تحرص أغلب الأسر خاصة في ليالي رمضان على زيارة الأقارب وصلة الأرحام الذين أوجب الله تعالى صلتهم، ويحرصون أيضاً على اغتنام الفرصة لنيل الأجر العظيم، وتوطيد العلاقة الحميمة والمشاعر المتبادلة بالرحمة والألفة فيما بينهم. وشهر رمضان كفيل بأن يتأمل المرء يومياته ليجدد برنامجه اليومي، ويكون لصلة الرحم مكان فيه؛ لأنه شهر التسامح والمحبة والصلة.. فهل تأملت في صلتك الإنسانية؟ انشغالات الحياة ترى "ليلى الزيدان" أن القيام بأعمالها الخاصة سواء في المنزل أو العمل أهم لديها من القيام بتبادل الزيارات خاصة في شهر رمضان، مبررة أنه في هذا الشهر لا يوجد الوقت الكافي للقيام بأعمال إضافية خاصة للمرأة، فالمطبخ والأطفال والزوج والوظيفة يشغلون جميع الوقت. أما "هيفاء سليمان" فتشير إلى أن التقنية أصبحت بديلاً مناسباً لصلة الرحم، خاصة ممن هم في أماكن بعيدة، وذلك عن طريق الاتصال السريع أو تبادل مسجات الإيميلات أو عن طريق الماسنجر. فيما ترى "آمنة الجهني" أن من أرقى وأسمى الصفات التي يجب أن تمارس في شهر الفضيلة صلة الأرحام؛ لما له من الأجر والثواب الكبير"، مستبعدة وصول قطع الأرحام إلى درجة الظاهرة أو بلوغها أسوأ حالاتها؛ لكنها تقلصت رغم توافر وسائل المواصلات والاتصال التي تقرب المسافات. فرصة ذهبية ويعتبر "خالد الشمري" شهر رمضان فرصة مميزة لوصل ما انقطع، وتقوية الأواصر الأسرية؛ مشيراً إلى أن صلة الرحم من القيم الدينية والإنسانية التي يجب الحفاظ عليها، فقد حثّ الدين على ضرورة صلة الأرحام، قال تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض). وقال: "صلة الرحم تزكي الأعمال، وتحسّن الخلق، وتطيب النفس، وتزيد في الرزق وتزيد من التلاحم الأسري والعائلي، والشعور بالراحة النفسية، وهي واجبة على المرأة والرجل"، كما يجب على الأسر الالتفات إلى صلة أرحامهم، وتجاوز ما قد يحدث أحياناً من سوء فهم يؤدي إلى القطيعة والتدابر، وحل الخلافات بالتواصل والتزاور والانفتاح، منوها إلى أن المبادرات الأسرية والعائلية مطلوبة خصوصاً في شهر رمضان، ولو بأقل ما يمكن، فدعوة على إفطار أو سحور ستزيل الكثير من أجواء الشحناء والبغضاء في حال وجود خلافات عائلية، وستقوي اللحمة العائلية في حال عدم وجود خلافات داخلية. التواصل الحقيقي وتؤكد الأستاذة "خيرية الزبن" أخصائية اجتماعية بجامعة حائل، على أن الحياة الهانئة البعيدة عن المنغصات والكدر والهموم مطمع للجميع دون استثناء. وقالت: "تعد صلة الأرحام تجسيد للعلاقات الاجتماعية الحميمية فيما بين الأقارب خاصة، وقد خص الله سبحانه وتعالى صلة الأرحام بالقرآن الكريم، حيث قال (واتّقوا اللّه الّذي تساءلون به والأرحام)، وفي هذا توجيه إلى احترام الرابطة الإنسانية ولو بعدت الأنساب، فقطيعة الأرحام من كبائر الذنوب التي توعّد الله مرتكبها بألوان من الوعيد والعقوبات العاجلة في الدنيا والآخرة"، مشيرة إلى أن الواقع يشهد بالقطيعة، ناصحة بالتركيز على إقامة الندوات الثقافية في المدارس والتلفاز والمحاضرات التي تحث على صلة الرحم. وأضافت إن العوائل إن اجتمعت، وأتت بطعامها المعتاد دون تكلف فوفرت كل عائلة طبقا وتكونت سفرة متواضعة ستسهم في استمرار العلاقات الأسرية، وستصل الرحم على إثرها، ذاكرة ضرر القطيعة وإسهامها في تفكك الأسرة وربما قد لا يعرف المرء أقاربه، وهذا يسبب خللاً في علاقاتنا الاجتماعية، وتفويت أجر صلة الرحم.