عزمت أسرته منذ أن كان طفلاً على ضرورة ان يكمل عوض دراسته رغم صعوبة الحياة وشظف العيش والعمل من حرث وزرع وحصاد ورعي وحراسة الذرة الهندية في ارض جده الواسعة. وتحقق الحلم وعاد الابن الى المملكة من الولاياتالمتحدةالأمريكية حاملا الدكتوراه في الهندسة الكهربائية ومعها رؤيا الجارة وفضل أم لن ينساه ابدا باعتبارها المهندس والمرشد والربان الحقيقي لسفينة حياته. وفي حواره ل «البلاد» يتذكر الاستاذ الدكتور عوض بن خزيم الاسمري – مدير جامعة شقراء وعضو مجلس الشورى السابق – ايام طفولة قاسية كان يعمل فيها 14 ساعة يوميا بوجبة في الضحى وعشاء لا يتجاوز قرص خبز في حجم قبضة اليد ونظرة دونية من اقارب ومحيطين لأنه لا يملك سيارة ولا يهدي ولا يتجمل. هذا الحوار تطرق ايضا الى ايام عمله الاكاديمي وفترة عضويته بمجلس الشورى وبعض قضايا الوطن. البدايات كانت في قرية (عطف بن قرضان) في بلّلسمر .. يبدو أنها كانت صعبة لدرجة أن البعض كان يأخذ عليك استمرارك في التعليم وعزوفك عن الوظيفة ..حدثنا عن ملامح هذه البدايات ؟ وكيف كانت الحياة في قريتك ؟ وكيف تقارنها بالحياة الآن ؟ حالنا في تلك الفترة حال الكثير من الناس .. الذين أدركوا صعوبة الحياة حين ذاك، وشظف العيش وخشونته .. فقد كنتُ – في بداية حياتي – أسكن مع الوالدة -حفظها الله- وفي كنفها ، مع العم مسفر بن علي بن غانم في قرية الصدر – مركز حوراء إلى أن انهيتُ المرحلة الابتدائية. وكنت خلالها أزور بيت الوالد خزيم وأقضي بعض الوقت مع عمي حسن بن علي بن سرور آل مارد ،وأبنائه وأخي من الوالد علي بن خزيم. وفي المرحلة المتوسطة غادرت بيت الوالدة تماماً وعشت مع العم حسن -رحمه الله- في قرية عطف بن قرضان بوادي خرص. ولكن افتقدت أُمي كثيراً ، وافتقدت عطفها وحنانها وأكلها ورعايتها. نعم أصبحتُ أنا المسؤول تماماً عن نفسي. وَكَثُر علينا الشقاء والعمل ، من حرث للأراضي الواسعة التي يملكها جدنا ، والحصاد ، والرعي ، ومراقبة الذرة الهندية؛ خلال فصل الصيف ؛ خشية الطيور أنْ تفسدها ، لذا نقضي أكثر من (14) ساعة يوميًا لحراستها وحفظها من الطيور ، من بعد صلاة الفجر مباشرةً إلى ما بعد غروب الشمس. مع حرّ النهار وطوله ، وتحت اشعة الشمس المحرقة. والطعام حينها وجبةٌ واحدةٌ ؛ تأتينا وقت الضحى (حوالي 9 صباحاً). والأخرى مساءً..قرص صغير لا يتعدى حجم عجينة قبضة اليد ،ونادراً ما يصحبه براد صغير أو فنجان شاهي إن وجد. كانت الحياة صعبة جداً في معيشتها ، ولكنها بسيطة في تفاصيلها ، وحال النّاس فيها -جميعاً-يكادُ أن يكون متقارباً. درست المرحلة المتوسطة في مركز بلّلسمر ، ولبعده عن قريتي استأجر لي العم حسن سكنا ب (10) ريال في الشهر. كنت آنذاك أغسل وأطبخ وأنظف ، وأعتمد على نفسي إلى أن أنهيت المرحلة المتوسطة ، بعدها انتقلت إلى الرياض ودرست في ثانوية اليمامة ، وبعض من زملائي من أبناء حوراء توظفوا وبدأَ يظهر عليهم حال الترف البسيط ، حيث يأتون لأهلهم بالهدايا ، والبعض لديه سيارة ؛ وهذا حمّلني عبئاً كبيراً عندما كنت أدرس بجامعة الرياض-آنذاك- وحاليّاً (جامعة الملك سعود) ، عندما أقضي إجازة الصيف في عسير ، وبالتحديد في شمال بللسمر . حيث كان هناك من أفراد الأسرة والقبيلة من ينظر إلينا نظرةً دونيّة، إذ لا نملك سيارةً ولا نستطيع أن نهدي أو نتجمل مثل أقراننا الذين