قد لا تكون زيادة الوزن مشكلة لابد أن نتخلص منها في نهاية المطاف، فهناك قنوات فضائية تعرض برامج مسابقات وألعابا يكسب الرابح فيها مقدار وزنه ذهباً! أما الجديد في هذا المجال، فهو ما تم الإعلان عنه مؤخراً بعد الأبحاث التي تمت في مستشفى ساوثهامبتون في جنوبي إنجلترا، والتي ربطت بين اللحظة التي يبكي فيها الرجل لأول مرة بعد ولادته مباشرة عندما يكون وليداً، واللحظة التي يبكي فيها عند تفكيره بالزواج، من الفرحة طبعاً..! فقد قال الباحثون البريطانيون إن الرجال الذين كانت أحجامهم ضئيلة عند الولادة تقل فرص زواجهم، كما أنهم يكونون عرضة للإصابة بأمراض مزمنة معينة، وللمشاكل الاجتماعية. وأعلن الباحثون في وحدة مجلس الأبحاث الطبي في المستشفى المذكور أن الأطفال صغار الحجم يبدؤون حياتهم في ظروف غير مواتية لأن أحجامهم الضئيلة، ولا نتحدث هنا عن الطول فحسب، تزيد من مخاطر تعرضهم لأمراض السكري والربو والمتاعب التنفسية وأمراض القلب كلما تقدم بهم العمر، كما أنهم قد يواجهون مشكلات اجتماعية أيضا!، أي أنه، وبكلمات مزعجة، إذا كنت طفلاً صغير الحجم فستقل احتمالات زواجك!. وتوصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن الرجال غير المتزوجين تزداد لديهم معدلات الإصابة بأمراض القلب، كيف لا والقلب لم يجد من يسكنه بعد؟ لكنهم في دراستين منفصلتين أجروهما لمعرفة العلاقة بين الحجم والزواج قالوا إنهم اكتشفوا أن من لم يتزوجوا أبدا كانوا ذوي أجسام ضئيلة عند الولادة وكانوا أقصر قامة وأنحف بدناً في سن الخامسة عشرة عن غيرهم ممن تزوجوا. ورغم أن الزواج عملية معقدة تتنوع أسباب عزوف الرجال عنه، إلا أننا يمكن أن نفهم وجهة النظر هذه إذا حاولنا أن نتخيل أنفسنا مع الجنين في رحم أمه، فنتوقع أن نموه في الرحم يؤثر على عوامل وجوانب مختلفة من حياته خارج هذا الرحم.. منها شخصيته وقدرته الجنسية واستجاباته العاطفية وكلها أمور حيوية في اختيار شريك الحياة الزوجية، وهذا يعني أن العلاقات بين الحالة الاجتماعية وبين الصحة يمكن أن تتحدد أثناء الحياة داخل الرحم. وقد درس الباحثون حالات 3477 رجلا ولدوا في فنلندا في الفترة بين عامي 1924 و1933، واعتمد الباحثون على بيانات الميلاد والسجلات المدرسية ومعلومات الإحصاء السكاني في مقارناتهم بين الحجم عند الولادة وطول القامة أثناء المراهقة والحالة الاجتماعية بالنسبة للأشخاص موضع الدراسة. وثبت من الدراسة أن الرجال الذين لم يسبق لهم الزواج مطلقا وعددهم 259 مسكيناً كانت أحجام أجسامهم صغيرة وهم أطفال، وفي المتوسط كانوا أقصر قامة بمعدل سنتيمترين، وأقل وزنا بحوالي 2.4 كيلوغرام وهم مراهقون.. عن نظرائهم من المتزوجين. وظهر أن معظم غير المتزوجين ذوو دخول أقل. وأظهرت دراسة مماثلة أجريت على بريطانيين ولدوا في عشرينات القرن الماضي وجود نفس العلاقة بين الحجم عند الولادة والزواج فيما بعد. ومن المعروف في طب الأطفال.. أن هناك مجالاً من القيم الطبيعية لكل من الوزن والطول ومحيط الرأس والصدر.. وغيرها من القياسات التي تهم الطبيب وتساعده على فحص الطفل وتشخيص حالته، وإن كلمة الوزن الطبيعي.. أو الطول الطبيعي لا تضفي الدقة المطلوبة، فالحديث يكون عن أطوال وأوزان ضمن الحدود الطبيعية، وهذه تكون مسجلة على شكل مخططات خاصة تعرف باسم مخططات النمو، ويتخذ كل طفل عادة خطاً معيناً في وزنه وطوله منذ ولادته.. بحيث إن الحالات التي "يقفز" فيها الطفل من منحنى وزنه أو طوله الخاص إلى منحنى آخر قليلة نسبيا، وبهذا فإن الأطفال ضئيلي الحجم عند الولادة، والحديث هنا دائماً عن أطفال ضمن الحدود الطبيعية، سيتخذون منحنى ضئيل القياسات فيما بعد، مع الإشارة إلى أن حالات القفز المشار إليها أعلاه.. تحدث بشكل أكبر، إن حدثت، في فترة المراهقة والبلوغ، فليستبشر ضخام الحجم.. ولكن إلى حد ما!، لأن دراسة أخرى أجريت أثبتت أن النساء لا يحبذن الارتباط بضخام الحجم والقوام، وإنما يجدن من المناسب الارتباط برجال عاديين، أو متوسطين، وبينما تتباين الدراسات الطبية والعلمية المختلفة في شؤون حياتنا الخاصة والعامة فإن الله وحده يعلم ماذا تريد النساء!