إن لتيار التحوُّل السريع في رتم الحياة ،آثاره التي لم تمر على شيء ،وبقي على حاله ،و أعتقد أن ذلك التيار ،طال بعض العادات السائدة في مجتمعنا ،وخاصةً المصاحبة لشهر رمضان المبارك، وغيَّر من خصائصها البيولوجية المتعارف عليها ،حتّى فقدت رونقها الخاص والبسيط في رمضان، إلى الحد الذي جعلها موضو عاً تثار حوله المشاكل ، وحِملاً يتم التهرب منه ، فبعدما كان تجمع أفراد العائلة و الأقارب في شهر رمضان على مائدة واحدة باختلاف توقيتها، سواء على مائدة الإفطار أو السحور، له نكهته الخاصة في الشهر الكريم، وداعمًا قويًا للترابط الإجتماعي ، و استمرارًا للودّ والألفة والمحبة ،أصبحت تلك العادة من المنغِّصات الرمضانية عند البعض ، التي قد تفقدهم لذة الاستمتاع بروحانية الشهر الكريم وبركاته ، حين يتم استقباله بخلافات ومناوشات ،وقد تصل في بعض العوائل إلى المقاطعة والتفكّك ، التي تأتي دائماً على شكل اختلاف في الآراء والتعصُّب لها، وهذا ما يجعل حلقات المشاورة ،تتحوّل إلى حلقات صراع ومشاجرات لترتيب جدول الزيارات العائلية ، و اختيار المواعيد المناسبة للإستضافة في كل بيت ، أو قد ينشأ الخلاف على حجم المنزل ،إن كان لايتسع لجميع أفراد العائلة ،ومن ضمن الأسباب أيضاً دعوة جميع العائله في بيت الوالدين و امتناع الأبناء عن ذلك ، فتتعدَّد الأسباب ويظل الخلاف قائمًا ، مالم يكن هناك تبادلًا سلميًا للآراء ، و نبذًا للخلافات بفضيلة العفو والتسامح في هذا الشهر المبارك ،فما أحوجنا لتلك الفضيلة ،ومقت البغضاء والشحناء في هذا الشهر ، الذي تتضاعف فيه الحسنات وتمحى السيئات ،و لما في صلة الرحم من الأجر العظيم في الدنيا وفي الآخرة ، فهي من الأسباب الجالبة للرزق ، وطيب العيش وطول العمر، فجمعات الأهل والأقارب هي الوسيلة التي تقوِّي علاقتهم ببعضهم بعضاً ،و تعزّز من إسدامتها بكل حب.