تزدهي أزقة وحارات المنطقة التاريخية خلال أيام هذا الشهر الفضيل، بتفاصيل الموروث وأصوات الباعة والمشترين ، وبسطات البليلة والكبدة والسوبيا حيث تشهد المنطقة التاريخية هذه الايام عودة البسطات الرمضانية ومشاهد الأسواق القديمة بعد عامين من الغياب بسبب جائحة كورونا، وتحمل أيام شهر رمضان طابعاً خاصاً لدى كثير من الأسر والأهالي بمحافظة جدة، فأيامه ولياليه تتنوع فيها عادات وتقاليد اجتماعية توارثتها الأجيال ولا زالت سائدة إلى يومنا هذا. وتشهد برحة القزاز نشاط البسطات الرمضانية الخاصة بالاكلات الشعبية ، وتتمثل هذه البسطات لى الكبدة الطازجة والبطاطس المقلية والبليلة والعصائر الرمضانية مثل السوبيا والتوت والتمر الهندي. من جهتهم قال كل من حسن الشمران وذياب الزبيدي اللذين كانا يجوبان البسطات بعوائلهم: لقد افتقدنا البسطات خلال الفترة الماضية الا ان عودتها هذا العام كان مختلفا تماما سواء كان من حيث الموقع أو من ناحية التنوع في البسطات لانه في السنوات الماضية كان الموقع محصورا في برحة نصيف وكان محددا على الكبدة فقط اما الآن فهنا أكثر من صنف تلبي جميع رغبات زوار منطقة البلد والتاريخية سواء كان الكبار أو الأطفال لذلك اتينا بأطفالنا معنا حتى يعيشوا هذه اللحظات الرمضانية الجميلة. محمد المري وباسل فليحان وسفيان عمر وهم من الشباب: قالوا إن الموقع الجديد للبسطات مقارنة بالسابق فإنه كبير جدا الا ان اقبال سكان جدة وزوارها على هذه البسطات جعل هناك كثافة كبيرة على الطلبات حيث انه بالكاد تتمكن أن تسير بين البسطات من الزحام وهذا يدل على الاقبال الكبير على البسطات في شهر رمضان خلاف الأيام العادية لأنه أصبحت من سمات هذا الشهر. وقال بعض أصحاب البسطات إن بسطات الكبدة والبليلة تعتبر واجهة سنوية للعديد من العائلات التي تقوم بهذه المهنة الذين اعتادوا على التواجد في ليالي رمضان مع أبنائهم لتحضير وبيع الكبدة والبليلة. وأشار احد المسؤولين في بسطة شهيرة للكبدة إلى أن تحضير الكبدة يعتمد على مهارات وفنيات لا يجيدها إلا المتمرسون في المهنة، ويبدأ من اختيار نوع الكبدة وسلامتها وينتهي بطريقة طبخها فلكل متمرس طريقته الخاصة في طبخها وطريقة تقديمها للزبائن. مضيفا أن زبائنه يأتون إليه من أحياء بعيدة وهناك أيضا رجال أعمال يأتون إلينا ومعهم بعض الوفود التجارية لزيارة هذه المنطقة وتناول وجبة الكبدة البلدي والعديد من مشاهير الرياضة المحليين مؤكدا أن السمعة هي رأس المال في هذه الصنعة. وبين ان اكثر ما يميز البسطات عن المطاعم المعتادة هو أن الاكل طازج ويقدم في وقته ويشاهد الزبون طريقة اعداده بنفسه. من جانبها قالت سارة مختار صاحبة بسطة في جدة التاريخية لبيع البليلة والمشروبات الرمضانية أنها تعمل في هذا الموقع سنويا منذ سنوات، حيث تبدأ من المنزل ثم تستكمل في نفس الموقع ليقدم بشكل صحي للزبائن ، مضيفه أن معظم زبائنها هم من سكان جدة.