يزور رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري قصر بعبدا، خلال الساعات القليلة القادمة، حاملاً معه تشكيلته الحكومية الجديدة، التي تضم 18 وزيراً غير حزبي، في محاولة لإحداث هزة في الجمود الذي طرأ على ملف التشكيل. فهل تحظى التشكيلة بموافقة الرئيس ميشال عون، خصوصاً وأن الاعتراض لا يتعلق فقط بأسماء الوزراء المسيحيين؟. وفي حال رُفضت أو جمّدت التشكيلة، كما هو متوقع، هل سيعتذر الحريري؟ أما السؤال الأبرز فهو: في ظل شد الحبال بين أرباب السلطة.. إلى أين يتجه لبنان واللبنانيون؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات، أكد نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش ل «عكاظ»، أن الحريري ليس بوارد الاعتذار مهما كانت العقبات، وأن واجبه الوطني استناداً للدستور وتماشياً مع روح المبادرة الفرنسية يفرض عليه أن يقدم على خطوة لمنع الانزلاق المتجه إليه لبنان، خاصة وأننا نقترب أكثر فأكثر من وقف الدعم، وما قد تؤدي إليه هذه الخطوة من فوضى عارمة على كل المستويات. وحول الخطوة التي قد تلي موقف عون المتوقع برفضه التشكيلة، قال علوش: الحريري سيقدم تشكيلته، والخطوة اللاحقة ستكون بمصارحة الرأي العام عن المشكلة القائمة مع رئيس الجمهورية. ورداً على بيان رئاسة الجمهورية الرافض اتهام الوزير السابق جبران باسيل بالتدخل في عملية التأليف، قال: البيان يختلف عن الواقع، كل المعطيات تؤكد دور باسيل في عرقلة التشكيل، وكل الأمور ستكشف في حال استمرت العرقلة. وعن دور حزب الله في العرقلة والمماطلة حتى يتسلم الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في 20 يناير، حذر علوش من أن لبنان قد لا يصمد حتى هذا التاريخ، لبنان يقف على شفير الهاوية، ولا شك أن حزب الله لا مانع لديه من تفكك لبنان وانهياره، فهي فرصته لتركيب لبنان وفق رؤيته وأجندته، وكذلك الأمر بالنسبة لجبران باسيل، لن يمانع أن تتفكك الدولة طالما أصبح مهمشاً بفعل العقوبات الأمريكية المفروضة عليه. وحول الضمانات التي منحها رئيس البرلمان نبيه بري للحريري في ما يتعلق بأسماء غير حزبية (خاصة حزب الله) في ظل المواقف العربية والدولية الرافضة للتعاون مع أي حكومة يتمثل فيها الحزب، أفاد بأن بري مدرك بدوره لجدية هذه المواقف، لذلك قدم لائحة بأسماء شخصيات غير حزبية. وحذر علوش من أنه ما لم تشكل الحكومة خلال أيام وليس أسابيع فلبنان مقبل على فوضى عارمة.