منذ أن عرفنا المستديرة، كنا نترقب قبل أن تبدأ أي منافسة كروية رؤية ضجيج الإعلام، وأن نسمع أهازيج المدرجات وتصريحات المؤثرين وتخمينات العاشقين. كنا نترقب بلهفة التعاقدات الجديدة والمدراء الفنيين المقبلين والتغييرات المتوقعة، وذلك أمر إيجابي يخلق روح التنافس والمتعة. كنا نستمتع بكل ذلك حتى تبدأ أول صافرة حكم لتعلن انطلاق السباق، فنعيش التنافس حتى الرمق الأخير، ثم نحتفل بالمنتصر ونخفف ما حل بالخاسر. تلك الطبيعة الكروية. وذاك ما اعتدنا عليه في كل تلك الأعوام، حتى حل هذا العام المختلف الغريب الذي أصبحنا نرى البعض يتوج قبل السباق، وعشم جمهوره قبل البداية بأمور بطولية مزيفة. حل الصراع في الأنظمة ولم يحل في الميدان. أصبح من يرفع قضية ويكسبها، كأنه خطف اللقب. أصبح من يعود لاعبه بطلا، قبل أن يصبح فعلا هو البطل. عزيزي المتابع.. أن يتمحور التركيز على هذه الأمور الثانوية؛ لتصبح أهدافا أساسية للأندية قبل بداية السباق، فهذا أمر سلبي قد يعود أثره على النادي، وقد يؤثر في ضياع ما تم تجميعه لإسعاد الجماهير. أتمنى أن تركز الإدارات على أهدافها وعلى طموحاتها وخططها المستقبلية في بناء الفريق وحصد اللقب الحقيقي، وليس الألقاب القانونية، التي لن يسجلها التاريخ. فالتاريخ ينحت اسم من حمل الذهب فقط، وليس من كسب قضية.