تسلط الأضواء من جديد على المنافسة المحلية حيث تدور مواجهات المربع الذهبي في نسخته الموسمية العاشرة فبعد نهاية الجولات التمهيدية الاثنتين والعشرين تحددت الأضلاع الأربعة من بين اثني عشر فريقاً تضمها بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين,, وتضع فرق الاتحاد والأهلي والشباب والنصر محصلتها الماضية خلفها وهي تستعد للمنازلات الكبرى التي ستقلص في نهاية الأمر المنافسة بين فريقين يتشرفان بالمثول بين يدي خادم الحرمين الشريفين ليلة عرس الرياضة السعودية الكبيرة,, وهي المناسبة التي يأمل حضورها الجميع ومن أجلها أكملت الفرق الأربعة كامل استعداداتها,, الحظوظ متكافئة والطموحات متساوية,, والكأس الغالية بانتظار العريس,, وكالعادةالجزيرة في قلب الحدث تقدم هذا التقرير الخاص عن منافسات المربع الذهبي. الشباب سيد المربعات في عام 1411 ه فصل المربع الذهبي بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الدوري الممتاز سابقاً إلى قسمين حيث أصبحت النقاط تحدد الترتيب الرباعي مع نهاية المرحلة التمهيدية قبل أن تنطلق المواجهات المستقلة في ختام البطولة لتحديد الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية التي تحدد بطل الدوري السعودي,, ومن هنا تتساوى فرص الفرق الأربعة بغض النظر عن نتائجها وترتيبها في مشوار الدوري السابق فكان من البديهي أن تتباين النهايات إذ من المتاح أن يكسب أصحاب المراكز الثلاثة خلف المتصدر اللقب وأن يخسر الأول صدارته,, في المواسم التسعة الماضية كان الحضور الأقوى للشباب الذي بزغ نجم بطولاته مع بداية العمل بنظام المربع الذهبي واحتكر الشباب الفوز بالبطولة لثلاثة مواسم متتالية مقدماً نفسه كأحد أقطاب الفرق السعودية في عصرها الحديث والمتفرد بامتلاك النموذج الأول للكأس الغالية حيث لم يمسه سواه وتوافق الفوز الشبابي الأول مع صدارته للمرحلة التمهيدية في حين كسب اللقب الثاني بعد أن حل في مركز الوصيف وكرر السيناريو نفسه ابان فوزه الأخير بالبطولة موسم 1413ه,. وجاء النصر من المركز الثالث موسم 1414ه ليحمل لقبه الرابع في سجلات الدوري ويكسب كأسه الأولى بعد تعديل النظام وحافظ النصر على بطولته في الموسم التالي حينما تجاور الجميع منطلقاً من المركز الرابع,, الهلال زعيم الدوري بألقابه الثمانية عاد لموقعه الطبيعي موسم 1416ه بعد غياب خمسة مواسم حيث تمكن الأزرق من إجادة اللعبة في قفز المواقع هذه المرة وتجاوز الفرق الثلاث التي تسبقه في جدول الترتيب وضم الكأس لحوزته بجانب الدروع السابقة ثم حافظ في موسم 1418 على صدارته للمرحلة التمهيدية وكسب لقبه الأخير,, ومرت ستة مواسم متعاقبة وفرق العاصمة الثلاث تتسابق للصعود إلى منصات التتويج وتتبادل حيازة الذهب في أقوى المسابقات العربية قبل أن ينفض الاتحاد غبار الانزواء ويخترق حاجز الاحتكار وشهد موسم 1417 بزوغ شمس العميد الذي أكمل حضوره الرائع حتى الختام فجمع اللقب والصدارة في آن وبعد أن تذوق طعم البطولة لم يغب الاتحاد طويلاً إذ عاد موسم 1419 ليختتم آخر المنافسات بالفوز الثاني وكان قد تأهل وصيفاً لمتصدر المرحلة التمهيدية. الضيوف ثمانية اقتصر التنافس الذهبي منذ بدايته على ثماني فرق حيث تكررت الزيارة للبعض منها ثماني مرات ويقف الثنائي العاصمي الهلال والشباب كأكثر المتأهلين بنفس الرصيد بينما يأتي النصر بدخوله مربع الأقوياء سبع مرات فيما يتساوى قطبا الغربية الأهلي والاتحاد بالوصول الخامس هذا الموسم وغاب الاتفاق عن السباق المثير حيث توقف عن المحاولات بعد تأهله الرابع وزاحم فريق العاصمة الرابع الرياض كبار المتنافسين في موسمين في حين كانت المفاجأة الكبرى تأهل