حذر مختصون في طب النوم، من السهر وما يترتب عليه من انعكاسات على صحة الجسم. وقالوا في تصريحات ل»المدينة» إن الجوال والأجهزة الإلكترونية بصورها المختلفة لعبت دورًا كبيرًا في حياتنا اليومية وخصوصًا الأطفال، ما انعكس سلبيا على صحة الإنسان خصوصًا عدد ساعات النوم ونشاطه الرياضي وتحصيله العلمي. مؤكدين أن عدم حصول الجسم على ساعات نوم كافية، يعطي إشارات للجسم بأنه يمر بظروف غير طبيعية أو تهديد ما، ويدفع الجسم لتناول المزيد من الطعام للحصول على طاقة أكبر، ويحفز الرغبة في تناول الأطعمة عالية الدهون ما يفضي إلى زيادة الوزن. مؤكدين بأن النوم يعد من أهم حاجات الإنسان، وبفقدانه أو باختلال توازنه تختل كثير من وظائف الجسد، وقد تغيب عن كثيرين أهمية النوم الصحي الهادئ، رغم أن الإنسان يقضي ثلث يومه في النوم أغلب الأحيان، إذ يرتبط النوم الصحي بشكل كبير بتوازن وصفاء الذهن، ويقظة وسلامة العقل والوظائف الحيوية. وكان تطبيق «sleep cycle» المتخصص في قياس جودة النوم في العالم، أوضح أن السعوديين من أكثر الشعوب التي تفضل النوم متأخرًا، إذ قدم التطبيق إحصائية عن عادة النوم لدى الشعوب، وأظهرت الإحصائيات خلال الفترة الماضية، أن السعوديين يذهبون إلى النوم عند الساعة 1:22 وهو ما يضعهم في المرتبة الأولى عالميًا كآخر شعب يذهب للنوم، ويليهم الأتراك في المرتبة الثانية عند الساعة 1:21 وفي المرتبة الثالثة المصريون عند الساعة 1:13. ولي: قلة النوم من شأنها أن تترك الفرد جائعا طوال الوقت قال مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، إن عدم حصول الجسم على ساعات النوم الكافية يعطي إشارات للجسم بأنه يمر بظروف غير طبيعية أو تهديد ما، ويدفع الجسم لتناول المزيد من الطعام للحصول على طاقة أكبر، ويحفز الرغبة في تناول الأطعمة عالية الدهون ما يفضي إلى زيادة الوزن. ودعا إلى ضرورة عدم حرمان الجسد من النوم عبر السهر لساعات ممتدة إذ يعتبر النوم بمثابة الغذاء الذي يحتاج إليه الدماغ والجسد، فالسهر وسوء النوم يدفعان الجسد إلى أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع، كاضطراب إفراز الأنسولين في الجسم والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون. وبين أن قلة النوم تحفز العقل على اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، إذ يحدث خمول في الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات، مما يُفقد الجسم السيطرة على انفعالاته، وهذا يزيد من إقبال الشخص على تناول الطعام، إذ كشفت دراسات علمية مختلفة أن قلة النوم من شأنها أن تترك الفرد جائعاً طوال الوقت، فنقصان النوم يرتبط بزيادة الجوع، وتحفيز الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن. وأكد أنه قد بات من الثابت أن من يعانون من نقص واضح في ساعات نومهم لا يفقدون الوزن بسهولة، بل إن بعضهم قد يكون يمارس الرياضة بانتظام، ويلتزم بنظام غذائي قليل السعرات، إلا أنه لا يفقد وزنه؛ مما يشعره بعدم جدوى ما يفعله فيدخل في دوامة اليأس والإحباط، ويزهد في الرياضة، ويتوقف عن الالتزام بنظام غذائي فيزيد وزنه ثم يزيد أكثر، ويفقد الأمل في الوصول إلى وزن مناسب، ويصل إلى نقطة اللا عودة فقط بسبب قلة النوم، لذا فإن خير نصيحة هي إعطاء الجسد كفايته من النوم والراحة تفاديًا لمشاكل زيادة الوزن. الحجيلي: النوم يعد من أهم حاجات الإنسان أضاف نائب مدير مركز طب وبحوث النوم الدكتور فارس فلاح الحجيلي، أن النوم يعد من أهم حاجات الإنسان، وبفقدانه أو باختلال توازنه تختل كثير من وظائف الجسد، وقد تغيب عن كثيرين أهمية النوم الصحي الهادئ، رغم أن الإنسان يقضي ثلث يومه في النوم في أغلب الأحيان، إذ يرتبط النوم الصحي بشكل كبير بتوازن وصفاء الذهن، ويقظة وسلامة العقل