حل رمضان ونحن نستعيد شريط الذكريات معه من عام الى اخر، تبدلت امور عدة وتغيرت الاحوال وحتى قلوب البشر لم تعد كما في السابق واختفت العديد من العادات الحميلة التي كنّا نعيشها صغارا وظللنا نسعد بوجودها سنوات طويلة والتي كانت فيه الحياة رغم بساطتها الا انها تحمل كل معاني التعاون والتعاضد والألفة وكان الجميع رغم عدد المنازل يعيشون في مكان واحد. زادت انشغالات البشر وتباعدت المسافات وتغيرت الملامح الاصيلة لتلك الازمنة الجميلة ولكن الذكريات تفرض نفسها مع كل شهر رمضان جديد. ولا تزال ايام رمضان مملوءة بالخيرات وتوجه الناس الى فعل الاعمال الخيرية من صدقات وزكوات وأعمال بر مختلفة اضافة الى تقارب الناس برمضان وشيوع التسامح والألفة والتوادد بين الجميع والذي ارى انه يجب ان يمتد الى كل الأشهر الباقية في العام فرمضان شهر يعلمنا منهجية التعامل والقرارات بشان ضغوطات الحياة لذا يجب ان نستفيد من دروسه لما يليه من الشهور وكما ان رمضان يعلمنا أهمية الوئام الاجتماعي والبعد عن الخلافات والنيل للصفح والتآخي والصفاء فان رمضان مدرسة يجب ان نستفيد منها في تقوية النسيج الاجتماعي وفي نبذ التشاحن وطي الخلافات واشاعة المودة بين مجتمع واحد ليسود الفرح وتملأ السعادة كل الأوساط المجتمعية. يجب ان نعيد حساباتنا مع كل رمضان وان نتكاتف جميعا في تقوية بناء مجتمعنا وان نكون يدا واحدة امام اية مؤثرات من شأنها ان تؤثر عليه ليكون رمضان منهجاً استفدنا منه في كل الاتجاهات وعلينا ان نستفيد وان نفيد في هذا الموسم الروحاني العظيم.