دعا مختصون في اضطرابات "النوم" بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضيوف الرحمن الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام 1445ه ، إلى ضرورة الاهتمام بالنوم الصحي عند التوجه للمشاعر المقدسة، حتى يتمكن الجسم من تنفيذ كل عملياته الحيوية والجسدية بكل يسر وسهولة. وقالوا ل"البلاد" إن النوم الصحي يعزز الطاقة ويحقق التوازن المطلوب ، فعدم حصول الجسم على كفايته من ساعات النوم يجعل الحاج يشعر بالخمول والمتاعب النفسية والجسدية خلال فترات النهار التي تشهد كل تنقلاته في المشاعر. بداية، يقول استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي: يبذل الحاج جهوداً كبيرة طوال أيام الحج، وينتقل مشياً على الأقدام لمسافات متباعدة، مما يتطلب منه إعطاء الجسم كفايته من ساعات النوم والراحة في الفترات المخصصة للنوم ليلاً، والأفضل صحياً النوم 7-8 ساعات متواصلة والاستيقاظ مبكراً، فذلك يساعد في أداء الفريضة دون متاعب. وقال إن أهمية النوم الصحي في الحج تكمن في كونه يمنح الطاقة لنشاط أكثر خلال اليوم، ويساعد الجسم على مكافحة الأمراض عن طريق تعزيز الاستجابة الدفاعية لجهاز المناعة، إضافة إلى المحافظة على ثبات الوزن، حيث تزداد الشهية للأكل مع السهر والمساعدة على التركيز والتفكير، تحسين مستوى اليقظة. وطالب البروفيسور ولي ضيوف الرحمن بضرورة تجنب السهر لساعات متأخرة، فذلك يؤدي إلى الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار، والصعوبة في البقاء مستيقظاً نشطاً لفترات طويلة، ونقص الطاقة، والصعوبة في التركيز، والشعور بالصداع، وغير ذلك من الأعراض. وشدّد البروفيسور ولي على ضرورة الحرص على الالتزام بسلوكيات النوم الصحي من خلال التأكد من أن المخيم أو مكان النوم يساعد على النوم الجيد، والتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل وقت النوم بساعة على أقل تقدير، وتجنب تناول مشروبات الكافيين (الشاي والقهوة) قبل النوم بثلاث ساعات حتى لا يتعرض الحاج إلى الأرق الليلي، وكذلك تجنب المأكولات الثقيلة قبل النوم والتي ترهق المعدة. وفي السياق ذاته، يقول استشاري أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات النوم الدكتور فارس الحجيلي: أهمية النوم خلال أيام الحج لا تقل عن الأيام الاعتيادية، إذ يحتاج الجسم إلى الراحة التي تجدد من الحيوية والنشاط، ففوائد النوم الصحي خلال فترة الحج عديدة من أهمها تحسين أداء الحاج البدني والأداء الروحي، حيث إن النوم الكافي يدعم التركيز العالي في الدعاء والصلاة والذكر، ويساعد على تجديد طاقة الجسم، كما يساعد أيضًا على الاسترخاء والتخلص من التوتر، بجانب تعزيز جهاز المناعة والحفاظ على الصحة العامة ومقاومة الأمراض المعدية بمشيئة الله، وتخفيف الآلام والإرهاق والتشنج العضلي التي يمكن ان يشعر بها الحاج خلال أداء المناسك. وأكد د. الحجيلي أن النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلًا؛ فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًّا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة "3 إلى 4 صباحًا"، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ ، لذا تظل خير نصيحة للحجاج ضرورة الاهتمام بالنوم الصحي أيام الحج. ويتفق الدكتور وائل العمودي استشاري طب النوم مع الآراء السابقة، ويقول: تعد فترة الحج واحدة من أهم الفترات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يتوافد المسلمون من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج في مكةالمكرمة، ولذا من المهم جدًا أن يحافظ ويحرص الحاج على نمط نوم صحي وجيد خلال فترة الحج، فهو يساعد على تجنب الإصابة بالتعب والإجهاد والمرض ويمنح الحاج الطاقة الكافية لأداء المناسك بكل يسر وسهولة. وأكمل: النوم والاستيقاظ المبكرين يساعد في الحفاظ على اتزان الساعة البيولوجية الداخلية والاستفادة القصوى من ساعات النوم ، فالنوم الصحي يرتكز بشكل أساسي على جودة النوم والكم (عدد الساعات) وأخيرا توافق الساعة الداخلية مع الساعة الكونية. وخلص د. العمودي إلى القول: يجب على ضيوف الرحمن التوقف عن استخدام الجوال قبل النوم بساعة على أقل تقدير ، فالتعرض المفرط للضوء الأزرق الذي نتعرض له لساعات طويلة من اليوم من خلال الهواتف الذكية أو التلفزيون له تأثير سلبي على صحة الجسم ويؤثر على درجة استجابة الإنسان للنوم، ولمواجهة هذه المخاطر، ينبغي ترشيد استخدام الأجهزة الإلكترونية وخصوصاً قبل النوم.