أما قبل... فبطولة كأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم تتربع فوق جبين كل لاعب سعودي، فتلح على الحناجر الجماهيرية الفتية للمنتخب للاندفاع في الهواء، كما تتباهي بأهازيجها وهي تنشد نغماتها بلا هوادة!! والكأس الرابعة... مرسومة على راحتي كل الأيادي في السعودية، لأنها بطولة غالية.. بل هي أغلى البطولات التي تشرق بها شمس بلادنا بكل زنابقها، لتقيم حباً وعرساً، والحنين إلى احتضانها للمرة الرابعة طموح جارف يجعل الجميع ينتشي فرحاً وفخراً. وأما بعد.. فالسعودية والعراق شقيقتان، من متعتنا العربية الوطنية الزاهرة، يقطر التنافس الأخوي البديع بينهما من عيونها منذ ثلاثة أجيال أو تزيد!! فتجمعهما كتل من أشواق التشجيع المتباينة المتلاحمة، تحملها ساعة انطلاقة صافرة بدء المباراة البطولية على رأسها إلى كل حيز يشغله سعودي وعراقي بالانتماء!! أو عربي واحد داخل الوطن الواحد!! وربما خارجه.. شيء قريب.. يلمع في دهاليز التوقع والترقب والتخمين؟! وباتت الفرحة عربية... وباتت الفرحة في الكسب عروساً حسناء تذرو الورد على شعرها... وتزدهي بثوبها..!! ثم... تخرج تمشي الهوينا في يوم من أيام العرب السعيدة.. بل... في يوم من أيامها السعيدة حقاً..!! والمباراة قصة.. لا يجزم أحد بمعرفة بطلها.. ولن يؤكد أحد بأن الميدان مسرح لتشخيصها..!! لأن النتيجة لا المستوى غالباً هي المترعة بكأس الانتظار فربما وفي لحظة لا تماثلها لحظات الأعمار الفانية كلها، ينفرج الحظ في البعد عن النتيجة المسلوبة؟! فيضم المنتصر إلى كبده حلماً من أحلامه تجرأ..!! وحلم من أحلام الخاسر لم يتحقق.. فيعانق الصوت الذبيح وقد حفت دماؤه الفانية وأضحى رمزاً متواضعاً لآمال خجولة في الصدور الفضة..!! وبين هذا وذاك.. تزحف مباراة البطولة متئدة!! وتبقى البحة اللذيذة في حنجرة الجماهير مكتومة!! لأن المباراة لا تخضع للمقاييس الفنية بأي حال من الأحوال..!! لكنها... عربية... عربية.. سبورت... لوجيا..! يجب أن نعرف أيضاً أننا في بلادنا هنا لا نريد أن نقول إلا شيئاً واحداً وهو أن البطل واحد في حضرة كأس آسيا الرابعة عشرة، ظفر بها أم لن يظفر الوطن أو العرب!! وهذا طبعاً ما يسبب فخراً لنا جميعاً لا ألماً في الرأس... وهو ما قرأته لإبراهيم المزولي الذي وهبني خطوي هذا فآثرت تكراره كما يحلو لي...!