نعت الأوساط الفنية الكويتية والخليجية النجم الكويتي الراحل غانم الصالح الذي وافته المنية بلندن في وقت مبكر صباح الثلاثاء الماضي وكان شديد الترفع على خلافات الوسط الفني، وحريصا على أداء الصلاة في موعدها، حتى لو اضطره ذلك لإيقاف التصوير. وكان الشيخ ناصر المحمد -رئيس مجلس الوزراء الكويتي- أمر بسفر الصالح إلى لندن للعلاج على نفقة دولة الكويت الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولكن سرعان ما تدهورت حالته الصحية، ووافته المنية. ووصل جثمان الفقيد إلى الكويت ليوارى الثرى في جنازةٍ كبيرةٍ شارك فيها حشدٌ من أهله ومحبيه وزملاء مشواره. وفي تصريحٍ قال الدكتور نبيل الفيلكاوي رئيس مجلس إدارة نقابة الفنانين الكويتيين "إن الكويت فقدت أحد أعمدة الفن وأحد مؤسسي فرقة المسرح العربي الذي أسهم في تشكيل ملامح الدراما الكويتية خلال العصر الذهبي للفن الكويتي". وأضاف الفيلكاوي "كان الصالح نموذجا للفنان الملتزم الذي يحرص على التواجد في أي مناسبة وطنية أو فنية أو اجتماعية، ولم يعرف الغرور، والتزم دوماً بالحياد في ظل الخلافات والصراعات التي كانت تطفو على سطح الساحة الفنية". وكشف رئيس نقابة الفنانين بالكويت عن التحضير لفاعلية تأبين للفنان الراحل يشارك فيها حشدٌ من الفنانين على مستوى الخليج. وعبَّر الفنان حسن عسيري عن حزنه لوفاة أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي. وقال "فقدنا شاهدا على تاريخ الفن الخليجي والعربي كما كان شديد الحرص على أداء الصلاة في موعدها حتى لو اضطر لإيقاف التصوير". في حين قالت الفنانة مني شداد (المتواجدة في الإمارات للمشاركة في مهرجان أبو ظبي): "عظَّم الله أجر الفنانين العرب على رحيل الضاحك الباكي غانم الصالح". وأضافت: لن أنسى مساندته لي خلال أزمتي الأخيرة عندما سافرت لتلقي العلاج. تاريخ فني حافل قدم الفنان القدير الراحل غانم الصالح على مدار سنوات عدة أعمالا درامية كثيرة، كان آخرها مسلسل "ليلة عيد" الذي عُرض في رمضان الماضي على شاشة MBC، بجانب النجمة الكويتية حياة الفهد. وحظي المسلسل بإعجاب المشاهدين بشكل لافت؛ حيث قدم القصة بطريقة احترافية تشير إلى أن هذا الجيل يجب أن يورّث إبداعه إلى الأجيال القادمة. ولد الصالح في 1942م في منطقة صيهد العوازم قرب قصر السيف بالكويت، وتزوج في عام 1960م، وله خمسة أولاد، وأسهم في تأسيس فرقة المسرح العربي عام 1961م، وعمل في عام 1959م في وزارة العدل بمحكمة الاستئناف العليا كسكرتير جلسة في الأحوال الشخصية والجنايات، وذلك حتى عام 1964م. وانتقل بعدها إلى تلفزيون الكويت، وعين مساعدًا لرئيس قسم التمثيليات، ثم رئيسًا لقسم التمثيليات حتى تقاعد عام 1983م. وحصل الصالح على كثيرٍ من الجوائز وشهادات التقدير من جهات رسمية وشخصية وصحفية؛ ومن أبرزها شهادة إعلام من محطة BBC لندن عام 1969م، ودرع من المسرح العربي عام 1980م، ودرع المبدعين عام 2003م. كما حصل الراحل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة السادس، وشهادة تقدير من مهرجان الخليج التاسع للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، كما نال شهادة تقدير من قناة سما دبي وتلفزيون دبي عام 2008م