تواصلت الأربعاء والخميس الماضيين فعاليات مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بتقديم ثلاثة عروض مسرحية مشاركة في مسابقة المهرجان، على مسرح الجمعية. المزيعل يؤدي دوره في «التائه» (تصوير: نايف البريك) وكان نصيب الليلة الثانية من ليالي المهرجان (الأربعاء) عرضا مونودراما، الأول كان لفرقة جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بعنوان «التائه»، تأليف وإخراج إبراهيم الخميس وتمثيل عبدالرحمن المزيعل، والذي يعد أول عرض من العروض المشاركة في مسابقة المهرجان. تناول عرض «التائه» حكاية حياة إنسان منذ طفولته فالمراهقة فالرجولة فالغنى ثم السقوط. وقام العرض على نص للمخرج نفسه، نص حين قراءته لا يبدو مكتملا وممتلكا لعناصر الكتابة المسرحية التي تصنع نصا ناضجا، وإنما مجرد مشروع لنص يمكن لكاتبه أن يعيد الاشتغال عليه والتعمق في شخصيته وتجسيد ملامحها وأبعادها المادية والنفسية ضمن مواصفات نص المونودراما. أكثر ما يميز العرض الأداء التمثيلي للمزيعل، الذي أكد امتلاكه طاقة أدائية تحتاج إلى مخرج يعي ممكناته ويستطيع تفجير طاقته على الخشبة، فهو قادر على أداء شخصيات متباينة، واستطاع الرفع من سوية العرض وملء فراغات وعثرات النص. إضافة للتمثيل تبرز الموسيقى والمؤثرات الصوتية كعنصر من عناصر العرض، الذي استطاع المخرج توظيفه لإبراز حالات الشخصية المتغيرة وللتعبير عن الانتقالات الزمنية ولإعطاء الجو العام للعرض، فكانت المؤثرات التي نفذها محمد الحمد مميزة وساهمت في تجميل العرض. أخفق العرض في الرؤية الإخراجية التي لم تقدم جديدا على ما قدمه النص، فالمؤلف كان أمينا على نصه، ولم يجترح رؤية مغايرة، وهذا ما يمكن أن يحققه اختلاف المخرج عن المؤلف. ورغم الإخفاقات كان العرض بالمجمل ممتعا. وفي الجلسة التطبيقية عقب المسرحية، أكد الناقد المسرحي الزميل عباس الحايك أن نص العرض غير مكتمل، وقال: تبدو مشكلة النص في الانتقالات الزمنية السريعة التي تفتقد لرابط واضح، وكأن المؤلف يسعى إلى الانتهاء السريع من النص دون المرور المتأني بتفاصيل الحكاية. وأضاف إن النص يملك مواصفات نص موندراما، التي تعتمد على الحالة النفسية وسرد الحكاية، ولكن ذلك يحتاج إلى تعميق الفكرة أكثر. وشارك في الجلسة، التي أدارها المسرحي مسبح المسبح، إلى جانب الحايك مخرج العمل، مخرج ومؤلف العمل إبراهيم الخميس، الذي أجاب على تساؤلات ومداخلات الجمهور، وأكد أنه قام بجهد كبير بتعاون من الممثل المزيعل على سلخه من شخصيته في مسرحية «البندقية»، موضحاً أنه سيقوم بإعادة قراءة النص والطريقة الإخراجية والاستفادة من كل الملاحظات والتوصيات. وفي الفترة المخصصة للمداخلات قال المسرحي نايف البقمي : إن العمل أخرج قبل كتابته، والدليل هو الطريقة الإخراجية، وعدم استغلال البقعة السوداء التي من المفروض أن تكون هي المسرح بالنسبة للمخرج، والمراحل الانتقالية في العرض لم تكن مترابطة، والفكرة مستهلكة.
برنامج السبت 8:00 مساء: مسرحية «رماد» لفرقة «عوام ميديا». بعد العرض: جلسة تطبيقية. 10:00 مساء: عقد ندوة فكرية بعنوان «تأصيل التراث في المسرح» يقدمها بسام المصري.