قالت مصادر في الأكثرية الجديدة في لبنان، إن استئناف الاتصالات حول تأليف الحكومة الجديدة بات يتوقف على نتائج الجهود التي يبذلها"حزب الله"مع رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي العماد ميشال عون، لتعديل شروطه بالحصول على 9 حقائب وزارية بينها وزارة الدفاع، ووزير دولة، بدل 8 حقائب ووزيري دولة. وذكرت هذه المصادر أن"حزب الله"أبلغ أطرافاً في الأكثرية أنه فوجئ بطلب عون تسع حقائب وزارية وبتخليه عن حقيبة العدل، بعد أن جرى التوصل الى اتفاق على مخرج لمسألة حقيبة الداخلية. وأفادت معلومات أن قياديين من الحزب اجتمعوا مع قياديين من"التيار الوطني الحر"من أجل البحث معهم في سبل تخفيف مطالب عون. ورجحت المصادر أن يكون الاجتماع حصل مع عون شخصياً. راجع ص 7 إلا أن العماد عون قال في كلمة له أمس أثناء استقباله أحد الوفود، إنه"لا يحق لرئيس الجمهورية ميشال سليمان المطالبة بأي حقائب في الحكومة، لأنه انتُخب على أساس حيادي ولا يملك حصة في البرلمان". وإذ انتقد عون الرئيس سليمان متهماً إياه بأنه"أصبح طرفاً في النزاع السياسي"، أخذ عليه أنه"أصبح يريد وزيراً مارونياً ثانياً"بعد حل عقدة وزارة الداخلية. وأشارت مصادر في الأكثرية الى أن عون يتشدد في موقفه من حصة رئيس الجمهورية، لأن حلفاءه في الأكثرية وخصوصاً"حزب الله"يتفقون معه على أن الرئيس سليمان يراعي قوى 14 آذار الأقلية وخصوم عون السياسيين، ومنهم"القوات اللبنانية". وعليه، فإن الأوساط المتتبعة لإمكان قيام"حزب الله"بجهود باتجاه عون للتخفيف من شروطه في شكل يسمح بإنجاز الحكومة، قد لا تثمر، قريباً بسبب تقارب موقفيهما من الرئيس سليمان، الذي يطالب بوزير ماروني آخر وببقاء وزارة الدفاع في عهدة شخصية حيادية، أسوة بالداخلية، ويوافقه في ذلك الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي. وإذ رأت مصادر متابعة لاتصالات تأليف الحكومة أن عودة الأمور الى الوراء في جهود التأليف بعد التفاهم على اسم العميد المتقاعد مروان شربل للداخلية، قد يؤجل إنجاز الحكومة لمزيد من الوقت، فإنها أشارت الى أن دمشق تنأى بنفسها عن التدخل في تفاصيل التأليف وفي الوقت نفسه ليست قلقة على الوضع في لبنان، لأن أكثر ما يهمها استمرار تماسك الأكثرية الجديدة وتفاهم فرقائها والتنسيق بين هؤلاء الفرقاء، لا سيما مع"حزب الله". وعلمت"الحياة"في هذا السياق، أن شقيق الرئيس ميقاتي رجل الأعمال طه ميقاتي، زار دمشق الأربعاء الماضي والتقى المسؤولين السوريين. وأفادت المعلومات أن الجانب السوري أبدى ارتياحه الى التوصل لتفاهم على وزير الداخلية بين العماد عون والرئيس سليمان وأن دمشق تدعم موقف الرئيس ميقاتي في التمسك بصلاحياته في تأليف الحكومة. وكان ممثل العماد عون في المفاوضات مع ميقاتي وزير الطاقة جبران باسيل رفض طلب الرئيس المكلف الحصول على لائحة بالأسماء التي يقترحها للمقاعد الوزارية وأصر على التفاهم على عدد الحقائب التسعة الذي رفضه ميقاتي متمسكاً باتفاق سابق يقضي بحصول عون على 8 حقائب ووزيري دولة. وحين عدد باسيل الحقائب التي يطالب بها عون تمسك ميقاتي برفضه حصول عون على حقيبتي الطاقة والاتصالات معه استناداً الى مبدأ عدم جواز جمع فريق واحد بين الحقيبتين. كما أن ميقاتي يصر، في ما يخص تسمية الوزراء أن يحصل من عون على 3 أسماء لكل حقيبة، على أن يختار هو واحد منهم حفظاً لحقه باختيار الوزراء لأن الدستور أناط تأليف الحكومة به، بالتعاون مع سليمان. وفيما تؤشر هذه الخلافات الى الهوة التي تفصل عون عن الرئيسين سليمان وميقاتي، يتوقع أن يزور بيروت الأربعاء المقبل نائب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية ألكسي لوكوغران ميزون، حيث سيلتقي القادة الرسميين والسياسيين، للاطلاع على الأوضاع اللبنانية. على صعيد آخر يشهد لبنان اليوم تظاهرة فلسطينية ? لبنانية ضخمة لمناسبة ذكرى النكبة تحت شعار مسيرة العودة الى الحدود اللبنانية ? الفلسطينية، وتحديداً بلدة مارون الراس في إطار التحركات العربية والفلسطينية لإحياء الذكرى ال63 للنكبة. واتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية مشددة حيال هذا الحدث تحسباً لحصول مفاجآت أو توتير للوضع على الحدود مع القوات الإسرائيلية.