في ظل حظر التجوال، والإنترنت، وحذف صور القتل الذي تعرض له مسلمو الإيجور في إقليم سينكيانج الصيني من المنتديات والمواقع الشهيرة، وجد شباب مسلم خارج الصين ضالته في المدونات والمواقع الاجتماعية للتنديد وللكشف عما تعرض له مسلمو الإيجور على يد السلطات وأبناء عرقية الهان خلال الأيام الماضية. كيكنيس صديق أحد هؤلاء الشباب قال على صفحته الخاصة بموقع "فيس بوك" الاجتماعي إنه علم من مسلمين في سينكيانج بأن "السلطات حظرت الإنترنت في الإقليم بالكامل، ما يدل على أن الحكومة بيتت النية لقتل المزيد من مسلمي الإيجور الأبرياء". وأضاف: "السلطات صادرت الهواتف وأجهزة المحمول وأجهزة الحاسوب، وأدوات الاتصال الأخرى.. إنهم لا يريدون العالم أن يسمع صرخات المحتجين الذين يستنجدون". من جانبه، قال "لي زهي"، زعيم الحزب الشيوعي الرسمي في يورومكي (عاصمة إقليم سينكيانج)، بأن "الإنترنت توقف عن العمل للسيطرة على الإقليم ومنع أعمال العنف من الانتشار". وتم إغلاق موقع تويتر الاجتماعي الشهير الإثنين الماضي بعد أن نقل المسلمون الأحداث التي جرت من خلاله. وعملت السلطات جاهدة على إزالة صور القتل والتعليقات التي كتبت ضد أعمال العنف التي تعرض لها المسلمين من مواقع الإنترنت، بحسب رويترز. وبحسب إحصاءات صينية رسمية فقد ألقت الشرطة القبض على أكثر من 1434 شخصا للاشتباه في صلتهم بالاحتجاجات الحادة التي وقعت خلال اليومين الماضيين في يورومكي، وخلفت 156 قتيلا، ونحو 1000 جريح في اشتباكات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين مسلمين، هي الأقوى بين الجانبين منذ سنوات. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مئات من عرقية الهان التي تشكل الأغلبية في الصين تدفقوا على وسط المدينة، حاملين الهراوات والسكاكين لمواجهة المتظاهرين المسلمين، لكن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الفريقين. دعم إسلامي وفي ظل الاعتداءات التي تقوم بها السلطات، وعرقية الهان التي تواجه مسلمي الإيجور بالهراوات والسكاكين والقضبان المعدنية والسواطير، وجد المسلمون في سينكيانج تعاطفا ودعما من شباب مسلمين في جميع أنحاء العالم. هاري بينتلي، كتب على موقع الفيس بوك، "أريد أن أقدم الدعم لمسلمي الإيجور، فهم في قلبي دائما، وهم الأشجع على مستوى العالم". ودعت مجموعة تحمل اسم "احتجاج عالمي لدعم مسلمي الإيجور الذين يبذلون أرواحهم فداء للحرية"، إلى تنظيم احتجاجات منظمة على مدار الأسبوعين القادمين في لندن وتركيا وكندا وأستراليا وواشنطن تضامنا مع مسلمي الإيجور. وعلى العديد من صفحات المواقع الاجتماعية، أشار البعض بأن العنف الدامي الذي تعرض له مسلمو الإيجور، لم تلق تغطية إعلامية وافية، مشيرين إلى عزل هذه المنطقة عن وسائل الإعلام. وقالت مريام جي وودز، على أحد المدونات في جنوب آسيا "وجدت تغطية إعلامية ضخمة جدا لوفاة ملك البوب الشهير مايكل جاكسون على مدار الأسبوعين الماضيين، وعندما قتل 150، بل ربما 500 شخص، لم تجد بعض وسائل الإعلام أنهم جديرو بالاهتمام". وأضافت "مسلمو الإيجور طالما تعرضوا لاضطهاد صامت على أيدي السلطات، ولم يلقوا اهتماما من دول العالم". واشتعلت الأحداث الأحد الماضي في الإقليم عندما خرج متظاهرون من عرقية الإيجور؛ احتجاجا على ما يقولون إنه سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكوا مع عمال من الهان -العرق الغالب بالصين- ، في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر الشهر الماضي، مرددين أن الحكومة تتعامل معهم (مسلمو الإيجور) كمواطنين من الدرجة الثانية برغم أنهم السكان الأصليين في سينكيانج. واتهمت الحكومة الصينية جماعات إيجورية منفية في الخارج بالتحريض على هذه المظاهرات، الأخيرة مسئوليتها، مؤكدة أن هذه المظاهرات ما هي إلا تفريغ لغضب حاد مكبوت في صدور السكان المسلمين؛ بسبب سياسات التمييز التي تستهدف دينهم ووجودهم في الإقليم الذي كان دولة إسلامية منفصلة عن الصين تحمل اسم تركستان الشرقية قبل أن تضمها الصين عنوة في عام 1949.