بشكل أوضح، مضيفا أنه تبدو مشكلة النص في الانتقالات الزمنية السريعة والتي تفتقد لرابط واضح وكأن المؤلف يسعى إلى الانتهاء من النص دون المرور المتأني بتفاصيل الحكاية. وعن بطل العمل الممثل عبدالرحمن المزيعل يقول الحايك: استطاع أن يبدع وهو ممثل يمتلك طاقات وقدرات كثيرة ولكن بحاجة إلى مخرج متمكن يفجر كل طاقاته، فقد استطاع أن يصعد من النص ويملأ ثغرات العرض. وتفتح ستارة العرض الثاني لجمعية الثقافة والفنون في الرياض وهو عرض "شايلوك" تأليف : يزيد الخليفي وإخراج : هذال البيشي، وتمثيل محمد با هذيل. رغم ما بها من ثغرات ومناطق ضعف إلا أنها لا تخلو من الإيجابيات ومنها الموسيقى وبعض اللمحات الإخراجية وأيضا أداء الممثل باهذيله. وأعتقد لو أن هناك اهتماما بعنصر الوقت والرؤية المسرحية المتواصلة لا المتقطعة مع المسرح لرأينا مواهب كثيرة وإبداع أكثر فثمة خامات جيدة في الإخراج والتمثيل أبرزتها الليلة الأولى من المهرجان، في الثيمة الإخراجية لهذا العرض وعرض "التائه" الذي سبقه. وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض وأدارها عبدالمجيد الكناني للمسرحي زكريا المؤمني ومخرج عمل شايلوك هذال البيشي، الذي اكتفى بقوله مازالت أحبو أمام كوكبة المسرحيين، في المهرجان، وأن مشاركته أمام الجمهور المميز وما يعقبها من ندوات هي بمثابة الدورة المسرحية الشاملة للخبرات التي يستفيد من خلالها. وتحدث المسرحي زكريا المؤمني، الذي أشاد بأمانة المخرج للنص بشكل لايوصف وبكل مفرده، لدرجة أن الممثل استسلم إلى المخرج، وود لو أن المخرج لم يكن مخرجا مفسراً، كما تمنى أن يكون عمل مسرحي بمثابة المختبر، مضيفا أن المخرج لديه لمحات لكنها كانت على استيحاء لأنه متأثر بكل كلمة بالنص، ظهرت جليا في استسلام الممثل للمخرج. وفي مداخلة للشاعر أحمد الملا أشار إلى أن حالة المتعة في العرض فقدت لأسباب الحديث الأدبي، والإيقاع المتواصل للصوت بنفس الحالة، بالإضافة إلى التكرار في بعض الحركات أفقدت إبداع وجمال ماقبلها. كما اتفق المخرج العماني أحمد معروف مع المخرج زكريا المؤمني في أمانة المخرج في نقلة النص للخشبة، مضيفا أن المخرج يفترض أن يزرع ثيمة وأكثر من حلول في الشخصية وإعطاءها حلولا أخرى غير الموجودة، ليقوده إلى بر الأمان. جاء هذين العرضين وندوتيهما التطبيقيتين ضمن فعاليات مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة في يومه الثاني، والذي يستمر حتى الخميس المقبل 14 /3 /1432ه، بعروض متنوعه من المملكة ومن الأردن وسلطنة عمان.