قصف لقوافل محملة بالغذاء بقذائف صاروخية على الطرق السريعة الكبرى واستهداف مهاجم انتحاري لفريق تابع للأمم المتحدة للتطعيم ضد شلل الأطفال وازدياد في عمليات الخطف. كلها مؤشرات على ارتفاع في وتيرة الهجمات على وكالات الإغاثة في افغانستان هذا العام مما يعرقل جهود إعادة الإعمار فيما تواجه البلاد الإحباط من جانب المواطنين الأفغان العاديين بسبب بطء معدلات التنمية فضلا عن مكابدة واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية والجفاف خلال أعوام. عمال الإغاثة في أفغانستان محاصرون بين شقي الرحى منذ عدة سنوات حيث يكونون عادة على الطريق غير المناسب في الوقت غير المناسب. لكن الآن هناك أدلة متزايدة على أن وكالات الإغاثة الدولية بما فيها الوكالات التابعة للأمم المتحدة أصبحت مستهدفة دون غيرها. تسلط الهجمات الضوء على تردي الوضع الأمني مع تزايد تمرد حركة طالبان وعصابات المافيا الإجرامية فضلا عن فقدان الاحترام لحيادية الوكالات حيث يمكن الخلط بين أعمال إعادة الإعمار المتصلة بالإغاثة وإعادة الإعمار العسكرية. وقتل 26 من عمال الإغاثة على الأقل هذا العام. وعدد القتلى في الأشهر الثلاثة الأولى هذا العام يوازي تقريبا مجمل عدد القتلى عام 2007 بينما عام 2008 في الطريق ليصبح العام الأسوأ من حيث الهجمات منذ الغزو الذي قادته الولايات . المتحدة عام 2001 كان الهجوم الأخير الذي وقع يوم الأحد نذير سوء. فقد هاجم انتحاري عربة تحمل شعار منظمة الأممالمتحدة. وقتل طبيبان افغانيان يعملان ضمن حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال تابعة لمنظمة الصحة العالمية. وجاء هذا التفجير بعد أن قتل مسلحون من طالبان في اغسطس آب ثلاث نساء أجانب يعملن لحساب لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية مرموقة. ويقول كايران دونيللي مدير لجنة الإنقاذ في افغانستان "كانت هذه اكثر الأمثلة الصارخة على تحول المنظمات غير الحكومية والأممالمتحدة الى أهداف... في كل عام يزداد العنف في فصل الصيف تأججا." وأضاف "يقال إنه لا ينبغي لطالبان الفوز بل عدم الخسارة فحسب." وارتفعت وتيرة العنف مع تصعيد مقاتلي طالبان لحملتهم من الهجمات وتفجيرات القنابل على الطرق والتفجيرات الانتحارية التي تهدف الى استنزاف الدعم للحكومة الأفغانية وداعميها الغربيين. والكثير من الطرق الى الجنوب والشرق من كابول خطيرة للغاية على عمال الإغاثة خاصة الأجانب. وقال موظف بالأممالمتحدة إن مقاتلي طالبان الذين يعترضون السيارات ربما يكون لديهم صور واسماء لموظفي الأممالمتحدة. ويقول مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في افغانستان إن المشكلة ليست في المقاتلين فحسب بل المجرمين ايضا الذين قد يخطفون موظفين لبيعهم للمقاتلين او من أجل الحصول على فدية. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه فقد 800 طن من المساعدات الغذائية في النصف الأول من العام وهي كمية تكفي لإطعام نحو 80 الف شخص لمدة شهر بعد الهجمات على القوافل يأتي هذا فيما تواجه افغانستان عجزا غذائيا يبلغ نحو مليوني طن. وتشير سوزان ريكو مدير برنامج الأغذية العالمي في افغانستان الى أن "الوضع أسوأ مما كان عليه." وأضافت أن "هناك أقاليم حيث لا نستطيع الذهاب اليها لمدة شهر في نفس الوقت. تصل معظم المساعدات في نهاية المطاف لكن هناك تأخيرات متزايدة." . ويقول مسؤولون ببرنامج الأغذية العالمي إن 23 هجوما وقعت على قوافل تابعة للبرنامج حتى اغسطس هذا العام مقابل 30 في مجمل عام 2007 وفي احدى الوقائع استولى مهاجمون على ثماني شاحنات ضمن قافلة من 50 شاحنة بعد هجوم بقذائف صاروخية ولم يعثر لها على أثر. في واقعة أخرى ترك مقاتلون رسالة بعد أن سرقوا شاحنة قالوا فيها " أخذنا هذا الطعام. شكرا جزيلا." وفي خمسة أقاليم بالجنوب يقول برنامج الأغذية العالمي إن ثلث المتلقين لمساعداته من الأطفال للعام الماضي البالغ عددهم 750 الفا هم الذين كانوا يذهبون للمدارس للحصول على المساعدات الغذائية بسبب تهديدات مقاتلي طالبان. ويقول بعض عمال الإغاثة إن هناك بوادر على أن مقاتلين اكثر تشددا يمارسون نفوذا في مناطق أذاق فيها المتعاطفون مع طالبان من السكان المحليين مشاريع التنمية الأمرين. وذكر موظف بمنظمة غير حكومية طلب عدم نشر اسمه "تعتبر المنظمات غير الحكومية أهدافا مشروعة لكن على ارض الواقع كثيرا ما كان للقادة المحليين رأي آخر." وأضاف "الآن يبدو أن هناك تأثيرا متشددا على القيادة تدعم السكان المحليين. المجتمعات التي عملنا من أجلها تستطيع أن تحمينا لمرحلة معينة لكن هذه المرحلة بدأت تتلاشى." وأنحى الكثير من موظفي الإغاثة باللائمة على التباس الخط الفاصل بين الجيش والمنظمات غير الحكومية في افغانستان. وتتزايد مشاركة القوات الدولية والأفغانية في بناء المدارس والمستوصفات إضافة الى حفر الآبار في إطار جهود مكافحة التمرد التي تهدف الى كسب تأييد شعبي. ويقول عمال إغاثة إن من المشاكل الأخرى أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تعمل تحت قيادة وكالة يوناما او بعثة الأممالمتحدة المعاونة في افغانستان وهي الوكالة التابعة للأمم المتحدة المضطلعة بتقديم الدعم السياسي للحكومة.