: رؤية تستشرف مستقبل المصادر المفتوحة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية والأتمتة بقلم فراس الشيخ، المدير الإقليمي في ريد هات المملكة العربية السعودية وشمال منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي اتجهت معظم دول الشرق الأوسط في الآونة الاخيرة لتسريع مبادراتها ذات الصلة ببرامج التحول الرقمي بهدف تعزيز رؤاها المستقبلية لاستشراف نهج التنوع الاقتصادي. ومن المؤكد أن تستمر الحلول مفتوحة المصدر في اكتساب المزيد من الاهتمام على مستوى المنطقة، باعتبارها بديل مرن للبرمجيات الاحتكارية، متميزة بقدرتها الهائلة على التكيف السريع بأقل قدر ممكن من النفقات. ومن المعلوم أن التحول الرقمي ليس منتجاً يمكن اقتناؤه أو حلاً يساهم في مواجهة التحديات القائمة، وإنما هو بمثابة عملية مستمرة، تنطوي على تقنيات وأساليب تشغيل جديدة للحفاظ على تنافسيتها عبر تعزيز الابتكار، ومن الضرورة بمكان في هذا الإطار، دمج التطور التكنولوجي وتحسين ثقافة العمل والارتقاء بالعمليات في إطار كلي متناسق. ومن المتوقع أن تشهد الشركات مع انتهاء عصر الجيل الرابع لتقنيات الاتصال، وتحول العالم لتبني الجيل الخامس، تنامي التقنيات السحابية وتكنولوجيات الحافة الهجينة. وستشهد الصناعة التحويلية تحولات جذرية، تزامناً مع ظهور المصانع الحديثة والمرتكزة على تقنية الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تسارع عمليات جمع البيانات وإعدادها وتحليلها. واستناداً إلى توقعات ريد هات لمشهد التكنولوجيا العالمية 2022، يمكننا استشراف مستقبل الشركات والتعرف على أفضل الطرق والوسائل للتكيف مع الموجة الجديدة من الابتكار بناء على العوامل التالية: 1. استمرارية الالتزام بمسار الثورة الرقمية شهدنا في إطار تسارع مشهد الثورة الرقمية عام 2022، تنامياً في عمليات الدمج المستمر بين تكنولوجيا المعلومات (IT) وتكنولوجيا التشغيل (OT) عبر مجموعة من مجالات الأعمال، مثل التصنيع وخطوط التجميع والروبوتات وأجهزة التحكم في العمليات. وتحقق الجهات التصنيعية نجاحات ملحوظة في تطوير عملياتها على نحو جذري باعتماد التكنولوجيات المتنوعة، مثل واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة والسحابة الهجينة المفتوحة، بالإضافة إلى تحسين ثقافة العمل والتي تتجسد في تعزيز التعاون المفتوح بين الفرق المختلفة. ومن المتوقع أن يتسارع هذا التقارب بين تكنولوجيا المعلومات/تكنولوجيا التشغيل على نحو متنامٍ خلال العام 2023. 2. ريادة مستمرة لاستراتيجيات السحابة المختلطة رغم أن 18٪ من الشركات ما تزال في المراحل الأولى من تحديد استراتيجياتها السحابية، تعتبر استراتيجيات السحابة الهجينة الأكثر انتشاراً بمعدل (30٪) على الصعيد العالمي. ويؤدي دمج المؤسسات التي اختارت نهج السحابة المتعددة – وهي عبارة تستخدم أحياناً للتعبير عن السحابة المختلطة – إلى رفع نسبة الشركات التي تعتمد السحابات المتعددة إلى 43٪ بالإجمال. 3. الأمن كأولوية أساسية تم اختيار أمن تكنولوجيا المعلومات بشكل متكرر (46٪ من المشاركين) باعتباره أحد أهم الأهداف التمويلية ذات الصلة بتطوير تكنولوجيا المعلومات لعام 2022. كما يتضح هذا التركيز المتزايد في مجالات التمويل الأخرى. وعلى الرغم من انخفاض مستويات الخطر بمعدل أربع نقاط مئوية عن العام السابق، لا يزال أمن الشبكات يمثل أولوية استثنائية والجزء الأكبر من النفقات المخصصة لمواضيع الأمن بنسبة 38٪، متبوعاً بالأمن السحابي بنسبة 37٪. كما ارتفعت أولوية الاهتمام بنقاط الضعف إلى أعلى مستوياتها منذ العام الماضي، متنامية من 21٪ إلى نسبة 27٪.
4. أهمية تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على مستوى مخططات تطوير التكنولوجيات الناشئة يتطلع 61٪ من المشاركين في الاستطلاع لاعتماد تقنيتي إنترنت الأشياء وحوسبة الحافة أو إحداهما خلال الأشهر ال12 المقبلة. وأدى تبني تقنية الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي بنسبة 53٪ وإنترنت الأشياء بنسبة 49٪، إلى زيادة النسبة المئوية للشركات التي تفكر أو تخطط لاستخدام التكنولوجيات الناشئة عبر العديد من المهام والعمليات المخصصة لهذا العام. 5. تقدم مسارات الأتمتة على غرار الاستثمارات في مجال الأمن، تكتسب استثمارات الأتمتة أولوية متزايدة عبر العديد من القطاعات حتى عام 2022. وفي حين أن أتمتة عمليات تكنولوجيا المعلومات ما تزال قيد التنفيذ لناحية أولويات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، إلا أنها تنمو على نحو مضطرد، مرتفعة بمعدل نقطتين مقارنة بالعام السابق لتصل إلى نسبة (28٪). كما لعبت الأتمتة دوراً حيوياً في أولويات التمويل الأخرى، فعلى سبيل المثال، حلت أتمتة عمليات تكنولوجيا المعلومات في المركز الثاني على جدول أولويات التمويل بنسبة (38٪) لتحسين مستويات أعمال تكنولوجيا المعلومات الحالية، ما يمثل أعلى معدل ارتفاع مقارنة بالعام السابق. 6. أهمية التدريب والارتقاء بالمهارات يعتبر الرأسمال البشري من أهم العناصر المساهمة في نجاح المؤسسات عبر كافة المجالات. ويتطلب تسارع معدلات التطور التكنولوجي ضرورة اهتمام موظفي تكنولوجيا المعلومات بالحفاظ على مهاراتهم الحالية والمشاركة بالتالي في الارتقاء بقيمة الأعمال. ويفترض هذا الواقع ضرورة التركيز على تعزيز ثقافة التعلم في الشركات، مع الحرص على تدريب الموظفين باستمرار. وشهدت فرص التدريب لتحسين المهارات التقنية أو التكنولوجية وفرص التدريب لتحسين مهارات الأفراد والعمليات تقدماً بمقدار أربع نقاط مئوية لتصل إلى معدلات 37٪ و32٪ على التوالي. ويعد سد الفجوات القائمة على مستوى المهارات، والاهتمام المتزايد بتطوير التطبيقات والمنصات السحابية المختلطة من أهم العناصر المساهمة في ضمان نجاح استراتيجيات التحول الرقمي. وتشير الاتجاهات الناشئة المدعومة بالبيانات إلى أن صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات يعطون الأولوية بشكل عام لضمان الأمن وتطوير البنى التحتية السحابية الهجينة والارتقاء بقدرات ومهارات الموظفين.