وسط تزايد التحذيرات الدولية المتواصلة من خطر الغزو الروسي لأوكرانيا، صعّدت موسكو لهجتها بالتأكيد على أنها مستعدة لفتح النار على أي سفن أو غواصات أجنبية تدخل مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة. وأكد مسؤول عسكري روسي، وفقا لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن أي قرار من هذا القبيل لن يُتخذ إلا على أعلى المستويات، وذلك بعد تأكيد موسكو مطادرتها غواصة أمريكية من طراز "فيرجينا" خارج مياهها الإقليمية قبالة جزر الكوريل، بينما نفت واشنطن ذلك، ما يعني أن التصعيد بلغ مداه بين البلدين بسبب الأزمة الأوكرانية، فمسألة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو يشكل أحد أهم الأسباب التي تزعج موسكو، والتي دفعتها خلال الفترة الماضية إلى حشد الآلاف من الجنود على الحدود مع جارتها، وهو ما أغضب أمريكا والغرب، فيما تتمسك كييف بهذه النقطة، وتعتبرها حيوية، حيث جدد متحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الاثنين)، التأكيد على أن مساعي الانضمام للأطلسي والاتحاد الأوروبي منصوص عليها في دستور البلاد، وستظل أولوية مطلقة. وتتهم واشنطنموسكو بحشد أكثر من 100 ألف جندي على الحدود، بما ينذر بغزو وشيك للأراضي الأوكرانية، في حين ينفي الروس تلك الاتهامات، معتبرين التحذيرات الأمريكية، مطالبين في الوقت عينه بتقديم ضمانات أمنية تهدئ مخاوفهم، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ووقف توسّع الحلف شرقًا، وهو ما يرفضه الأخير. وفي ظل التهديد المباشر من روسيالأوكرانيا، عززت حكومة كييف الدفاعات السيبرانية، وأغلقت محطات التلفزيون التي وصفتها بقنوات الدعاية التحريضية، بينما أدى التحشيد العسكري الروسي إلى تجميد العديد من المستثمرين لمشاريعهم، كما سحبت ملايين الأموال من البلاد، فيما يقف الغرب خلف كييف داعما إياها بالسلاح، وملوحا بالعقوبات ضد موسكو في حال أقدمت على غزو الجارة. من جهته، يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن هناك فرصاً لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، في وقت يخشى فيه الغرب أن تتحول التوترات إلى صراع مسلح، مضيفا أن فرص الحوار لم تستنفد، مبينا أن هناك نية للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن والناتو حول محاور مقترحات روسيا الأمنية، وهو ما تشكك به أمريكا وأوروبا. إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن الوضع بشأن أوكرانيا خطير للغاية، مشيراً إلى ضرورة أن يتحد الغرب في مواجهة أي تهديد ضدها، مؤكدا أمس أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التراجع عن الهاوية. مشيرا إلى ضرورة فرض عقوبات قاسية على روسيا. وأضاف: لا يمكن التخلي عن حق أوكرانيا السيادي بالانضمام للناتو. يأتي ذلك فيما يعتزم جونسون زيارة أوروبا مجدداً هذا الأسبوع لمواصلة جهوده الدبلوماسية لتهدئة الأزمة المتعلقة بالملف الأوكراني، وفق ما أعلن مكتبه. وسيتحدث جونسون في الأيام المقبلة إلى عدد من القادة حول الوضع الحالي، ويعتزم التوجه إلى أوروبا مرة جديدة في نهاية الأسبوع. وقبل أسبوعين، كان قد توجه إلى كييف لتقديم دعمه لأوكرانيا. وحذرت بريطانيا أمس، مجدداً من مسألة الغزو الروسي للجارة الغربية، إذ قال وزير الدولة بوزارة الدفاع جيمس هيبي، إن هجوما روسيا "قد يحدث فعليا دون سابق إنذار"، مضيفا أنه بات وشيكا للغاية، مؤكدا أن المملكة المتحدة تتعامل بجدية شديدة مع تقارير احتمال حدوث غزو غدا.