وافق طرفا النزاع في السودان على هدنة سبعة أيام تبدأ غداً، حيث كشفت وزارة خارجية جنوب السودان، أمس (الثلاثاء)، أن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وافقا من حيث المبدأ على الهدنة، مؤكدة أن البرهان وحميدتي وافقا خلال اتصال هاتفي مع رئيس جنوب السودان سلفا كير على تسمية ممثليهما في محادثات سلام تُعقد في مكان من اختيارهما. وتتواصل الاشتباكات المتقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي دخلت أسبوعها الثالث، بينما من المرتقب أن تنطلق خلال الساعات المقبلة محادثات بين وفدين من الجيش والدعم السريع من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بحسب ما أكد المبعوث الأممي، فولكر بيرتس، إلا أنه أوضح أن تلك المحادثات فنية، وليست سياسية وهدفها الاتفاق بين الطرفين على هدنة دائمة. ويتوقع أن تنطلق لاحقا مساع من أجل دفع الجانبين لإجراء مفاوضات سياسية، على الرغم من أن كلا من الجيش وقوات الدعم السريع لم يبدِ علناً حتى اللحظة أية ليونة بشأن المفاوضات السياسية، بحسب ما تشي مواقفهما وتصريحاتهما. ومنذ انطلاق القتال بين القوتين العسكريتين الأكبر بالبلاد، في 15 أبريل، نزح الآلاف من السودانيين إلى دول الجوار، فيما حصدت الاشتباكات أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، كما توقفت معظم المستشفيات في الخرطوم عن العمل، وتضرر القطاع الصحي بشكل كارثي. من جهته، جدّد رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، التحذير من خطورة الصراع على دول المنطقة. ويرى أن استمرار الحرب وانتشارها نحو رقعة أوسع قد يضر العالم بأسره، مقترحاً إشراك القوى المدنية والعسكرية في مفاوضات شاملة واستئناف العملية السياسية في البلاد، كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين المتحاربين، يخضع للمراقبة والاتفاق على إنشاء ممرات إنسانية دائمة. وحثّ حمدوك على إجراء حوار عاجل بين الجيش والدعم السريع لتوفير الأساس لوقف دائم لإطلاق النار، داعياً زعماء دول العالم إلى جعل قضية السودان في مقدمة أولوياتهم، فيما قال عضو مجلس السيادة السوداني، والفريق ياسر عطا، إن الجيش عازم على حسم المعركة وتقديم حميدتي للعدالة. إلى ذلك، دعت قوى الحرية والتغيير الشعب السوداني للخروج بمظاهرات لإجبار الطرفين على الحوار ووقف النار. وأعلن ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير، أن القوى دعت المجلس المركزي، إلى مظاهرات واسعة في المناطق غير المتأثرة بالصراع للدفع نحو التفاوض ووقف الحرب، مضيفا أن التفاوض سيقود إلى نفس القضايا التي طُرحت للمعالجة في الاتفاق الإطاري، قائلاً: "لابد من قوات مسلحة مهنية واحدة وحكم مدني في السودان".