تزامناً مع ذكرى تأسيس مملكتنا الغالية فقد عشنا يوماً عظيماً استذكرنا فيه بكل فخر واعتزاز تاريخ تأسيس هذا الوطن الشامخ، وافتخرنا فيه بالماضي العريق، وبما نعيشه من الحاضر العميق ونستمد منه الإلهام لمستقبل مشرق، بإذن الله. أدام الله على ولاة أمرنا ووطننا وشعبنا نعمة الأمن والأمان. ومع هذه الذكرى المجيدة انطلق دور ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2022م في أغرب نسخة من وجهة نظري؛ من حيث التوزيع والقرعة التي فرضت مواجهات مبكرة على أندية كبيرة، وهذا أيضا أفقدنا بعضهم في الأدوار المتقدمة من البطولة والنهائي. رغم ذلك فإن المهمة اكتملت بتأهل الهلال والاتحاد والفيحاء والشباب وخروج مرير للنصر والأهلي والتعاون والباطن. وقد صاحب هذا الخروج ما صاحبه من الصخب والغضب الإداري والجماهيري الواسع على أحداث المباريات وما صاحبها من أخطاء تحكيمية مؤثرة بشهادة المحللين والمختصين في المجال التحكيمي والقانون الممتدة لمباريات الدوري أيضا. رغم حرص الأندية وتكفل بعضها بدفع تكاليف عالية تصل إلى 4 ملايين ريال في الموسم الواحد تقريباً لجلب الحكام الأجانب؛ للحفاظ على حقوقهم القانونية داخل الملعب التي يرون من وجهة نظرهم أن الحكم المحلي لم يمنحهم إياها؛ إما لضعف مستواه الفني أو لعدم قدرته على إدارة المباريات بسبب ما يتعرض له من ضغوطات أخرى خارج الملعب تجعله بعيد ذهنياً عن حسابات اللعبة وقوانينها وتفاصيلها داخل الملعب. وعليه فقد تنحى الحكم المحلي في أغلب المباريات وأتى الحكم الأجنبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفق رؤيتهم المجهرية وخبراتهم العريضة المنتظرة. ولكن- مع الأسف الشديد- لم نشاهد تلك الفروقات بين الأجانب والمحليين في القرارت التحكيمية وعلى مستوى لقطات غرف (VAR) التي كنا ننتظر منها أن تجعل من المنافسة قرارت عادلة دون أخطاء تحكيمية ولا لقطات جدلية. بل إن التالي أصبح أسوأ من السابق، ولم نشاهد التطور الذي كنا نرجوه ولا المستوى المأمول والمنشود. العبء هنا يقع بالدرجة الكبيرة على لجنة الحكام ومسؤوليها. فهم من يتحمل مثل هذه الأخطاء الكارثية التي أدت بإقصاء فرق من المنافسة بقرارات وصافرات جائرة غير مبالية لما يحدث فيما بعد أحياناً ومرتعشة في أحيان أخرى. كما أنه يكمن الخطأ وللأسف في اختيار بعض الحكام الموقوفين في قاراتهم أو بلدانهم ومسابقاتهم. الأمر الذي أوجد خلافا واسعا مما يدعو للاستغراب!! حيث تم جلب حكام تقنية (VAR) أيضا لا يمتلكون الرخصة وربما أحيانا التقنية نفسها لم تطبق في دورياتهم هناك، ومع ذلك يتم الاستعانة بخدماتهم ولا أعلم هل ذلك من باب تدريبهم لدينا، على حساب رياضتنا أم لسد فراغ الصافرة بأسماء لا ترتقي لدورينا أو لأسباب أخرى نجهلها؟ إمضاء: معرفة القرار الصحيح لا تعني القدرة على اتخاذه!!