من الواضح أننا نمر في وقت مليء بالتحديات بالنسبة لقادة ومسؤولي تكنولوجيا المعلومات الذين يلعبون دوراً محورياً في مساعدة الشركات على معاودة نشاطتها وتحقيق الانتعاش، وهو ما يشكل في الواقع بعضاً من أكبر التحديات التي يواجهونها. هناك العديد من الشركات التي علقت مبادراتها وأهدافها الإستراتيجية الأوسع نطاقاً للحفاظ على استمراريتها في السوق. بمعنى أنها ظلت تحافظ على مكانتها في الوضع التكتيكي لضمان تحقيق بعض النتائج الأساسية: إبقاء الأضواء مضاءة ودفع رواتب الموظفين والتمسك بالعملاء، والحفاظ على دخل الإيرادات الحالي في وضعه الراهن على أقل تقدير. بعبارة أخرى، تتحيّن الفرصة المناسبة. وقد سلط مسلم دالاتي، المدير العام لشركة "لايف راي" الشرق الأوسط، الضوء على العلامات المشجعة التي تدل على مجالات النمو والنظرة التطلعية ونحن نستقبل العام 2022. وبالإضافة لذلك، سيتطرق مسلم أيضاً الى الحديث عن اتجاهات التجربة الرقمية الرئيسية التي ستشكل ملامح العام المقبل وستمكّن الشركات من إعطاء الأولوية للمبادرات الرقمية التكتيكية ووضع إستراتيجية قائمة على العميل أولاً لعام 2022. وعلى هذا النحو، فإن تبني التقنيات سيواصل دوره في تشكيل ملامح قطاع تكنولوجيا المعلومات في العام 2022 من خلال الاعتماد على التقنيات التي تساعد الشركات على التقدم والنمو بوتيرة أسرع وتقليل من العمليات المعقدة، مثل السحابة، على سبيل المثال. وفقاً لشركة "جارتنر"، بحلول عام 2025 ، ستكون المنصات المتأصلة في السحابة بمثابة الركيزة الأساسية لأكثر من 95٪ من المبادرات الرقمية الجديدة – وهي أعلى من النسبة التي تقل عن 40٪ لعام 2021. سوف يشهد تبني السحابة تسارعاً في العام 2022. ستواصل التجارب الرقمية أيضاً الحفاظ على مكانتها كمحط اهتمام رئيسي. سيطرأ هناك ارتفاع ملحوظ على جوانب ذات صلة، مثل تبني أدوات لفهم تفضيلات العملاء وسلوكياتهم لتزويدهم بتجارب أكثر تخصيصاً على نطاق واسع. كما سنشهد زيادة في عدد بوابات / أجهزة الخدمة الذاتية كتجربة رقمية محفزة للعملاء لتلبية احتياجاتهم بسرعة فائقة وبما يتماشى مع إيقاعهم السريع. وأخيراً، سيكون هناك زيادة في مبادرات التحول الرقمي فيما بين الشركات، والاستفادة من الحلول الرقمية لتحسين رحلة المشتري من البداية إلى النهاية. من الواضح أن مدير تكنولوجيا المعلومات لديه دور رئيسي يلعبه في عام 2022 والسنوات المقبلة. ينبغي على مدير تكنولوجيا المعلومات أن يكون على استعداد للاستفادة من مستوى التفاؤل الحذر الذي يتسلل مرة أخرى إلى قطاع التكنولوجيا. أصبح منصب مدير تكنولوجيا المعلومات يكتسب أهمية استراتيجية على نحو متزايد في قطاع الأعمال عموماً. وفي ظل هذا الاقتصاد الرقمي، يلعب هؤلاء دوراً أساسياً في استكشاف دور التكنولوجيا كقوة دافعة لتعزيز ثقافة الابتكار والتحول الرقمي. على مدى العامين الماضيين، خلال فترة الوباء، أصبح مدير تكنولوجيا المعلومات على الأرجح شريكاً أساسياً في جميع مجالات الأعمال، وذلك باعتبار أنه أصبح يعوّل عليه في طرح الحلول وتغييرها