على وقع الحرب بين قوات الجيش السوداني الدعم السريع، دخلت العديد من الدول العربية والغربية في سباق لإجلاء رعاياها خوفاً من تمدد رقعة القتال واحتدامه، والتوسط لدى طرفي الأزمة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وسارعت دولة عدة إلى إغلاق سفاراتها وقنصلياتها في السودان، وإجلاء رعاياها براً وبحراً وجواً، فيما لا تزال دول أخرى تسابق الزمن لإخراج مواطنيها وأفراد بعثاتها الدبلوماسية. وبالتزامن مع عمليات الإجلاء، لم تقف بعض الدول عند حدود إصدار البيانات وإجراء الاتصالات، لكنها سعت إلى التدخل الفاعل لدى طرفي الحرب في محاولة لإيجاد حل يقي السودان وأهله، ويوقف آلة الحرب ويعيد المتحاربين إلى طاولة التفاوض. وهكذا أثمرت الوساطات التي تجريها السعودية والإمارات وأمريكا وغيرها، في التوصل إلى إعلان هدنة لمدة 72 ساعة. فيما كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تعمل مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان. وكانت مصادر مطلعة أفصحت أن هناك جهوداً سعودية مصرية إماراتية أمريكية لإطلاق وساطة في السودان، لجمع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في الرياض خلال أسابيع. من جهته، كشف مسؤول دبلوماسي أن الرئيس التركي رجب أردوغان، عرض استضافة البرهان وحميدتي للتفاوض في بلاده، وقال في تصريحات صحفية إن أردوغان أبلغ الجنرالين عبر اتصال هاتفي رغبة أنقرة في التوسط بينهما لوقف الحرب. وعرضت إسرائيل من جانبها استضافة قمة تفاوضية لإنهاء العنف، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية. وقال وزير الخارجية إيلي كوهين: إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في إنهاء العنف في البلاد، سنكون سعداء جدا للقيام بذلك. وكشفت إسرائيل أنها على اتصال بالفعل بكبار المسؤولين من كلا الجانبين وتبذل جهوداً لإجراء مفاوضات.