فريق النجمة في أحد المواسم وهي المحاولة الجريئة في لعبة الكبار. وتمكن نصف الثمانية الضيوف من التهامكعكة الضيافة حيث حصل الشباب على ثلاث بطولات بينما تساوت فرق الهلال والنصر والاتحاد ولكل منهم لقبان,, ويعتبر الأهلي أكثر الخاسرين إذ لم تشفع له أسبقية التأهل لأربع مرات من انتهاز فرص التتويج. الهلال يتصدر قائمة الخسارة يأتي الهلال على رأس القائمة الخاسرة للصدارة في المراحل التمهيدية فقد سبق أن حرمته المنافسة الرباعية من تتويج زعامته للفرق كأول المتأهلين في أربع مناسبات مواسم 1413 و 1414 و 1415و 1419 وأنصفه الحظ موسم 1418 عندما تمكن من تنصيب نفسه بطلا كختام لمشوار الصدارة الخامسة للمرحلة التمهيدية وخسر الاتحاد صدارته لمرة واحدة وكسب الأخرى وينتظر هذا الموسم مصير صدارته الثالثة بينما لم يتمكن غريمه الأهلي من استثمار الصدارة لموسم واحد بعكس الشباب الذي سبق الجميع للوصول إلى المربع الذهبي حينما أنهى مباريات المرحلة التمهيدية للموسم الأول في النظام الحالي متصدرا وكسب في نهاية المطاف لقب البطولة. ويتميز النصر بخاصية دون الفرق الأخرى كأكبر الكاسبين فهو لم يخسر الصدارة لأنه ببساطة لم يسبق أن تأهل متصدرا وفوق ذلك حصل على اللقب مرتين متساويا مع الهلال والاتحاد حيث حل في موسم لقبه الأول 1414 بالمركز الثالث وفي الموسم الذي يليه جاء رابعا ومحققا البطولة الثانية. الطريق إلى المربع على غير العادة اتضح الجزء الأكبر من الصورة النهائية للمربع مبكرا في ظل ابتعاد الهلال أحد الأقطاب الخمسة الذي خرج بنتائج أقل كثيرا من المعتاد مع نهاية المنافسة في دورها الأول ولم تشكل بقية الفرق خطورة تذكر على الفرسان الأربعة,, وتسلم النصر في البداية راية السباق وسط غياب المنافسين وانشغالهم بالاستحقاقات الخارجية التي عطلت الإمكانية المسبقة لقراءة تشكيل المراكز النهائي لكثافة المباريات المؤجلة ودارت بين رباعي القمة لعبة الكراسي الموسيقية قبل أن ينجلي غبار السباق ويظهر فرسان المقدمة حيث استقر النصر في المركز الرابع وحجز تذكرة العبور الأولى برصيد 45 نقطة من فوز في 13 مباراة وتعادل في 6 وخسارة 3 لقاءات وانحصرت المنافسة للحصول على المراكز الثلاثة الأولى بين الشباب والأهلي والاتحاد وبينما قنع الأول بالموقع الثالث إذ انتهى الشباب إلى رصيد 46 نقطة من 14 انتصارا وتعادل في 4 ومثلها خسارة وكان الصراع ملتهبا بين الغريمين الأهلي وجاره الاتحاد للوصول إلى القمة التي زاد بريقها هذا الموسم بفرصة التمثيل الخارجي على صعيد بطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري ولم يتحدد المنتصر بهذا الصراع الخاص إلا مع آخر صافرة في ختام اللقاءات المؤجلة التي بنهايتها أسدل الستار على مباريات المرحلة التمهيدية وتربع الاتحاد على الصدارة بفارق الأهداف بعد تساويه ومنافسه برصيد النقاط 51 حيث كسب الاتحاد 16 مواجهة بزيادة انتصار عن الأهلي وتعادل الأخير في 4 وخسر مباراة واحدة بينما تساوت كفة التعادل والخسارة في معدل الاتحاد برصيد لقاءين,, وبذلك حدد النظام المعمول به مواجهات المربع الذهبي حيث يلتقي الأول الاتحاد الرابع النصر ذهاباً على أرض الأخير قبل أن تعلن مباراة الإياب في جدة المتأهل الأول فيما يقابل الثاني الأهلي صاحب المركز الثالث الشباب ذهاباً في الرياض وإياباً في جدة لتحديد الطرف الثاني للنهائي الكبير. آخر فرص العميد لن ينسى عشاق الاتحاد الموسم الماضي وستظل أحداثه عالقة بالذاكرة الصفراء لحقبة من الزمن فالعميد حصد الألقاب تباعاً إلى أن وصل الرقم أربعة تاريخية ظللت سماء النادي العريق بألوان الذهب,, ولأن شهور العسل لا تدوم فقد كان المشوار هذا