يبدو أن عروس البحر الأحمر، ماضية لتكون مدينة الرفاهية، ومرفأ السعادة، في ظل الحراك الذي ينتظمها ضمن مشاريع الأنسنة وجودة الحياة، المطلقة من قبل أمانة جدة بهدف زيادة نصيب الفرد من المرافق الترفيهية والمسطحات الخضراء بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 488 مليون ريال، وذلك ضمن المبادرات التطويرية للخدمات البلدية وتحسين جودة الحياة والتي تعد إحدى مستهدفات رؤية المملكة 2030، لتصبح جميع المدن صديقة للإنسان، وألا تكون عبارة عن كتل إسمنتية، بل ينبغي أن يسعى جميع المختصين لتعزيز البعد الإنساني في جميع مشروعاتهم لتطوير المدينة، وجعلها أكثر جاذبية. وكشفت أمانة محافظة جدة، أن من أبرز مشاريع الأنسنة الجاري تنفيذها في أنحاء المحافظة مشروع تطوير الواجهة البجرية بأبحر بقيمة تجاوزت ال 229 مليون ريال، والذي سيضيف قيمة سياحية لعروس البحر الأحمر حيث سيوفر ساحات ومناطق ترفيهية وشواطئ رملية وممشى ومسطحات خضراء، وتطوير كامل للبنية التحتية، بالإضافة لإتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الجاذبة، كما تشمل مشاريع الأنسنة تطوير حديقة الأمير ماجد، التي ستوفر متنفسا كبيرا للسكان والزائرين حيث أنها مصممة وفق أعلى المعايير والمواصفات وسط بيئة ترفيهية آمنة وجاذبة، وستضم في عناصرها أكبر منطقة ألعاب أطفال في المدينة على مساحة كبيرة تصل ل 8 ألاف متر مربع مدعومة بجميع الخدمات العامة والذكية، كما تتكون الحديقة من مسطحات خضراء ودورات مياه وناد رياضي وساحات عامة ومواقف سيارات، إضافة للنوافير والمطاعم وأماكن مخصصة للعناية بالطفل، كما بينت الأمانة أنها تعمل على تنفيذ مشروعين لعدد من ممرات المشاة في جنوب وشرق وشمال المحافظة لتحفيز السكان والزائرين على ممارسة رياضة المشي وتعزيز الصحة العامة من خلال توفير مساحات ومواقع خاصة وآمنة، لتضاف إلى 24 ممشى جرى تنفيذها تباعا في أنحاء جدة. وأوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكةالمكرمة المهندس سعيد جار الله الغامدي، أن هناك الكثير من المشاريع مثل السياحة الريفية والزراعية، بالإضافة إلى المتنزهات الوطنية وتحسين البيئة البحرية، للمساهمة في جودة الحياة وتنمية المجتمع، لتحقيق جزء من تطلعات أبناء المنطقة وقياداتها لتكون بمثابة وجهة سياحية مميزة، مما يعزز قطاع السياحة والترفيه في المنطقة الغربية على الخريطة السياحية، مؤكداً تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهيه والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية. من جهته، توقع الخبير العقاري خالد بن عبدالعزيز الغامدي، أن تصبح عروس البحر الأحمرجدة، من أكثر مدن العالم جذباً للسياح خلال السنوات القليلة المقبلة، عطفاً على المشاريع الكبيرة التي يجري العمل عليها، الهادفة إلى زيادة نصيب الفرد من المرافق الترفيهية والمسطحات الخضراء، وآخرها مشاريع الأنسنة التي أعلنت عنها أمانة جدة، مشيراً إلى أن العمل على تحسين جودة الحياة وأنسنة المدن يصب في مصلحة سكان العروس من مواطنين ومقيمين في المقام الأول، وينعكس على زائريها الذين يصلون إلى أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً، مع توقعات بأن يصبحوا 30 مليوناً بحلول عام 2030 مع اكتمال مبادرات رؤية المملكة، وباعتبار جدة البوابة الرسمية للحرمين الشريفين والممر الطبيعي لكل الزائرين والمعتمرين والحجاج. ولفت إلى القيمة السياحية الكبيرة التي ستضيفها المشاريع الجديدة، خصوصاً ما يتعلق بتشجير المحاور الرئيسية للمدينة، وتحسين الصورة الحضارية والبصرية للمدينة الساحلية العريقة التي تكتنز بمجموعة كبيرة من المقومات، حيث تمتلك أفضل شواطئ المملكة وأنقاها ومنتجعات شاطئية توفر لنزلائها إقامة راقية، وفرص رائعة لممارسة أكثر الرياضات المائية مُتعة وإثارة، علاوة على مناطقها الأثرية والسياحية العريقة التي تحمل عبق التاريخ وسط المدينة، والملاهي والمُنتزهات الترفيهية ومراكز التسوق والمتاحف التراثية والفنية مع الكثير من دور العبادة ذائعة الصيت، حيث ينتظر أن تساهم المشاريع الجديدة في نقلة حضارية وسياحية مهمة لعروس البحر وسكانها، وتعزز من مكانتها في صدارة المدن السياحية بالمملكة ودول الخليج. ولفت نائب رئيس طايفة العقاري بمحافظة جدة مسفر بن خير الله، إلى أن أكثر ما أبهجه في المشاريع الجديدة التي أعلنت عنها أمانة جدة لتعزيز أنسنة المدينة وتحسين شكلها الحضاري، الالتفات إلى حديقة الأمير ماجد حديقة الأمير ماجد التي تتوسط عدد من الأحياء العامرة بالسكان، حيث ستكون أحد أبرز معالم التطوير الجديد، لتوفر متنفساً كبيراً للسكان والزائرين، لاسيما أنها بالفعل مصممة وفق أعلى المعايير والمواصفات وسط بيئة ترفيهية آمنة وجاذب، مؤكداً أن المشاريع الجديدة تحقق أمال وأحلام المدينة التي تستحق أن تكون عاصمة للسياحة العربية. في السياق ذاته، قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد والمستشار الاقتصادي عبدالله المغلوث، إن المدن هي مراكز الإبداع والتقدم الاقتصادي، ولكنها تواجه أيضا الكثير من التحديات البيئية نتيجة تلوث الهواء والجو، والأخطار المناخية والمتعلقة بالمياه، لذلك تأتي مشاريع جدة الجديدة لتحسن جودة الحياة وتحقق الرفاهية.