على الرغم من الهدنة المعلنة ودخولها حيّز التنفيذ في السودان، غير أن الإشتباكات تجدّدت في محيط القصر الجمهوري ومناطق متفرقة بأم درمان وبحري، كما سُمع دوي إشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط مبنى التلفزيون بأم درمان، مع تحليق للطيران الحربي، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بعدم الإلتزام بشروط الهدنة ونشر القنّاصة في مناطق متفرقة من الخرطوم والولايات. وقال الجيش السوداني في بيان، إنه رصد تحرّك أرتال عسكرية نحو العاصمة الخرطوم، وأضاف: "إرتكب التمرّد عدة خروقات منذ بداية الهدنة.. نحتفظ بحقنا في التعامل مع الخروقات الخطيرة"، مشيراً إلى أن هناك تحركات للتمرد داخل وخارج العاصمة ومحاولات لإحتلال بعض المواقع، منوهاً إلى حركة كثيفة للتمرّد نحو مصفاة الجيلي للنفط للسيطرة عليه وخلق أزمة وقود. وأضاف: "تلقينا بلاغات من عدة سفارات بسبب تعدّيات المتمردين". وسارعت قوات الدعم السريع بنفي إتهامات الجيش، وقالت إنه "لا صحة لادعاءات الجيش بإستهداف البعثات الدبلوماسية.. نتمسك بالهدنة المعلنة، وننسّق بشكل مُحكم مع البعثات الدبلوماسية"، مؤكدة أنها تسيطر على بحري وشرق النيل بشكل كامل ولا حاجة لتحريك تعزيزات لهما. وفيما دخل الصراع في السودان يومه الحادي عشر، دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية براً وبحراً وجواً. وعلى الرغم من عدم الإلتزام بالهُدن، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعلن عن إتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع يشمل وقفاً لإطلاق النار بينهما بدأ منتصف الليل بالتوقيت المحلي للخرطوم. وأضاف الوزير الأميركي في بيان مساء الأثنين، أن طرفي الصراع إتفقا على هُدنة ستسري في جميع أنحاء البلاد بعد وساطة أمريكية – سعودية. من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن إرتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 459 شخصاً وإصابة 4075 آخرين. وقال ممثل المنظمة في السودان نعمة سعيد عابد: "هناك 459 قتيلاً و4075 مصاباً جراء الاشتباكات، وأعتقد أن الرقم الفعلي أعلى بكثير"، معتبراً أن هناك خطراً بيولوجياً كبيراً بعد سيطرة أحد طرفي القتال في السودان على مختبر. كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها تجاه استمرار القتال في السودان حتى الآن، مضيفةً أن هناك مخاطر حقيقية تجاه انتشار الأوبئة في السودان خاصة الكوليرا، مؤكدة أن 14 مرفقاً صحياً في السودان تعرّضت لاستهداف مباشر، مضيفةً: "نعمل مع شركائنا في السودان لإعادة مستشفيات الخرطوم للعمل". إلى ذلك، قال مسؤولون، إن الأممالمتحدة تضع خططاً لإستقبال مئات الآلاف من الذين يتدفقون عبر الحدود السودانية هرباً من العنف. وأضافوا أن الكثيرين منهم أُضطروا إلى العودة إلى بلدان كانوا قد فروا منها في الماضي. وقال مسؤولو المفوضية في مؤتمر صحافي في جنيف، إنهم يتأهبون لفرار 270 ألف شخص عبر حدود السودان، وهو رقم متوقع أولي يشمل اللاجئين السودانيين الذين يعبرون إلى جنوب السودان وتشاد وكذلك عودة من كانوا قد نزحوا من جنوب السودان إلى ديارهم. ويستضيف السودان ما يربو على مليون لاجئ، كثيرون منهم فروا من صراعات في بلدان مجاورة مثل جنوب السودان. وفضلاً عن ذلك، تشير بيانات الأممالمتحدة إلى أن عمليات النزوح الداخلي في السودان شملت 3.7 مليون آخرين.