قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاربعاء ان فرنسا ستقدم 270 مللايين يورو على مدى سنتين لهايتي لمساعدة اقتصادها على النهوض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 12 يناير كانون الثاني. ولدى إعلانه عن المساعدة في مؤتمر صحفي مع الرئيس الهايتي رينيه بريفال قال ساركوزي ان فرنسا قررت بالفعل اسقاط الديون المستحقة لها على هايتي وقدرها 56 مليون يورو في أعقاب الزلزال. وتحدث ساركوزي بعد وصوله الى العاصمة بورت أو برنس في أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي للمستعمرة الفرنسية السابقة في منطقة الكاريبي. وأضاف ساركوزي "جئت لأقول لشعب هايتي انهم ليسوا وحدهم." وسوف تتضمن المساعدات الفرنسية لهايتي تقديم ألف خيمة و16 ألف قطعة من القماش المشمع للمساعدة في إيواء 200 ألف شخص في موسم الأمطار في هايتي الذي يبدأ عادة أواخر مارس آذار أو ابريل نيسان. وقتل الزلزال زهاء 200 ألف شخص وشرد أكثر من مليون آخرين. وسوف توفد فرنسا ايضا عشرة خبراء للعمل مع رئيس وزراء هايتي وحكومته ضمن الجهود المبذولة لتعافي البلاد من آثار الزلزال لمدة عامين. وسوف يقوم خبراء آخرون بمهام قصيرة الأجل. وبالاضافة الى زيارة مستشفى ميداني فرنسي في العاصمة المدمرة بورت او برنس يتطلع ساركوزي بزيارته الى طي صفحة لتاريخ طويل من العلاقات المضطربة مع هايتي التي حصلت على الاستقلال في عام 1804 بعد تمرد دام من العبيد السود ضد أسيادهم البيض. وبالاضافة الى تقديم مساعدات طواريء فورية للمشردين والمضارين من الزلزال يتطلع المانحون الدوليون الى دعم هايتي في المدى البعيد في محاولة لاخراج أفقر دولة في نصف الكرة الغربي من دائرة الفقر وعدم الاستقرار السياسي. وسوف تشارك فرنسا في مؤتمر للمانحين الدوليين على مستوى عال من المقرر ان يعقد في نيويورك الشهر القادم. وقدر خبراء اقتصاد من بنك التنمية الامريكي ان تكاليف اعادة اعمار هايتي بعد الزلزال قد تصل الى نحو 14 مليار دولار وهو ما يجعلها من الناحية النسبية أكثر الكوارث الطبيعية دمارا في الازمنة الحديثة. وقال بريفال الذي استضاف رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر يوم الاثنين ان حكومته تبحث تأسيس صندوق عام لتمويل خطة انعاش لهايتي يدار بالاشتراك مع المانحين.