والوظائف الحيوية. ولفت إلى أن الإنسان البالغ يحتاج من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، وتختلف الحاجة إلى عدد ساعات النوم من شخص لآخر، حسب المرحلة العمرية، فالأطفال يحتاجون إلى وقت أطول من النوم لتغطية احتياجات الجسم خلال مراحل النمو، وهناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن حالة من الخمول في وظائف الجسم العقلية والجسدية، والواقع الذي تم إثباته في كثير من الدراسات العلمية يخالف ذلك تماماً، حيث ثبت أن هناك كثيرا من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ تحدث في وقت النوم، بل إن بعض الوظائف الحيوية تكون أكثر نشاطاً خلال النوم، كما أن بعض الوظائف تحدث خلال النوم فقط وتختفي تماماً في حالة الاستيقاظ، وبعض هذه الوظائف تختص بإعادة بناء الأنسجة وإفراز بعض الهرمونات وغيرها من التغييرات. ونوه الدكتور الحجيلي، أن الإنسان يمر خلال نومه بعدة مراحل، لكل منها دور مهم في وظائفه الحيوية، فهناك المرحلتان الأولى والثانية: وهما ما يُطلَق عليهما «النوم الخفيف» الذي يبدأ مع بداية الدخول في النوم، تليهما بعد ذلك مراحل النوم العميق، التي لها دور بالغ الأهمية لاستعادة جسم الإنسان لنشاطه، وينتج عن النقص في النوم العميق شعور بالإرهاق والتعب خلال ساعات النهار، وبعد ذلك يدخل الإنسان في مرحلة الأحلام، أو ما يُسمَّى ب»مرحلة حركة العينين السريعة»، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام، ويستعيد فيها الذهن نشاطه وحيويته. العمودي: النوم الصحي يرتكز بشكل أساسي على جودة النوم كشف الدكتور وائل عبدالله العمودي، استشاري طب وبحوث النوم في المستشفى الجامعي ، عن أن النوم الجيد ركن أساسي من هرم الصحة، الذي يرتكز أيضاً على الرياضة اليومية، والاهتمام بالحمية والغذاء والوزن الصحي، والصحة النفسية. وشدَّد الدكتور العمودي على أهمية النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، وتجنُّب السهر، إذ يساعد ذلك في الحفاظ على اتزان الساعة البيولوجية الداخلية، والاستفادة القصوى من ساعات النوم، لأن النوم الصحي يرتكز بشكل أساسي على جودة النوم، والكم «عدد الساعات»، وأخيراً توافق الساعة الداخلية مع الساعة الكونية. وأضاف الدكتور العمودي «إذا كان الفرد لا يزال يشعر بعدم الراحة في النوم، أو تغير جودته مقارنة بالماضي، فعليه مراجعة الطبيب المختص باضطرابات النوم للاستشارة وعمل الفحوصات اللازمة». زكريا: النوم يقوي جهاز المناعة يرى الباحث في طب النوم الدكتور إبراهيم زكريا، أن جهاز المناعة أثناء النوم يقوم بإنتاج مواد وقائية لمكافحة العدوى، ومن هذه المواد السيتوكينات، حيث تستخدم هذه المواد في مكافحة البكتيريا، والفيروسات، وتساعد على النوم، وتمد الجهاز المناعي بالطاقة اللازمة للدفاع عن الجسم ضد المرض. مؤكدا أن نقص النوم أو سوءه قد يمنع الجهاز المناعي من بناء نفسه، واستعادة قوته، مما يؤدي إلى ضعفه في مكافحة الأمراض، وقد يستغرق الشخص وقتاً أطول من العادة حتى يشفى من المرض. وأوضح الدكتور زكريا، أن مشاكل النوم المتفاقمة في الليل والنعاس الشديد في النهار ليست حالة طبيعية إطلاقا، فقد أثبتت الدراسات العلمية الموثقة أهمية النوم السليم للصحة، وارتفاع خطر الإصابة باضطرابات عضوية وأمراض مزمنة خطيرة جراء الحرمان المزمن من عدد ساعات النوم المطلوبة وانتشار ثقافة السهر، واختلال ساعات النوم والاستيقاظ فضلا عن تواتر بعض الدراسات التي ربطت طول السهر وقلة النوم بزيادة نسبة الوفيات وتلك التي ربطت فرط النوم وزيادة النعاس أثناء النهار باحتمال الوفاة المبكرة، وفي المقابل يتمتع معظم الأشخاص أصحاب النوم السليم وأوقات النوم والاستيقاظ المنتظمة، بصحة بدنية ونفسية أفضل من غيرهم، ويتحصلون بشكل عام على