رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء امس حفل افتتاح الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي - الأسس والمنطلقات -وذلك في مقر جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس الهيئة الاستشارية للكرسي وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة صادق طيب. وفور وصول سموه عزف السلام الملكي , ثم تشرف أعضاء مجلس جامعة الملك عبدالعزيز وأعضاء الهيئة الاستشارية لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بالسلام على سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز. عقب ذلك افتتح سمو النائب الثاني معرض منهج الاعتدال السعودي: بناء ومسيرة, الذي يحتوي على كلمات مختارة لملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله. وبعد أن أخذ سمو الأمير نايف بن عبد العزيز مكانه في مقر الحفل بدء الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز كلمة شكر خلالها سمو النائب الثاني على رعاية هذه الندوة وقال: نرتكز في تصريف أمورنا كافة في هذا الوطن المعطاء على مبادئ واضحة وركائز ثابتة، وقواعد راسخة، مستوحاة من شرع الله الحنيف، وتوجيهات القرآن الكريم، ورحابات السنة النبوية الشريفة، ثم القواعد التي وضعها الملك المؤسس ( طيب الله ثراه) وتبناها أبناؤه البررة من بعده. والآن يقود مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (سلمه الله). وهذه المبادئ شملت كل الجوانب الدينية والاجتماعية، والاقتصادية، وحتى السياسية، وتعتمد أساساً على الحكمة والتوازن. وأضاف: إن زيارتكم الليلة لجامعة المؤسس ورعايتكم لهذه الندوة العلمية، وتدشينكم لسلسلة حوار في الاعتدال، هو محل اعتزاز وفخر لجميع منسوبي جامعة الملك عبدالعزيز، فأنتم مثل يقتدى به في الاعتدال والحكمة، وأنتم وقفتم وما زلتم بحزم وقوة واعتدال أمام كل من أراد لهذه البلاد السوء، فحاربتم الإرهاب والمخدرات... وكل الأضرار، بحكمة، واعتدال، ونجاح. وشكر معاليه سمو الأمير خالد الفيصل على جهوده الكبيرة ومتابعته المستمرة في دعم الكرسي، لتحقيق أهدافه، وعلى ثقته في الجامعة بتبني مثل هذا الكرسي المميز. كما شكر معالي وزير التعليم العالي على دعمه وجهوده وتوجيهه المستمر للجامعة، ومتابعته الدائمة لنشاطاتها العلمية والبحثية وأعضاء الهيئة الاستشارية للكرسي والمشرفين والمشاركين في أعمال الكرسي بالجامعة. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.. أصحاب السمو والمعالي والفضيلة وأخواني أعضاء هيئة التدريس.. أبنائي الطلاب أيها الأخوة الحضور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. من دواعي سروري أن أكون بينكم في هذا الجمع العلمي المبارك الذي يناقش منهج الاعتدال السعودي من حيث الأسس التي قام عليها والمرتكزات التي سار فيها وأقدر كل التقدير تبني سمو الأمير خالد الفيصل لهذا الكرسي ودعمه لنشاطاته العلمية والثقافية و التوعوية، وأتمنى للمشاركين في فعاليات هذه الندوة العلمية حول منهج الاعتدال السعودي كل التوفيق والسداد والخروج بتوصيات علمية تعزز منهج الاعتدال في فكر المجتمع السعودي، كما أثمن لجامعة الملك عبدالعزيز دورها الرائد في نشر ثقافة الاعتدال في مجتمعنا السعودي وهو أمر ليس بمستغرب على جامعة المؤسس التي تميزت في جوانب علمية وعملية كثيرة استطاعت من خلالها أن تسهم بفعالية في مسيرة التعليم العالي في المملكة، وأتمنى أن تحقق هذه الندوة العلمية أهدافها التي وضعت لها. إن الاعتدال هو منهجنا الذي قامت عليها مرتكزاتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو منهج إسلامي مصدره كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المملكة تتعامل مع قضاياها في الداخل والخارج بمنهج معتدل بعيد عن الغلو. فالإرهاب الذي أضر ببلادنا وفقدنا بسببه بعضاً من أبنائنا كان تعاملنا معه بمنهج معتدل تمثل في مناصحة معتنقي الفكر المتطرف ومحاولة ردهم إلى صوابهم ونهج وطنهم المعتدل، وهو الأمر الذي أسهم ولله الحمد في التخفيف من أضرار الإرهاب والخسائر في الأرواح والممتلكات. إن الاعتدال في الفكر والسلوك مطلب ديني نص عليه المولى عز وجل في محكم آيات القرآن وقال: وكذلك جعلناكم أمة وسطا، وهو مطلب حضاري لتعايش الشعوب وتحالف الأمم لمصلحة البشرية ونشر السلام في ربوع العالم. وأنتم أخواني أعضاء هيئة التدريس عليكم مسؤولية ملقاة على عاتقكم لتعليم أبنائنا القيم الفاضلة التي تدعو إلى التسامح والتحلي بروح الاعتدال. وأنتم أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات لا بد أنكم قد تلقيتم تربية صالحة في محيط أسركم تلك التربية التي تقوم على مبادئ الشريعة السمحة. فعليكم أبنائي اكتساب الخلق الفاضل والخلق القويم الذي يشتمل على الاعتدال والتوسط في بناء فكركم وتشييد عقولكم وترجمة ذلك إلى واقع ملموس في تعاملكم مع كل شؤونكم اليومية. إنكم أيها الشباب عماد المستقبل وركائز الوطن ؛ فأجعلوا الاعتدال خلقكم والوسطية فعلكم حتى تكونوا غداً عناصر فاعلة في بناء وطنكم ومسيرة نهضة مباركة إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم دار حوار مفتوح بين سمو النائب الثاني وطلاب وطالبات الجامعة تناول في مجمله كل ما يتعلق بمنهج الاعتدال السعودي والوسطية وأجاب سموه على أسئلتهم وشرح لهم سياسة المملكة العربية السعودية في اتباع نهج الاعتدال، وأثر ذلك على مستقبلهم وتأثيره في محاربة التطرف والغلو. بعدها أعلن تبني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية // لكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية //. عقب ذلك تسلم سمو النائب الثاني من معالي مدير الجامعة سلسلة من إصدارات كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي. كما تسلم سموه من معاليه هدية تذكارية بهذه المناسبة. ثم التقطت الصور التذكارية وعزف السلام الملكي. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ومنسوبي الجامعة.