يعد استشاري جراحات القلب المفتوح الدكتور مروان بن صالح طيب، أحد الأطباء السعوديين الذين سجلوا أسماءهم من نور ضمن الرواد الأوائل والمؤسسين لجراحة القلب في المملكة، متعمقاً في هذا التخصص لدرجة أنه أنشأ أول قسم لجراحة قلب الأطفال في المملكة بمستشفى النور التخصصي، ثم عين رئيساً لجراحة قلب الأطفال بالمستشفى وعضواً لجمعية القلب السعودية، وكذلك عضوا للجمعية الأوروبية لجراحة القلب، ونال عضوية جمعية أصدقاء القلب الخيرية. مروان الذي ولد في جدة، ونشأ بمكة المكرمة، تلقى تعليمه العام بمدرسة الملك عبد العزيز الثانوية بمكة، وحصل البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك عبد العزيز، ثم ابتعث إلى ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه في جراحة القلب بجامعة دسلدورف، ثم الزمالة السويسرية في جراحة قلب الأطفال بجامعة لوزان. وقال في حوار مع "البلاد" إن أسباب الجلطات القلبية ترجع إلى نمط الحياة وتناول الوجبات السريعة، وقلة الحركة، وغيرها، متحدثاً حول العديد من القضايا الطبية، ومسدياً النصائح للمجتمع، فإلى تفاصيل الحوار: بداية.. ما هي أسباب ازدياد الجلطات القلبية في المملكة خلال السنوات الأخيرة؟ – أعزيها إلى نمط الحياة وطريقة التغذية، فالعديد من الناس أصبحوا لا يهتمون الغذاء الصحي، ولا يمارسون الرياضة، بالإضافة إلى زيادة معدلات السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وزيادة معدلات التدخين وضغوطات الحياة مثل التوتر والقلق النفسي. يتردد أن الرجال أكثر عرضة لجلطات وأزمات القلب من النساء، ما مدى صحة ذلك القول، وهل الهرمونات الأنثوية لها دور في حماية النساء من أمراض القلب؟ – هذه حقيقة.. الرجال يتعرضون بشكل أكبر للجلطات من النساء تحت سن ال55 عاماً واللاتي يتمتعن بحماية طبيعية، نظراً لوجود هرمون الأنوثة (الإستروجين)، الذي يحمي القلب من الإصابة بالجلطات والأزمات القلبية. أما بعد سن انقطاع الطمث تكون النسبة متقاربة بين الرجال والنساء. نسبة انتشار أمراض القلب في المجتمع السعودي، ما هي تقديراتها؟ – أشارت جمعية القلب السعودية إلى أن ما نسبته 42 % من الوفيات في المملكة تعود إلى أمراض القلب وأن 40 % من المرضى الذين تستقبلهم أقسام الطوارئ بالمستشفيات السعودية هم من مرضى القلب. ما هي أسباب تشوهات القلب عند الأطفال المواليد (ثقب القلب)؟ – يولد طفل واحد من أصل كل 100 طفل وهو مصاب بعيب خلقي في القلب، ولا يوجد سبب محدد معروف لذلك، فهناك عوامل وراثية، إذ يعاني حوالي 30 % من الأطفال المصابين بخلل في الكروموسومات من تشوهات في القلب على سبيل المثال متلازمة داون، وإذا كان أحد الوالدين مصاباً بتشوه خلقي في القلب تكون فرصة الإصابة للطفل بنسبة 50 %، بينما يزيد التاريخ المرضي للعائلة من خطر الإصابة بتشوهات القلب الخلقية ثلاث مرات عندما يكون في العائلة مريض من الدرجة الأولى مصاب بتشوه في القلب أيضاً. كما أن تعرض الأم في الأسابيع الأولى للحمل للأشعة أو الأدوية أو الحصبة الألمانية التي تؤثر على نمو قلب الجنين. ما هي آثار التدخين على الشرايين التاجية لدى الشباب، وما هي نصائحك للمدخنين؟ – التدخين يؤدي إلى تصلب الشرايين وضيقها في وقت مبكر، وبالتالي تزداد فرصة التعرض للأزمات والجلطات القلبية في سن مبكرة، بينما كشف الباحثون أن الأزمات القلبية تحدث غالباً في الصباح الباكر أثناء نوم الشخص، لذلك فإن الاستيقاظ لصلاة الفجر مهم للغاية لتنشط حركة الدورة الدموية. وأنصح الشباب والكبار بالإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي سليم بالابتعاد عن الوجبات السريعة والدسمة والإكثار من الخضروات والفواكه والإقلال من تناول السكر، بحيث لا يزيد عن 4 جرامات يومياً والإقلال من تناول كمية الملح بحيث لا تزيد عن جرام يومياً، وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، والتخلص من السمنة بحيث لا تزيد نسبة الوزن إلى الطول عن 25 %. ما علاقة الأزمات العاطفية بمعاناة القلب؟ – هناك حالة معروفة من أمراض القلب تدعى "متلازمة القلب المكسور" أو ما يعرف بمتلازمة "تاكوتسوبو" وتحدث عندما يتعرض الإنسان لأزمة عاطفية أو لفقدان عزيز يحدث تعطيل لوظيفة الضخ المعتاد للقلب بشكل مؤقت، بسبب ضعف مؤقت مفاجئ لعضلات القلب نتيجة للانفعال الشديد. وللوقاية والعلاج من هذه الحالة لا بد من تغيير نمط الحياة، والاعتماد على الغذاء الصحي، وذلك بتقليل من الدهون وخاصة في اللحوم الحمراء والمعالجة، مثل: النقانق، والمرتديلا، وتقليل من الملح والسكر، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم البيضاء والمكسرات والحبوب الكاملة، مثل: الشوفان، والنخالة الغنية بالألياف التي تساعد على امتصاص الدهون وإخراجها عن طريق الفضلات، وكذلك المحافظة على الوزن المثالي، والبعد عن التوتر.