بعد غياب أشهر قليلة عن كتابة المقالات لظروف خاصة، استثارني وأعادني للكتابة زيادة تأزم وضع التحكيم لدينا وكثرة المتضررين من الأخطاء التحكيمية، بالرغم من الاستعانة بحكام أجانب وكذلك تقنية (VAR) التي كنا نعتقد، كما كان يعتقد من أقرها في الفيفا، أنها ستقلل من الأخطاء التحكيمية، هذا الحال ذكرني بمثل قديم (جبتك يا عبدالمعين تعيني لقيتك يا عبدالمعين تعان). وكثيراً ما يردد محللو التحكيم والمدافعون عن الحكام بقول «الأخطاء جزء من اللعبة» و«أن الحكم يتخذ القرار في جزء من الثانية» وأعتقد بدخول تقنية (VAR) انتفت هذه المقولات، فالحكام لديهم الوقت والإمكانية لإعادة اللقطة عدة مرات مما يمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح والعادل. لكننا وبعد كل مباراة لفرق للأندية الكبار يكثر الحديث عن الأخطاء التي وقع بها الحكام، والغريب هذه المرة إجماع أغلب محللي التحكيم في البرامج والصحف على تحديد الأخطاء التي لم يتمكن الحكام الأجانب من احتسابها، مما يشكل علامات استفهام؟! ينتج عنها تساؤل كيف لحكم يخطئ في حالات واضحة وسهلة بالرغم من توافر التقنية والمساعدين؟! وكيف كان سيكون أداء هذا الحكم بدون هذه التقنية؟ وهل أدوات التقنية فعلاً مهيأة لمساعدة الحكم؟ تساؤلات كثيرة تظهر على السطح ولا تجد لها إجابة.. كنا نعاني مع الحكم السعودي وبدون الحكم السعودي قبل التقنية وبعد التقنية؟؟ هل الخطأ فينا، أم في الحكام المختارين، أم أن التقنية لم تكتمل أدواتها؟. لا أعتقد الخطأ فينا، فلا يمكن أن يجمع أغلب الأندية على ضعف الأداء التحكيمي في إلغاء أهداف صحيحة أو عدم احتساب ضربات جزاء صريحة أو احتساب ضربات جزاء في أخطاء لا تستوجب ضربات جزاء، أو احتساب أهداف بالرغم من خروج الكرة.. أخطاء بدائية واضحة. لا أجد الحل إلا في جلب حكام وفق معيار يضمن كفاءتهم وجدارتهم بقيادة مباريات في دورينا، توفير كافة أدوات تقنية (VAR)، تقييم الحكام بعد كل مباراة من ينخفض أداؤه عن المعيار المحدد لا يتم استقطابه مرة أخرى، تقديم محاضرات للاعبي الأندية توضح لهم ما لهم وما عليهم في حضور تقنية (VAR).. في حضور العدالة والإنصاف سيرتقي دورينا ونصل للهدف المنشود بإذن الله.