يتجلى الرفق بالحيوانات بشكل واضح بوصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي أمرنا بعدم تعريضها للأذى ومعاملتها بأفضل طريقة، ومن ثم فإن الرفق بالحيوانات يعتبر من أسمى أهداف الإنسان، فهو يعبّر عن مدى تقيد البشر بالقواعد الإنسانية، إذ يشتمل الرفق بالحيوان: رعايته وحمايته وإطعامه، وبالدرجة الأولى عدم إيذائه أو ضربه. كما يعتبر الرفق بالحيوان أحد أبواب الحصول على الأجر والثواب الجزيل، ويعد أحد مظاهر الإحسان والحكمة التي يتمتع بها المرء، مما يؤثر على تهذيب خُلقه، ومن ثم نيله لسعادة الدارين. وفي هذا الإطار التقت "البلاد" رئيسة مجلس إدارة جمعية "تعايش مَعِيِ للرفق بالحيوان" مياسر بندقجي فقالت: تقوم جمعية "تعايش مَعِيِ للرفق بالحيوان" باستقبال الحيوانات المتخلى عنها من قبل أصحابها في مركز التبني وتهيئتها وعرضها للتبني واختيار العائلة المناسبة لها، بجانب القيام بحملات إطعام لقطط وحيوانات المناطق العشوائية تحت عنوان "قططنا في حاجتنا"، وأوضحت أن رحلتها مع الرفق بالحيوان بدأت بقطة سوداء تائهة. وتابعت: "بالنسبة لمهمة إطعام قطط الأحياء العشوائية في جدة، فانطلقنا بتنظيم فرق تطوعية مقسمة على عدة أقسام كل قسم مختص بمهمة معينة بقيادة مجد الحاج حسين، ولله الحمد تكللت كل جهودنا بالنجاح". وعن أبرز المعوقات التي تواجه الجمعية من حيث المعوقات والدعم والمتطوعين في المبادرات مضت قائلة: "في كل مبادرة من الطبيعي نواجه تحديات ومعوقات، فأكبر تحدٍ يكون بالنسبة لنا هو توفير الطعام لعدد القطط الهائل. وبالنسبة للمتطوعين فكان جيّداً في مبادرة قططنا في حاجتنا إذ وصل إلى 50 فرداً". وعن كيفية نقل القطط لأماكن آمنة مضت قائلة: "تم نقلها عن طريق أقفاص خاصة بعد الإمساك بها، وعدد القطط التي استفادت من مبادرة قططنا في حاجتنا حوالي 3000 قط". وحول حبها للقطط وفكرة إنشاء جمعية تعايش مَعِيِ للرفق بالحيوان، واصلت مياسر قائلة: "بدأت رحلتي بتبني قطة سوداء تائهة، وكنت حينها صغيرة، وفي المرحلة المتوسطة، وكانت هذه القطة السوداء الموجودة وسط الناس تستنجد العطف من أي شخص يمر بجوارها، ولكنني قررت أن أحمل القطة بقرار شخصي، ولم أكن وقتها أعرف أي شيء عن التبني أو معناه، وتلك القطة التي تبنيتها تعود إلى إحدى جاراتنا الأجنبيات التي تركتها وسافرت وأطلقت عليها اسم كوفي واستمريت في تربية تلك القطة، حتى أصبحت تبلغ من العمر 18 عاماً قبل أن تنفق". وحول أهمية تربية القطط في المنزل، ومنها القطط الأليفة يقول الطبيب البيطري سالم مشرعي: "تربية القطط في المنزل تحتاج إلى عناية خاصة، إذ لا يمكن تربية قطة في المنزل دون زيارة الطبيب البيطري بشكل دوري، فالقطط تحتاج إلى التطعيمات باللقاحات التي تقي صاحبها من بعض الأمراض التي قد تنقلها القطط بالإضافة إلى الزيارات الدورية للاطمئنان على صحتها أو عند الحاجة إلى تعقيمها". أما بخصوص فكرة الجمعية، قالت: "في الواقع في أحد الأيام تاه كلبان كنت أملكهما، وقالت لي صديقتي أن أبحث عنهم عبر فيسبوك، وطبعاً كان من المستحيل إيجادهما، ولكني نجحت، وهكذا كانت بداية فكرة الجمعية الخاصة بالحيوانات الضالة التي أسستها لاحقاً، والتي بدأت برغبتي في العثور على الكلبين"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن سوء المعاملة يحول الكلاب إلى حيوانات شرسة.