بعد أن تعلمت في المدرسة ونفضت ذاكرتي من جميع الأتربة التي علقت بها، استطعت أن أتنفس قليلا من الهواء أشاهد بعدها سور المدرسة يبتعد. كنت كل عام عندما أسير في الحارة وتأخذني أزقتها إلى طرف المدرسة اشعر بسورها يبتعد. الآن ابتعد كثيرا حتى أنني عندما أتتذكره قبل عام اشعر بدوي كبير لتهدمه في داخلي. ارتجف في هذا الوقت من الاقتراب من زقاق المدرسة. لم تكن رائحة الإسفلت واضحة ولكنها تضفي سكونا اسود على الهواء؛ لذلك تمهلت قليلا وفكرة العودة تراودني. سمعت قبل زمن بأنهم هدموا السور وأزالوا المدرسة لكنني لم ارغب في التأكد قط. كنت فقط استغرب محاولا تذكر السور ومتحسسا صوت تهدمه البعيد.