الموسم مختلفاً كلياً عن سابقه حيث تهاوى الفريق من على قممه السابقة تباعاً وفقد بطولاته بصورة متكررة دون أن يضيف لرصيده ألقاباً أخرى عن طريق مشاركاته في مناسبات لأول مرة,, وبالرغم من ذلك كان ظهور الاتحاد رائعاً وخسر معاركه واقفاً يدافع ببسالة الأبطال وكان من الجدارة أن يكسب لولا بعض الظروف التي شابت تحضيراته نصفها الأول بقدر الإصابات والنصف الأخير يرجع إلى التعامل الإداري غير المناسب في تجهيز مكملات العمل الضرورية وعلى رأسها الإخفاق المتكرر في اتخاذ قرارات التعاقد والتسريح مع المدربين واللاعبين الأجانب,, أمام الاتحاد فرصة أخيرة لتوديع الموسم بالحفاظ على آخر الألقاب وأغلاها وهو يملك جميع الظروف الملائمة لمعانقة أمل جماهيره المترقبة,, وقد أكمل الفريق إعداده الخاص لمواجهة النصر طبقاً على التقارير اليومية المنشورة على الصفحات الرياضية في الصحف المحلية وذكرت جاهزية بعض النجوم بينما ما زال الغموض يكتنف مشاركة الهداف الكبير حمزة إدريس في لقاء الذهاب على الأقل وهو بلا شك خسارة قد تقلل من فاعلية الناحية الهجومية فيما تضم صفوف الاتحاد الأخرى أسماء دولية تساندها عناصر شابة لديها الإمكانية لرسم الابتسامة على شفاه أبناء العميد. الخطوة الأخيرة عقبة الأهلي ربما تكون الجملة الرياضية التي دأب على تكرارها المنتصرون دوماً النتيجة أهم من المستوى شعاراً يحتاجه الأهلي كقناعة يرسخها في مدارك لاعبيه قبل أن يبدأ مهمته الأخيرة لتجنب الخروج من الموسم خالي الوفاض,,, فهذا الفريق قادر على أن يفعل كل شيء وأن يتفنن في تقديم عروضه الكروية الجذابة وأن يستأثر بإعجاب جميع من تسنح له فرصة المشاهدة,, لكنه بذات الوقت ملازم برفقة الحظ التعيس الذي يكرر أدواره الدرامية في سيناريو بدايته تشعل الفرحة في قلوب يسكنها عشق الأهلي ونهايته قاتلة لكل معاني السعادة,, من الظلم أن يجنب الذهب ساحة المتعة الأهلاوية وأن يخسر هذا الفريق فرصة الوصول إلى القمة على بعد خطوات قليلة لكنه عرف المستديرة وإحدى خصالها الممتعة,, وفي معسكره الخاص الذي أقامه في أبها عروس الجنوب فرغ الأهلي من الاعداد المنقسم إلى جزءين فني ونفسي والأخير كان الأهم لشحذ همم اللاعبين وتنقية أجواء الفريق من مؤثرات خسائر الألقاب الأخيرة لاسيما الإخفاق المر في تخطي المنافس التقليدي الاتحاد ضمن مسابقة كأس ولي العهد,, كل الاحتمالات ممكنة أمام قوة الأهلي الذي يقبض على مجمل العوامل المؤدية للفوز ولكن بشرط أن يغادر شبح الخوف الذي يطارد لاعبيه وأن تكون آخر الخطوات معززة بالثقة فلا يأس بوجود الأمل. الكأس الثانية حلم أبيض ستة مواسم تفصل الشباب عن امتلاك كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عقب فوزه المتتالي لثلاثة مواسم وهي آخر المناسبات التي شهدت فوزه باللقب ولم تفتر محاولاته الجادة عن استرداد الموقع السابق بالرغم من المعانقة شبه الدائمة للذهب في منافسات أخرى خارجياً وداخلياً,, ويمضي الشباب في مهمة قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة وقد تخضع لرغباته الجامحة التي لا يخمد بريقها خصوصاً والاغراء كبير جداً بحجم الجمع بين أكبر البطولات المحلية فالفريق تأهل لمواجهة الهلال في نهائي كأس ولي العهد التي يحمل لقبها وهو المؤهل أيضاً للحضور كطرف رئيسي في النهائي الكبير,, وقد يعيد الشباب ذكرى الجمع بين اللقبين سيما وهو يملك خاصية التعامل مع خصومه الكبار في كلتا المناسبتين,, وكان الشباب قد فاز مطلع الموسم الحالي ببطولة كأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله للأندية العربية أبطال الدوري التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة,, وكالعادة