مع دخول الأزمة السودانية أسبوعها الثالث، لا يلوح في الأفق حل قريب، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع، فيما حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك من تحوّل النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى أحد أسوأ الحروب الأهلية في العالم. وقال حمدوك، إن الصراع الذي دخل أسبوعه الثالث قد يتفاقم ليتحول إلى "كابوس"، يجعل ما شهدته سوريا واليمن وليبيا مجرد مناوشات صغيرة، في حال لم يتم وضع حدّ له، مضيفاً في مناسبة بنيروبي وفقاً لصحيفة "غارديان" البريطانية: "أعتقد أن ذلك سيشكّل كابوساً للعالم"، مؤكدا أن القتال ستكون له تداعيات كبيرة على المنطقة، معتبراً أن النزاع الحالي هو حرب لا معنى لها بين جيشين، مشدّداً على أنه لا أحد سيخرج منها منتصراً، لهذا السبب يجب أن تتوقف. وتتواصل الإشتباكات بشكل متقطّع، رغم الهدنة المعلنة بين الجانبين، لمدة 3 أيام، وسط اتهامات من كل طرف للآخر بالمسؤولية عن خرقها، حيث قال الجيش في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة إن قوات الدعم السريع حركت أرتالاً عسكرية من الغرب باتجاه العاصمة، واتهمتها بانتهاك الهدنة، مبيناً أنه تم تدمير هذه الأرتال في مناطق جنوب الزريبة والمويلح كما تم تدمير رتل في منطقة فتّاشه كان بصدد إسناد قوة المتمردين المتحركة بشارع الصادرات. واتهم البيان قوات الدعم السريع بتحويل مستشفى شرق النيل إلى ثكنة عسكرية مدجّجة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات العدائي بعد إخلائه من المرضى بمن فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة. وأضاف: "ما زال القصف العشوائي والاستمرار في نهب الممتلكات العامة والخاصة بما فيها البنوك والمحلات التجارية ومنازل المواطنين مستمراً. ومستمرون في تهيئة الظروف المناسبة لنزول الشرطة تدريجياً إلى الشوارع بالتزامن مع عمليات التمشيط "، مؤكداً مواصلة عمليات إجلاء رعايا الدول من قاعدة "وادي سيدنا" الجوية التي لا تواجهها أي مهدّدات حالياً، ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهدّدات. فيما اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها قوات الجيش بانتهاك الهدنة المعلنة. وقال البيان: "هاجم الجيش بالمدافع والطائرات مواقع تمركز قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم إلى جانب القصف العشوائي للمدافع، ولا تزال الطائرات تحلق في سماء الخرطوم". من جهة ثانية، قاد الظهور المفاجئ لقوات الاحتياطي المركزي التابعة لوزارة الداخلية بالسودان، في خضم الاقتتال الدامي الدائر بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من أسبوعين، لنشوب ما يشبه المعركة الكلامية بين الشرطة والدعم السريع كما فجّر جدلاً قوياً بمواقع التواصل بالسودان طيلة الساعات الماضية. في المقابل أكدت الشرطة أن الاحتياطي المركزي قوات تتبع للشرطة، وانتشرت لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين وضبط المتفلتين. كما نفت بطريقة مغلّظة، الاتهامات الرائجة بتغلغل عناصر تابعة لمليشيا الأمن الشعبي داخل صفوف الاحتياطي المركزي. وغرق السودان في دوامة الفوضى عقب تفجّر الصراع بين قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 أبريل المنصرم. وأسفر الصراع عن سقوط ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة، لكن التقارير تشير إلى أن الحصيلة ربما تكون أكبر من ذلك بكثير.، بينما نزح حوالي 75 ألف شخص عقب بدء الاشتباكات إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في الوقت الذي سارعت فيه الدول إلى إجلاء رعاياها من السودان في عمليات إجلاء واسعة.