بسرعة فائقة حفاظاً على استمرارية الأعمال. ومن الآن فصاعداً، ستتاح لمدراء تكنولوجيا المعلومات إمكانية الاستفادة من هذا المنصب للحصول على الدعم وتقديم المشورة بشأن جهود التحول الرقمي للانتقال إلى المشهد الرقمي الأوسع نطاقاً للشركات. وسيواصل مدير تكنولوجيا المعلومات على خلال السنوات القادمة التركيز على منح قيمة أكبر للأعمال، وتقليل الوقت المستغرق لإطلاق حلول جديدة / مطورة في السوق، والتركيز على تبني التكنولوجيا التي تساعد الشركات على مواكبة التغييرات المستمرة في احتياجات العملاء وتوقعاتهم. وسيشمل دوره أيضاً، العمل وفق منظور استراتيجي بالتعاون مع مختلف وحدات الأعمال في الشركات لتقديم حلول تمنحها مزيداً من الحرية لاختبار ومواكبة التجارب الرقمية المقدمة للعملاء. العمل عن بعد يشكل مجالاً آخر حيوياً سيبقى وثيق الصلة بالتطورات التي يشهدها هذا العام. على مدى العامين الماضيين، سيطرت مخاوف العمل عن بعد والأمن على سيناريو عمل ومهام مدير تكنولوجيا المعلومات. إن التحديات المتمثلة في الإنتاجية والتعاون وتبسيط الاتصالات والتخلص من حاجز انعزالية المعلومات وتقديم تجارب عمل، كانت جميعها جزءاً من هذه الرحلة. لقد لعبت التكنولوجيا دوراً أساسياً في مساعدة الشركات على النمو والازدهار في ظل هذا السيناريو. وساهم تبني أماكن العمل الرقمية والهجينة، على سبيل المثال، في منح الموظفين القدرة على التعاون بشكل غير متزامن وحل المشكلات بأنفسهم وغير ذلك. وستكون بيئات العمل الرقمية أكثر أهمية لمعالجة سيناريوهات العمل الهجين، حيث ستتبع الشركات نهجي العمل في المكاتب والعمل عن بُعد في وقت واحد. "تتوقع مؤسسة جارتنر أنه بحلول عام 2023، ستحقق 75% من المؤسسات التي تستغل الفوائد الموزعة للمؤسسات نمواً في الإيرادات أسرع من المنافسين بنسبة 25%". وفيما يتعلق بالأمن، من الأهمية بمكان أن ندرك بأنها عملية دائمة التطور وستستمر إلى الأبد، وهي أكثر من مجرد مزايا مدمجة في برنامج ما أو عمليات تقنية محددة. وفي الواقع، يعتبر الأمن، بل يجب أن يكون من أحد الأولويات المتأصلة كثقافة على مستوى الشركة ويلعب مدير تكنولوجيا المعلومات، بصفته واحداً من أعضاء فريق القيادة، دوراً رئيسياً لتنميتها. ويشير محللو السوق، من أمثال "ماكينزي" إلى أن نماذج العمل التي ترتكز إلى مبدأ "وضع خيار تشغيل ثاني" (DevSecOps) ستكون إحدى الاستراتيجيات للمساعدة في دمج ثقافة الأمن هذه في دورة حياة المنتج. الذكاء الاصطناعي سيكون التكنولوجيا الأخرى التي ستكتسب زخماً كبيراً في العام 2022. لقد كنا جميعاً ننتظر بفارغ الصبر رؤية الذكاء الاصطناعي وهو ينمو ويزدهر على أكمل وجه. من المتوقع أن يواصل تبني الذكاء الاصطناعي زخمه في عام 2022 ، على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة IDG للأبحاث بأن 21٪ من المؤسسات قد قامت بالفعل بالطرح التجريبي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فيما تتوقع 46٪ من المؤسسات زيادة إنفاقها على هذه التقنيات." وفيما يتعلق بالتجارب الرقمية على وجه