الدورة الشهرية الغزيرة حالة شائعة جدا بين السيدات، وغالبا ما تحدث في منتصف الثلاثينيات أو بداية الأربعينيات. وتختلف الدورة الشهرية من سيدة إلى أخرى، سواء من حيث كمية الدم المفقود أو الفترة الزمنية لأيام النزيف، لهذا يصعب وصف الدورة الشهرية بالعادية، إضافة إلى أن إدراك الفرق بين الدورة العادية والكثيفة يختلف من امرأة إلى أخرى. وأسباب الدورة الغزيرة متعددة، لكن في الكثير من الأحيان لا يوجد سبب عضوي للنزيف الزائد ويكون السبب هذه الحالة هو اختلال في وظيفة الرحم أو ما يعرف طبيا (DUB). ويتدفق الدم في كثير من السيدات اللاتي يعانين من هذه المشكلة بشكل غزير ويكون مصاحبا بكتل دموية لونها بني أو أحمر غامق، وقد تضطر الكثيرات لاستخدام أكثر من فوطة صحية في نفس الوقت وحمل الفوط الصحية معهن في كل مكان، والتأكد من عدم الابتعاد عن دورة المياه مسافة كبيرة حتى لا يتعرضن لمواقف محرجة كظهور بقع الدم على الملابس أو الأثاث. وقد يحتاج البعض إلى النهوض بالليل لتغيير الفوط الصحية وأغطية السرير، وقد تستمر الدورة لأكثر من سبعة أيام وتصاب بعض السيدات بالخوف إلى درجة عدم الخروج من المنزل خلالها. وتتوافر الكثير من العلاجات لهذه الحالة مثل الأدوية واللولب الهرموني واستئصال الرحم، والجديد في هذا المجال هو العلاج بالبالونة، حيث يتم تعريض البطانة الداخلية للرحم (التي تسبب النزيف) إلى كمية من الحرارة كافية لتحويلها إلى طبقة غير عاملة، وبالتالي تقل كمية النزيف أو توقف الدورة عند معظم السيدات. ومدة العلاج الفعلي بالبالونة لا تتجاوز عشر دقائق، ويمكن أن تتم تحت التخدير الكلي أو الموضعي وتخرج المريضة من المستشفى في اليوم نفسه، وتعود لممارسة حياتها الطبيعية في وقت قصير. إن العلاج بالبالونة يعتبر في الكثير من حالات النزيف الناتج عن اختلال وظيفة الرحم بديلا أكثر فاعلية من الأدوية وأكثر أمانا من استئصال الرحم، ولا يؤثر على توازن الهرمونات في الجسم. (*) استشاري في النساء والتوليد ومتخصص في علاج السلس البولي وجراحات التجميل النسائية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة