إذا كنت من الباحثين عن الوِجهات التي تتميز بخريطة متنوعة من التجارب السياحية الطبيعية والتراثية في موسم "شتاء السعودية"؛ فما عليك إلا أن تُيمِّمَ وجهك صوب عروس الشمال "حائل" المعروفة ببيئتها الطبيعية، وجمال تضاريسها الأخاذة، وعراقة تاريخها العتيق. وتتميز حائل بامتلاكها لأبرز المعالم الجاذبة للسياح من المواطنين والمقيمين. ويشير فارس السلامة الرئيس التنفيذي لأحدى الشركات السياحية إلى أن أهم ما يُعزز السياحة في حائل تنوع المحتوى السياحي المتمثل في "التراث الاجتماعي" و"الآثار"، فضلاً عن تنوع مناخها وتضاريسها الطبيعية. ومن أهم المواقع فيها "جبة جبل أم سنمان" الذي يحتوي على أكثر من خمسة آلاف من الرسوم والنقوش الصخرية التي تعود بالإنسان للألف السابع قبل الميلاد، ويقع على بُعد 100كم شمال غرب مدينة حائل، وهو وجهة سياحية قادرة على استقطاب شغف محبي التراث والنقوش والآثار؛ كونه يضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية، وأدرج في قائمة التراث العالمي لدى منظمة "اليونسكو" في عام 2015م. ويستطيع السائح في حائل القيام بعدد متنوع من الأنشطة والتجارب، كاستكشاف "قلعة عيرف" الشهيرة التي تطل على المدينة بطابعها التراثي والتاريخي، والتي تحاكي في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى بالمملكة، وتقع في أعلى قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية، وبُنيت من الحجر والطين في عام 1840م. وهناك"قصر القشلة" التراثي الذي يُعد أحد أقدم وأكبر المباني الطينية في الجزيرة العربية، ومن أهم الأماكن التي تدل على عراقة التراث العمراني، وتم بناؤه قبل نحو ثمانية عقود 1941. وعلى المجموعات السياحية ألا تفوِّت زيارة متحف وقصر ومزرعة العيادة التراثي بجبة حائل، والذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، ولأهميته دائماً ما يكون على رأس الباقات المقدمة من المشغلين السياحيين. ويُعد "الهدد" أو الصيد بالصقور من أمتع التجارب السياحية التي يمكنك ممارستها وسط "البر" والأجواء الشتوية الباردة المعتدلة، تحت إشراف ملاك الصقور المتخصصين الذين يتمتعون بخبرات متوارثة عن آبائهم وأجدادهم، وهي فرصة للتعرف على أهم الرياضات الشعبية التي تمتاز بها المملكة عن قرب.