درجات علمية وأكاديمية أعلى نتيجة انعكاس فوائد نومهم الجيد على أمزجتهم ونفسياتهم وسلوكياتهم. الشمراني: الأجهزة الإلكترونية لعبت دورًا كبيرًا في حياة البشرية أوضحت استشارية طب النوم بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة رانيا الشمراني، أن الأجهزة الإلكترونية لعبت دورًا كبيرًا في حياة البشرية وخصوصًا الأطفال، فاستخدام الوسائط الرقمية بين الأطفال أصبح في تزايد مستمر، ولا سيما في الآونة الأخيرة التي تزامنت مع جائحة كورونا لعدة أسباب منها الحاجة للتعليم عن بعد بالإضافة لفترات الحجر المنزلي والحد من الأنشطة الاجتماعية. وأوضحت أن هناك ضوابط وقواعد لاستخدام هذه الوسائط الرقمية والتي ينصح بالبدء بها في عمر مبكر، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إذ يجب أن تأخذ هذه الضوابط في الاعتبار عمر كل طفل، صحته، شخصيته، ومرحلة نموه، كما يجب على جميع مقدمي الرعاية الآخرين، مثل جليسة الأطفال أو الأجداد اتباع هذه القواعد باستمرار، حتى لا تكون هناك انعكاسات سلبية مؤثرة وخصوصًا على «النوم»، فليس هناك أدنى شك بأن الأطفال تأثروا كثيرًا من هذه التقنيات التي أصبحت الآن بالنسبة لهم خير صديق وجليس. وتابعت الدكتورة رانيا «يحتاج جميع الأطفال والمراهقين إلى نوم كاف (8-16 ساعة، حسب العمر)، والنشاط البدني (ساعة واحدة) والوقت بعيدًا عن وسائل الإعلام حتى يتمكنوا من ممارسة أنشطتهم الاجتماعية ومنها التعلم والتركيز خلال النهار. 4 ضوابط لاستخدام الوسائط الرقمية خصوصا للأطفال 8 - 16 ساعة احتياج الأطفال والمراهقين من النوم النوم الجيد ركن أساسي من هرم الصحة النوم الكافي طريقة للوقاية من الإصابة بأمراض القلب «نقص النوم» يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي طرق لتقليل التأثير السلبي للجوال على ساعات النوم: تجنب استخدام الجوال في الساعة التي تسبق وقت النوم. التشجيع على قراءة قصة أو اللعب الهادئ. الحد من المحتوى العنيف ومراقبته. تشجيع الأطفال على التواصل مع الأصدقاء خلال النهار. مغادرة الهواتف المحمولة غرفة النوم طوال الليل. عادات تساعد في تحسين جودة النوم: تقليل شرب المنبهات التي تحتوي على الكافيين. الحصول على القسط الكافي من النوم من 7-9 ساعات يومياً للبالغين. أخذ غفوة قصيرة جداً إن لزم الأمر. الرياضة اليومية في الفترة النهارية قدر الإمكان. استخدام الفلاتر التي تحجب الضوء الأزرق الساطع من شاشات الأجهزة الذكية. تجنُّب الأكل والشرب قبل النوم لتقليل الحموضة والاستيقاظ المتكرر. الحرص على روتين ثابت قبل النوم. قراءة أذكار ما قبل النوم. جعل غرفة النوم هادئة ومريحة ومظلمة. اتباع حميةٍ معينة للغذاء. تخفيف الوزن والصوم قدر الإمكان للاستمتاع بنومٍ هانئ. أنواع النوم.. * ينقسم النوم إلى نوعين. النوع الأول: النوم غير الحالم (الأطول) يشكل حوالى 80 - 85 في المائة من النوم. إفراز هرمون النمو وتجديد الخلايا الميتة. إصلاح عطب الأعضاء وإعادة ضبط وظائفها للشعور بالنشاط والحيوية. النوع الثاني: النوم الحالم (الأقصر) يشكل حوالى 15 - 20 في المائة من النوم. يتم فيه التعامل مع المشاعر الإنسانية والذكريات غير المرغوب فيها. يعمل على دعم الذاكرة وحفظ المعلومات المهمة واسترجاعها عند الحاجة. دعم نظام مناعة الجسم ضد العدوى. يأتي النوم بصورة عامة على شكل دورات يتراوح عددها من 4 إلى 6 دورات. إحصائية: كشف تطبيق «sleep cycle» المتخصص في قياس جودة النوم، أن السعوديين أكثر الشعوب التي تفضل النوم متأخرًا. وأظهرت الإحصائيات خلال الفترة الماضية، أن: (شعوب تنام متأخرا) 1 - السعوديون/ 1:22 2- الأتراك/ 1:21 3- المصريون/ 1:13. شعوب تنام مبكراً. 1 - جنوب إفريقيا/ 11:6. 2- جواتيمالا/ 11:13 3- كوستاريكا/ عند الساعة 11:16.