وسط محاولات دولية لتخفيف التصعيد، تتجه أنظار العالم بأسره إلى الحدود الروسية – الأوكرانية، بينما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستدعاء الاحتياط من المواطنين الروس للتدريب العسكري، ما يؤكد عزم موسكو على غزو كييف، التي أكدت أن واشنطن أطلعتها على تقييمات وبيانات إضافية بخصوص خطط روسيا العدوانية، فيما تشهر دولا غربية سيف العقوبات بوجه روسيا حال أي غزو وشيك للأراضي الأوكرانية، إذ شددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن الإجراءات التي ستفرض على روسيا ستكون ذات تأثير كبير، وعواقب وخيمة. وأعلن مسؤول في البنتاغون أن أكثر من 40 % من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مبينا أن الولاياتالمتحدة التي تقدّر عدد القوات الروسية المنتشرة حالياً شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها بأكثر من 150 ألف جندي، رصدت منذ الأربعاء الماضي تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود. وأضاف: "ما بين 40 % إلى 50% من تلك القوات اتّخذت وضعية هجومية، وانتشرت في نقاط تجمّع تكتيكية في اليومين الأخيرين.وأوضح أن نقاط التجمّع التكتيكية هي مناطق قريبة من خط الجبهة تتجمّع فيها وحدة عسكرية قبل شنّ هجوم"، مشيرا إلى أن لدى موسكو 125 كتيبة عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مقارنة ب60 كتيبة في الأوقات العادية و80 كتيبة في أوائل فبراير. وفيما تزداد الأوضاع سخونة على حدود أوكرانيا، عبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس (السبت) عن امتنانه لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن لإطلاع بلاده على تقييمات وبيانات إضافية بخصوص "خطط روسيا العدوانية"، معلنا أن بلاده تستعد للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، فيما تؤكد الولاياتالمتحدة أن موسكو تخطط لغزو وشيك للبلد المجاور. وقال مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس، إنهم لاحظوا زيادة كبيرة في انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، حيث يتواجه انفصاليون موالون لروسيا مع القوات الأوكرانية منذ 2014. وعلى وقع اشتداد الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، تتزايد المخاوف الأوروبية من ارتفاع أسعار النفط والغاز، فيما تلوح واشنطن بعقوبات مؤلمة ضد موسكو، حيث أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، أن بلادها وبالتعاون مع الدول الأوروبية تعد لفرض عقوبات منسقة ضد روسيا في حال غزوها أوكرانيا. وقالت وفقا ل"فرانس برس"، إن فرض العقوبات يهدف بالطبع إلى تكبيد روسيا الكلفة الأكبر"، لكنها أردفت أن تلك الخطوة ستكون لها "بعض التداعيات العالمية"، فيما شددت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، على أن أسس الاتحاد الأوروبي تتعرض لتهديد، مؤكدة أن النظام الغربي يتعرض لاختبار جراء التهديدات الروسية، مبينة أن الناتو أعظم تحالف عسكري في التاريخ، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية في شرق أوروبا ليست للقتال وإنما للدفاع عن الحلف، كما أعلنت أن العقوبات الأمريكية ستستهدف المؤسسات المالية الروسية وقطاعاتها الرئيسية. وتابعت أيضاً أنه سيفرض عقوبات اقتصادية سريعة ومؤثرة بقوة، مهددة بفضح حقيقية حملات مضللة تشنها روسيا في أوكرانيا أمام العالم بأسره. ويرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن الوقت لا يزال متاحا أمام روسيا لتتراجع عن قرار الحرب في أوكرانيا، مشددا على أنه على موسكو أن تعرف جيدا حجم التداعيات التي ستحدث إذا غزت كييف. وقال: "روسيا تصر على مطالبها رغم أنها تعرف أننا لن نوافق عليها"، مُجدِدا الالتزام الثابت لأعضاء الحلف بحماية بعضهم البعض، محذرا موسكو من أنها ستحصل على المزيد من قوات الناتو في سعيها لخفض وجود الناتو على حدودها. فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس، الحلفاء إلى "الوحدة" في مواجهة التهديدات الروسية بغزو أوكرانيا، مؤكداً أن الحشود الروسية على حدود أوكرانيا تهدد أوروبا. وقال جونسون "يجب أن نتّحد لمواجهة هذه التهديدات"، مشيرا إلى أن العقوبات التي ستفرضها بريطانيا على روسيا في حال هاجمت أوكرانيا ستجعل "مستحيلا" على موسكو الوصول إلى الأسواق المالية في مدينة لندن، مبيناً أنه لابد من ضمان وجود بدائل للغاز والنفط الروسي لأوروبا. وأشار إلى أنه "في حال غزو أوكرانيا، فإن الصدمة ستتردد في كل أنحاء العالم"، محذرا من تأثير ذلك على تايوان، مبينا أن الحشود الروسية على حدود أوكرانيا هي تهديد لأوروبا. إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن روسيا تكذب بشأن مزاعمها عدم التدخل عسكريا والتوغل في بلادنا، مشيراً إلى أن أوكرانيا ترغب في السلام. وأضاف: سندافع عن بلادنا بدعم من حلفائنا أو بدونه، ولا نريد إراقة الدماء، واصفا الأزمة الحالية مع روسيا بأنها "الكبرى منذ الحرب العالمية الثانية".