التحديد، من خلال تجربة "لايف راي" في الأسواق العالمية، تتبنى الشركات حلولاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي كطريقة أحادية الاتجاه لمساعدة العملاء في الحصول على إجابات وحل المشكلات بسرعة أكبر، لذلك بصفتها من الموردين لمنصة التجربة الرقمية، من المهم لشركة "لايف راي" الاستمرار في تزويد الشركات بالقدرات والإمكانات اللازمة لدمج المكونات والأدوات الأكثر ملاءمة لمعاييرها الثقافية والتجارية، سواء كان حلاً قائماً على التواصل المباشر من شخص لآخر أو خياراً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي. استمرار نمو وتطور المهارات والتعلم التقني. سيتم تمكين الفرق من خلال تمكين الفرق بدعم من مدراء تكنولوجيا المعلومات وقطاع تكنولوجيا المعلومات لتحقيق الازدهار، وفهم حقيقة أن هناك بعض المهارات التي ينبغي تطويرها داخلياً، بدلاً من توظيف الكوادر البشرية الجاهزة في السوق. وفي ظل بيئة دائمة التغير، ينبغي أن تكون الفرق جاهزة لاكتساب مهارات جديدة ويجب على مدير تكنولوجيا المعلومات وضع وتخطيط المسار الأنسب لذلك. وبحسب ما أشارت إليه "ماكينزي"، يجب على مدراء تكنولوجيا المعلومات "إنشاء بنية تعليمية تتيح للأشخاص التعلم والمشاركة بسهولة وسلاسة"، وكذلك مساعدة المستخدمين غير التقنيين على فهم كيفية الاستفادة الكاملة من الحلول التي توفرها تكنولوجيا المعلومات بشكل أفضل. ومن أجل إنشاء بنية التعلم هذه، من الضروري تحديد المهارات التي ستكون مطلوبة في المستقبل القريب، والتحقق من المهارات التي ستوفر قيمة أكبر للأعمال. وبالحديث عن مشهد التقنيات الأوسع نطاقاً في العام 2022، ستستمر الشركات في البحث عن التقنيات التي تساعدها على مواءمة قنواتها الرقمية لسرعة الاستجابة للطلبات المتغيرة الواردة من العملاء والتجار والشركاء والموظفين، مع إحراز تقدم في مجال التحول الرقمي للعمليات. كما ستبحث الشركات عن الأدوات والمزايا التي تساعدها على إنشاء تجارب رقمية قيّمة، وتولي إدارتها وتحسينها باستخدام رؤى وتصورات قائمة على البيانات والقدرات منخفضة الكود / من دون كود. وفيما يتعلق بالقدرات منخفضة الكود / من دون كود، على وجه التحديد، فإن الفكرة من وراء ذلك هي منح مستخدمي الأعمال الحرية لإنشاء تطبيقاتهم / خوارزمياتهم / تدفقات الأعمال، وتحرير فرق تكنولوجيا المعلومات من القيود للتمكّن من معالجة المسائل الأكثر تعقيداً والتي لها أهمية استراتيجية أكبر. في الختام، من الجدير القول بأن التقنيات ستغيّر بشكل كبير طريقة عمل المؤسسات. وستشمل هذه بالطبع تقنيات من الممكن أن تساعد بشكل فعلي في إحراز تقدم في مجال التحول الرقمي، مثل منصات التجربة الرقمية (DXPs). ومن شأن منصات التجربة الرقمية هذه أن تساعد الشركات على تبني تقنيات جديدة بشكل أسرع لأنها تتيح قدرات تكامل أكبر، كما تسمح هذه القدرات للشركات بتخطي حاجز انعزالية المعلومات، مما يوفر لها بيانات قابلة للتنفيذ حول رحلة العميل برمّتها. *بقلم: مسلم دالاتي، المدير العام لشركة "لايف راي" الشرق الأوسط