ينتهج "حزب الله" اللبناني وحلفاؤه في السلطة بقيادة الرئيس ميشال عون، نهج "تكسير مجاديف" رؤساء الوزراء المكلفين بتأليف حكومة الاختصاصيين، لمعرفتهم بأن هذه الحكومة ستقطع عليهم طريق الفساد والإجرام والإرهاب، ما يجعلهم يضعون المتاريس أمام كل رئيس حكومة مكلف، ليواصلوا إدارة البلاد كما يشتهون دون عوائق لمخطط إيران في لبنان والمنطقة بشكل عام، فالحزب الإرهابي ومعاونيه ما هم إلا أدوات يحركها الملالي في الاتجاه الذي يريد. وكلما أعلن عن رئيس جديد مكلف لتشكيل الحكومة على مدى السنوات الماضية، حاصرته متاريس تحالف "عون – حزب الله"، ولم يتمكن من إكمال المهمة التي جاء من أجلها، تاركاً منصبه لغيره، دون أن ترى الحكومة النور، ولايزال آخر رئيس حكومة مكلف يدور حول نقاط الخلاف ذاتها التي واجهت سلفه سعد الحريري ومن قبله مصطفى أديب، ما يؤكد بجلاء أن الخلل ليس في الرؤساء المكلفين، إنما في سياسة حزب الله وأعوانه، الذين يريدون السيطرة على مفاصل الدولة لتنفيذ ما يطلبه الملالي. وكشفت تقارير لبنانية أن الرئيس ميشال عون حاول إبعاد نفسه عن دائرة الاتهامات المرتبطة ب"تعجيز" مهمة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، مؤكدة أن عون طلب الحصول على 12 وزيراً من أصل 24 في الحكومة الجديدة، بينما ينكر الرئيس اللبناني ذلك ويزعم أن ما ورد ليس صحيحاً، في حين أن المفاوضات مع الرؤساء المكلفين سابقاً أشارت إلى المطالب ذاتها. ولفتت تقارير حديثة، إلى أن ميقاتي فوجئ في الجلسة الأخيرة لمفاوضات التأليف بوجود نية لدى عون للانقلاب على ما تعهّد به في الجلسة التي سبقتها، من خلال مطالبته بنصف أعضاء الحكومة، ما اضطره إلى تجميد البحث في توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف بعدما قدّم له تصوراً أولياً في هذا الخصوص. سياسات تحالف "عون – حزب الله"، خلقت أزمات خارجية وداخلية للبنانيين، إذ تمتنع جميع الدول عن تقديم الدعم لبيروت مالم تلمس إصلاحات حقيقة لتحسين الوضع الاقتصادي، بينما الشعب يعاني في انتظار تنازل السياسيون عن أطماعهم وتبعيتهم لإيران لأجل المصلحة العامة، فالكل يعاني أوضاعاً معيشية صعبة قبل وبعد انفجار مرفأ بيروت، إذ يشكو الصيادون من عدم توفر الوقود لتشغيل مراكبهم، بينما اشتعلت الخلافات بين المواطنين داخل محطات الوقود لدرجة القتل للحصول على البنزين والجازولين، كما تمضي الأوضاع الأمنية من سيئة إلى أسوأ بسبب إجرام المنتمين إلى "حزب الله". أوضاع لا تسر في لبنان، بسبب حزب إرهابي متعنت يعاونه سياسيون يعملون وفق مصالحهم، ويتبعون ماتريده طهران، ولا يدري اللبنانيون متى وكيف سيكون الخلاص، مطالبين دوماً بإنهاء السيطرة الإيرانية على القرار الداخلي ليعيشوا أحراراً بعيداً عن التبعية للملالي.