ضمن محاولاته الحثيثة للخروج من عنق الزجاجة والدفع باتجاه ولادة حكومة جديدة تنقذ البلد المأزوم وفق المبادرة الفرنسية، يلتقي الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم (الأربعاء) في قصر بعبدا، بعد لقاء سابق بينهما مساء الاثنين، لتقديم مسودة تشكيلته الحكومية مستندا في هذا التحرك على الضغوطات التي مارسها الرئيس الفرنسي على عون للتسريع بإصدار مراسيم التشكيل قبل زيارة إيمانويل ماكرون إلى بيروت المتوقعة ما بين 21 و23 ديسمبر الجاري، فيما يواصل حزب الله، ذراع إيران في لبنان، والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وضع العراقيل في طريق مسار التشكيل، رغم سوء أوضاع البلاد وعدم امتلاكه ترف الوقت. وأكد سياسيون ومراقبون ل"البلاد"، أن استمرار معضلة تشكيل الحكومة الإنقاذية، تنذر بانفجارات اجتماعية ومعيشية وأمنية محتملة، وأن الضغوط الفرنسية وزيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة إلى لبنان هذا الشهر قد تذيب الجليد في جبهة التأليف، بينما انتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، المحاصصة الجارية في مسار تشكيل الحكومة، والتي قال إنها السبب في عدم ولادة الحكومة حتى اليوم، واصفاً إياها ب"المهزلة". ويرى الوزير اللبناني السابق معين مرعبي، أن الحريري لن يستطيع إنقاذ لبنان عبر المبادرة الفرنسية والتي تعيد تكرار التجارب السابقة الفاشلة، مبينا أنه لايمكن للحريري والطبقة الحاكمة أن تقدم أي إصلاح وهم من شاركوا بشكل فعال في عمليات الانهيار، مشيرا إلى لبنان بحاجة إلى مبادرة عربية أممية شفافة تعيده إلى فضاءه العربي وما دون ذلك مضيعة للوقت. واعتبر الوزير اللبناني السابق ايلي ماروني، أن تحركات الحريري الأخيرة جاءت بعد تلويح رئيس العهد بعزمه تفعيل الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب التي أسقطها الشارع المنتفض على فساد الطبقة الحاكمة في حال استمر عدم تجاوب الحريري مع عون وخضوعه لتسميات بعض الوزراء من جبهة "باسيل"، فضلاً عن نية الرئيس الفرنسي زيارة لبنان قبل نهاية العام بدعم من الاتحاد الأوروبي لتفعيل مبادرته ما دفع لتحريك المياه الراكدة وتفعيل الحوار. ولفت إلى أن الحريري توجه إلى قصر بعبدا الاثنين الماضي، بتشكيلة حكومية غير مكتملة تاركا بعض الأسماء لتسميتها من قبل عون، غير أن اجتماع اليوم سيكون حاسما لتسمية الحقائب الفارغة بوزراء محسوبين على عون، وفي حال وافق الحريري عليها ستكون الحكومة سلكت طريقها لتخرج إلى النور. وشدد الوزير ماروني، على ضرورة إزالة كل العراقيل في جبهة التأليف والإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تحسن الأوضاع الاقتصادية وتوقف فساد الطبقة الحاكمة. بدوره، أكد القيادي في تيار المستقبل والنائب السابق الدكتور مصطفى علوش، أن دوامة إنتاج الحكومة لاتزال عالقة في قصر بعبدا، وعزا ذلك إلى المحاولة الدائمة من قبل رئيس الجمهورية لإعادة تعويم جبران باسيل داخل أي حكومة قادمة، مؤكدا أن الحريري لن يقبل بوجود شخصيات معطلة لعمل الحكومة الإنقاذية.