تجددت الإشتباكات في الخرطوم، أمس (السبت)، بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بينما اعتبر الجيش السوداني أن ما تشهده البلاد من أحداث عنف مستمرة منذ أسبوعين محاولة لاختطاف البلاد. واندلع قتال في محيط القصر الرئاسي بالأسلحة الثقيلة، وسط تصاعد لأعمدة الدخان شمال العاصمة، فيما تجدّدت الإشتباكات العنيفة عند جسر الحلفايا، إضافة إلى اندلاع الحرائق بالمنطقة الصناعية في بحري. وأظهرت الصور جانباً من المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة جبل أولياء جنوبالخرطوم. وقال الجيش في بيانه: "ما حدث كان محاولة فاشلة للإستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل، وهو في الحقيقة كان مشروعاً لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد"، في إشارة إلى قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، مؤكداً أنه لا يوجد في تلك المعركة الدائرة مجال للحياد الزائف، واعداً بنصر قريب لصالح بقاء الدولة السودانية ومؤسساتها الراسخة وانتهاء مشروع اختطاف البلاد إلى الأبد. بالمقابل، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بمهاجمة عدد من مواقع تمرّكز القوات وأحياء سكنية في الخرطوم بواسطة الطيران والمدفعية، لكنها جدّدت إلتزامها بالهدنة الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمواطنين وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب. ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل، جرى التوصل إلى 5 هُدن، لكنها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات. وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر، فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شحّ المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود. وفيما يتواصل إطلاق النار وقذائف المدفعية الثقيلة، في أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم، أمس السبت، أظهرت صور انتشار قوات الشرطة السودانية في ولايات العاصمة لضبط الأمن في البلاد. كما بينت لقطات فيديو ترحيب مواطنين سودانيين بنزول قوات شرطة الإحتياطي المركزي وسط منطقة السوق المركزية في الخرطوم. وقالت الأممالمتحدة إن ما يصل إلى 20 ألف لاجئ -معظمهم من النساء والأطفال- عبروا الحدود الغربية للسودان إلى تشاد، البلد الذي يكافح من أجل الاستقرار في أعقاب الانقلاب الذي شهده قبل عامين. ورغم نفي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبولهما التفاوض وخرقهما الهدن المتتالية، أكد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، أمس أن طرفي الصراع منفتحان على الحوار. وقال بيرتس إن الجانبين رشحا مبعوثين لمفاوضات مرتقبة خارج السودان، لافتاً إلى أنه ليس هناك جدولاً زمنياً لهذه المحادثات.