توظفوا حينذاك ، ولم يكملوا دراستهم. وكان ذلك بالتحديد في عام 1399ه. في عام 1400 و 1401 ه عملتُ متدرباً في شركة كهرباء عسير ، واستطعت أن أكسب بعض المال ، وألحقُ بركب المتجمّلين بالهدايا كما ذكر بعض الأصحاب والأقارب. واستطعتُ أنْ أشتري سيارةً صغيرةً (جديدة) من جدة اسمها 140Y بمبلغ زهيد قدره 8 الاف ريال فقط. وبعد التخرج من كلية الهندسة وبالتحديد في عام 1403ه. اشتريت سيارة أخرى جديدة من الوكالة موديل 1983 مازدا باب واحد بمبلغ 18 الف ريال فقط. قد يصل سعرها حاليا حوالي 120 الف ريال. الخنجر والعلم حدثنا عن دور الوالدة في حياتك ؟ وهل تتذكّر رؤيا إحدى الجارات ؛ التي رأتك تحمل خنجرا من ذهب ؟ وكيف فسَّره أحد مفسري الرُّؤى للوالدة ؟ وهل كانت هذه الرؤيا هي التي قادتها لأن تدفع بك في مسار العلم حتى قمتَّه ؟ الوالدة أطال الله في عمرها ، وأصلح عملها ، وحفظ لها صحتها وعافيتها ؛ هي المهندس والمرشد والموجه الحقيقي لنا. بل هي الربان الحقيقي لسفينة حياتي. حقاً اقول لولا الله ثم حرص الوالدة ودعاؤها ، وحسن توجيهها لنا ، لَمَا أكملتُ المرحلة الابتدائية. وبالنسبة للرؤيا ؛ فقد رأت إحدى جاراتها -رحمها الله – في المنام أنّي لابِسٌ خنجراً جميلاً ، فذهبت الوالدة إلى أحد العلماء ومفسري الرؤيا في حينه وذكرته له. فأجابها أن ابنك هذا سيصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان. طبعاً كانت الرؤيا وعمري لا يتجاوز 4 او 5 سنوات. وذكرت لي والدتي الرؤيا وأنا أدرس في المرحلة المتوسطة. وتذكرني بذلك عندما أشكو إليها صعوبة الدراسة ، الأساتذة . بل كدت أن أكتفي بدرجة الماجستير وأعودُ إلى المملكة من أجلها ؛ لأني كنتُ أعتقد أنَّها بحاجتي في تلك المدة ، إلا أنها رفضت وطلبت مني إكمال دراستي. وهذه لها قصة وحكاية يطول سردها هنا. قصتي مع الماجستير والدكتوراه «رحلتي إلى أمريكا .. ذكريات وخواطر « .. كتاب يلخص رحلتك إلى أُوهايو التي عدت منها بالماجستير في الهندسة الكهربائية (1986) ودكتوراه في نفس التخصص (1991).. ما أبرز محطات هذه الرحلة على المستوى الشخصي والإنساني والعلمي ؟ في هذه الرحلة مكثت بعض الوقت في عدة جامعات ومنها جامعة ولاية أوهايو وجامعة توليدو ، ومعهد فرجينيا التقني، والذي له قصة خاصة أوردتها في كتاب سيصدر قريباً بإذن الله . وخلال هذه الرحلة استطعت أن أُساعد عدداً من طلاب مرحلة الماجستير العرب في الحصول على دعم ومرتبات شهرية من مشرفي السابق على درجة الدكتوراه. وقد أرسلت له مقترحاً بحثيّاً وهو بدوره قدمه لمعمل ناسا لويس للأبحاث (NASA Liwes Research Center ) في مدينة كليفلاند ، وطلب مني الحضور لمزيد من الدراسة والبحث. وفعلًا اخذت سنة تفرغ علمي ، وقضيت جزءاً منها في معمل الاتصالات بجامعة توليدو ، وأشرفت على عدد من الطلاب الذين ألحقتهم بفريق البحث ، وكانت لفتةً إنسانية كبيرة ؛ لأنهم كانوا يدرسون على حسابهم، فأصبحت الجامعة تدفع لهم رواتب، وإضافةً إلى ذلك أعفتهم من الرسوم الدراسية. وفي المجال العلمي تم نشر عدد كبير من الأبحاث في مجلات علمية عالمية ؛ ذات مستوى عالٍ أو ما يعرف بعامل تأثير عالٍ. وكان شرفا لنا كبير في حينه أن تُذكر جامعة الملك سعود والمملكة العربية السعودية في مجلات علمية راقية ومؤتمرات عسكرية. عدت من أمريكا لتنضمّ إلى السلك الأكاديمي في أكثر من جامعة إلى أن أصبحت وكيلاً لجامعة الملك سلمان للدراسات العليا والبحث العلمي وأسهمت في تأسيس كلية الهندسة بالجامعة .. كيف تقارن بين البحث العلمي وميزانياته ومخرجاته في ذلك الحين والوقت الآنيّ ؟ هذا سؤال ممتاز ويدل على ادراك لتطور البحث في المملكة . وباختصار شديد، الباحث قبل عام 1996م، يتحمل جميع أعباء نشر الورقة العلمية وعرضها في المؤتمرات، والموافقات على السفر إلى المؤتمرات تأخذ وقتا طويلا ؛ وقد تأتي الموافقة بعد انتهاء المؤتمر، وفي حال الموافقة لا تتحمل الجامعة إلاّ تذكرة واحدة (سياحية)، وبدون انتداب أو مكافأة. وقد وفّقت بفضل الله في نشر عدد كبير من الأوراق العلمية ؛ وفي مجلات علمية متقدمة ؛ ولم نتقاض عليها شيئاً . ولكن بدايةً من عام 2007م وما بعد بدأ الدعم للبحث والتطوير ودعم لأبحاث الطاقة والنانو والاتصالات وفي المجالات العلمية والحاسوبية والطبية، ونتيجةً لذلك حقّقت بعضُ الجامعات مستوياتٍ متقدمة عالميّاً ، وتم إدراج المملكة في عدد من المحافل الدولية ومنظمة قياس الأداء ، وحصلت على مراكز متقدمة. بل أصبحنا الآن-بحمدالله- نجني ثمرات ذلك ، عن طريق التطبيقات المختلفة ، وفي مجال الحكومة الإلكترونية والإنترنت وصد هجمات السايبر ، وحققنا تقدم في أمن المعلومات ، وفي المجالات الصحية وفي مجال الطاقة البديلة وكفاءة الانفاق على المشاريع وغيرها. كل هذه نتيجة للدعم ألاّ محدود للجامعات ومراكز البحث المختلفة. اعظم محطات العمر اختِرتَ عضواً بمجلس الشورى ( 2012 – 2016 ) .. ماذا أفادتك تجربة الشورى ؟ وماذا قدمت فيها ؟ بصراحة محطة مجلس الشورى كانت منعطفاً عظيماً في حياتي، ومن أعظم محطات العمر . فقد كان لدينا خبرة في التجارب العلمية والأكاديمية والبحثية، ولكن مجلس الشورى صقلني فكرياً وقانونياً وأعطاني تجارب حقيقية من واقع الحياة، وتعرفت على شخصيّاتٍ وقامات من أبناء وطني الأفذاذ المخلصين والمبتكرين. وسافرت إلى كثير من دول العالم ، وقابلتُ مسؤولين من البرلمانيين والقادة والوزراء واستطعت أن أُكوِّن صداقات إنسانية واجتماعية وسياسية بعيدة عن الأبحاث الأكاديمية البحتة والتجريبية ؛ والتي تعتمد على (صح – خطأ ) ، (صفر – واحد)، (نعم – لا). استطعت في مجلس الشورى أن أرى جميع الألوان المتدرجة فيما بين الأبيض والأسود. أو ما يطلق عليه المقياس الرمادي ، والذي يوجد به أكثر من 1024 لوناً. اما بالنسبة لِمَا تم تقديمه في مجلس الشورى فقد وفقني الله إلى المشاركة في عدة لجان خاصة وعامة ورئاسة البعض منها ، والبعض نائباً للرئيس. كما شاركتُ بمقترحات منها ما تم قبوله من خلال المجلس ، ومنها ما تبنّتْهُ جهات خارج المجلس. كما تقدمتُ بعدد كبير من التوصيات والتي -بفضل الله- أصبحت إدارات وجهاتٍ فاعلة ؛ منها الأمن البيئي ، ونظام المتنزهات ، وتعديل نظام الجرائم المعلوماتية ، وغيرها في مجال التعليم والتطوير والبحث. وكنت ضمن الفريق الذي أشرف على استراتيجية مجلس الشورى ، وهذا أكسبني خبرة جيدة ساعدتني فيما بعد في الإشراف التَّام على استراتيجية جامعة شقراء. مدارس بنات بللسمر قبل 150 عاما من بين كتب عديدة لك ذات صلة بتخصصك العلمي يبدو متفردا كتابك التاريخي عن منطقة عسير (بللسمر) الذي يتناول الحياة السياسية والفكرية خلال ال 250 سنة الماضية .. ما الرسالة التي يحملها الكتاب ؟ بدأت الكتاب من فترة طويلة جداً ، منذ أكثر من (25) سنة، وهو في الغالب يعتمد على ما تم تسجيله وتوثيقه من كبار السن رحمهم الله جميعاً، وكون مادّته مجموعة من باب الهواية وحبي للتاريخ فقط، فقد تأخرت كثيراً في طباعته. لكني أعطيت بعض الوثائق والأشرطة لعلماء وباحثين وطلاب بكالوريوس وماجستير. وتم نشر جزء بسيط من الكتاب. لكني كنت مهتماً في التعليم والأنساب. لبعض العشائر التي تجاوبت معنا. والحقيقة التي أَكاد اجزم بها أنّني شملت أكثر من نصف بللسمر بما يخص هذين المحورين. وكنت حريصاً جداً على التوثيق (التسجيل الصوتي) من خلال الثقات في كلّ قرية أو بطن أو فخذ أو عشيرة ، كما أنَّ لديّ مكتبة سمعية جيدة عن تاريخ التعليم في بللسمر ، والطب العربي ، ونسب بعض الأسر ، وتاريخ آبائهم وأجدادهم. ومن باب السّبق العلميّ والإعلاميّ الموثّق أقول لك: كان هناك مدارس بنات في بللسمر ؛ قبل أكثر من مائة وخمسين سنة ، وعلماء كان لهم حلقات في المدينةالمنورة ، وكتب مخطوطة بأيدي علماء من بللسمر ،كذلك الكتاب يشتمل على علم مُتقدم في القرون الماضية عن هندسة القنوات ، وتصريف السيول في المدرجات والتي يعتمد عليها المزارع في قوت يومهم، والتي بنيت من مئات السنين. ويحتوي على أشعار قديمة تصف الحال والحياة في تلك الفترة ، ولكن تم نشر بعض هذه الاشعار من قبل مؤلفين رغم أن البعض منهم لم يشر إلى أنّني المصدر الأساسي، مع أنني من أعطاه شريط التسجيل. ولكن الشيء الذي أفخرُ به كثيراً ، وأهتم لحفظه هو الأنساب ، وقد استقيتُها من ثقات وسبق أنْ طُلِب مني هذا الكتيب من جهات رسمية ، وذات اختصاص في الدولة ، وتمَّ تزويدهم بما سبق جمعه لبعض بطون وأفخاذ وعشائر قبيلة بللسمر السراة والبادية. كيف تقيم معاليكم تجربة استقلالية الجامعات ؟ وكيف تراها مستقبلا؟ التجربة جديدة ولم تطبق في معظم الجامعات كما خطط لها بعد. ولكن النظام يخدم الجامعة في تنويع مصادر دخلها وفق موقعها وتخصصاتها وعلمائها ومستوى طلابها. لكن لا تزال الدولة هي الراعي الحقيقي لميزانيات الجامعات ، ولن يتم الاستقلال التام وعدم الاعتماد على ميزانيات مخصصة من وزارة المالية إلاّ بعد فترة من الزمن. وفي اعتقادي الخاص أن هذه فرصة كبيرة للجامعات كي تعيد أولوياتها في إنفاق ميزانيتها. وإعادة هيكلة الجامعات والكليات والاقسام والتخصصات وفق رؤية 2030 ، ووفق سوق العمل ووفق التوجهات المستقبلية في اقتصاد المعرفة. حيث أن هناك تخصصات ستختفي في القريب العاجل ، وهناك تخصصات سيحتاجها سوق العمل. المملكة بادرت وفي الاتجاه الصحيح، بإعادة هيكلة التعليم . وهذا من أهم الأولويات في الدّول والمجتمعات المتقدّمة . وأهم ميزات هذا النظام أنّه يساعد على ترشيد الإنفاق . الجميع مع نظام الجامعات الجديد، ولكن يجب أن يكون هناك آلية واضحة لكل جامعة وفق ظروفها المكانية والعلمية والأكاديمية لصرف ميزانيتها المالية على مشاريع ذات جدوى اقتصادية. قطاع النقل والبنية التحتية الاستراتيجية الوطنية للخدمات اللوجستية التي أعلن عنها سمو ولي العهد مؤخرا..الى اين تقود المملكة والاقتصاد السعودي ؟ يعتبر قطاع الخدمات اللوجستية أحد المحاور الرئيسية في برامج رؤية المملكة 2030 والذي يتمثل في زيادة مساهمة قطاع النقل والخدمات اللوجستية في إجمالي الناتج المحلي الوطني، والذي يبلغ حالياً حوالي 6%. وذكر سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير محمد بن سلمان أن المستهدف في الاستراتيجية الوطنية للخدمات اللوجستية زيادة إسهام قطاع النقل إلى 10% بحلول عام 2030م. وهذا القطاع مهم جداً لزيادة مساهمة القطاع في إجمالي واردات الميزانية حيث انه يعتبر من القطاعات التي اكتملت بنيتها التحتية بما يزيد على 90٪ تقريباً. تثبيت العدالة المجتمعية في عسير مؤخراً شكل الأمير تركي بن طلال لجنة السلم المجتمعي التي ساعدت أجهزة الدولة ومنها الإمارة في حل عدد من القضايا كيف تصفون هذه التجربة؟ المشهد الحضاري المجتمعي الذي أشرف على كل تفاصيله سمو سيدي أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال وسانده فريق عمله , يتميز بالبعد الوطني وثقافة اجتماعية متجذرة ، من أجل إرساء السلم المجتمعي بمنطقة عسير . حيث أن من أبرز أعمال لجنة السلم الاجتماعي في عسير هو تثبيت العدالة المجتمعية وترسيخ القيم والأخلاقيات ومد الجسور بين أبناء المجتمع ، والمصالحات التي تقوم على العدل والمساوة بين شرائح المجتمع ، وبالتالي يرتفع توازن إعطاء الحقوق والالتزام بالواجبات . أحن لقاعة المحاضرات بعد انتهاء فترة تكليفكم مديرا لجامعة شقراء هل تشعر بالحنين الى قاعة المحاضرات ؟ وكيف تشبع هذا الحنين ؟ نعم أتمنى ان أعود الى الجامعة للتدريس والإشراف والمشاركة في مسيرة التعليم الجامعي كما كنت سابقاً. وسبق ان قلت هذا عندما كنت مديراً لجامعة شقراء. حيث قلت « لو لم اكن مديراً لهذه الجامعة لعملت كعضو هيئة تدريس «، وهذا والله شرف عظيم لي أن أدرس طلاب الجامعات فهم مستقبل الأمة ، ووقود مستقبلها، وهذا هو عمق تخصصي الذي مارسته عدة عقود من الزمن.
السياحة صناعة معاليكم ممّن واكب تطورات ومتغيرات السياحة الداخلية والتي انطلقت من عسير كيف ترى امتداد هذه التجربة كصناعة على مدى عمرها والسياحة كمصدر من مصادر الدخل ..؟ السياحة صناعة وطنية، وهي من مستهدفات رؤية 2030، ولكن سبق وأن عرضت تغريدة عن السياحة في أبها وكانت التعليقات ملفته للنظر .. الكثير يشتكي من غلاء الأسعار وخصوصا السكن وعدم وجود خدمات مناسبة . ولكن أعتقد أن الآن تسير إلى أحسن .. وعدد المصطافين من داخل المنطقة وخارجها في ازدياد كبير .. زرتُ السودة مرة أو مرتين فكانت مزدحمة كثيراً بالزوار، وهذه ظاهرة إيجابية، وقد يكون أحد الاسباب جائحة كورونا. التعليم المدمج كيف يقيم معاليكم تجربة التعليم عن بعد في زمن كورونا؟ التجربة ذات شقين إيجابي وسلبي. الإيجابية في ذلك تطبيق تجربة التعليم عن بعد. وقد أنفقت الدولة رعاها الله ملايين الريالات تصل الى ترليونات الدولارات، وكانت هذه الجائحة اختباراً حقيقيّاً لمدى استعداد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والعام والخاص لهذه الجائحة. وقد نجحت التجربة في ظلّ وجود جائحة كورونا ولله الحمد . لأنّ التعليم عن بعد ساعد في عدم انتشار الفيروس. ومع ضرورة التعليم الجامعي المباشر لبعض المواد، ولا يمكن تغطيته عن بعد، أعتقد أن المستقبل سيفعل التعليم المدمج في كثير من التخصصات. وسيكون هناك تخصصات ومواد عن بعد ، وبعض التخصصات ستكون تفاعلية ومباشرة كما كان عليه الحال قبل الجائحة وخصوصاً في المجالات الصحية، والهندسية ، والتطبيقية.