يبتعد الشباب عن الوهج الإعلامي مفضلاً الاستعداد الهادئ تحفزاً للانقضاض الظافر في أكثر الأحيان ولا يجد المتابع سلبية قد تعيب التكامل الفني والذي يميز الفريق فالكتيبة الشابة الزاخرة بالخبرة الدولية والتجارب السابقة تضع الشباب في مقدمة الترشيح. خطة لتأهيل نصر النهائيات غابت شمس النصر محلياً منذ أمد بعيد وجافى الذهب الأصفر البراق، وصل النصر للمربع الذهبي هذا الموسم بعد شوق دام لموسمين لم يتمكن الفريق خلالهما من الدخول في الصراع الجاد للبطولة السعودية الكبرى، فبالرغم من حيازته على بعض البطولات الخارجية إلا أن الغياب المحلي كان مؤثراً على مسيرة النادي الذي يتباين مؤشره التنافسي بين صعود وارتفاع، فوجود النصر في قائمة النخبة المرشحة لكسب الألقاب لا يأتي موسمياً بما لا يتلاءم وسجل بطولاته الكبير,, وهو ما يضع الفريق خارج نطاق التوقعات المسبقة بالفوز أو الخسارة وتبقى حظوظه قائمة على الظروف المتقلبة بين سوء وتحسن خلال فترة وجيزة,, لذا يصعب التكهن بما سيؤول إليه مصير النصر الذي يفتقد لبعض النجوم المؤثرة نتيجة للإصابات المتلاحقة,, كثير من النقاد ينطلقون من قاعدة التجارب السابقة يضعون الخبرة الإدارية العريضة التي يتمتع بها قائد السفينة الصفراء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود كأهم العناصر التي يرتكز عليها النصر للنفاذ إلى نهائي البطولة ومن ثم الفوز بالكأس الغالية وسموه قد وقف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة تأهباً لبريق نصراوي أصفر,, من الناحية الفنية لدى النصر قدرات جيدة قد تصل إلى الكفاءة الممتازة لو تكاملت عناصر الفريق ومن الممكن تعويض بعض الثغرات التي قد تنشأ بالروح المعنوية العالية وقود النصر الدائم لتحقيق الانتصارات. نقاط متفرقة * من النادر في السنوات الأخيرة أن يكون حضور المدربين البرازيلين بهذه الكثافة حيث يقف الوطني يوسف خميس وحده بمواجهة الثلاثي البرازيلي,, من المفارقات أيضاً أن يكون زاناتا مدرب الأهلي الوحيد من بين المدربين الأربعة الثابت في موقعه منذ بداية الموسم بينما الآخرون تسلموا مهماتهم وسط الموسم وعلى فترات متباعدة,, خميس سبق وأن مر بنفس التجربة موسم 1415 حينما درب النصر قبيل بداية المربع الذهبي وتمكن في ذاك الوقت من كسب اللقب وكان النصر رابع المتأهلين الأربعة كما هو الموسم الحالي. * حتى الآن تمكن الهداف حمزة إدريس مهاجم الاتحاد من تحقيق رقم أسطوري كسر به كل الأرقام السابقة كما يصعب كسره في المستقبل القريب ولديه الفرصة لاجتياز ال32 هدفاً في المباريات الثلاث المتاحة لفريقه,, الطريف أن مجموع أهداف حمزة يفوق رصيد النصر أحد فرق المربع بفارق هدف. * غموض النصر بعد التعديل الفني والإداري وطريقة أداء الاتحاد الجادة التي تجمع بين اللياقة العالية والتكتيك المتحفظ عناصر قد تلقي بظلالها على مباراة الفريقين مما قد يغلب قوة الأداء على جمالية المباراة,, في الجانب الآخر يغلب على أسلوب الشباب التنظيم المتناسق في الانتشار بين الدفاع والهجوم فيما تطغى الناحية الهجومية على فاعلية الأداء الأهلاوي وهو مايمنح التفاؤل بمشاهدة لقاء راق فنياً. * يبرز العنصر الأجنبي في الفرق الأربعة لدى النصر بتواجد موسى صائب وكاتو في الأهلي في حين تظل الأسماء الأخرى حبيسة لتذبذب المستويات. * قد لا تتضح هوية المتأهلين للنهائي من مباراتي الذهاب اللتين يميل الخيار خلالهما إلى تجنب الخسارة,, والإبقاء على أوراق الحسم للإياب. * خلاصة الموسم بحاجة لاختيارات دقيقة من قبل لجنة الحكام التي وفقت إلى حد ما في تخفيف حدة النقد تجاهها هذا الموسم بالتوفيق الذي رافق أغلب الحكام.