تعيش إيران في حالة من التخبط والارتباك منذ اغتيال عراب برنامجها النووي فخري زادة، في ظل تضارب التصريحات حول ردود الأفعال وروايات الحادث وتبادل الاتهامات بالتقصير والمسؤولية عن الاختراق الأمني لمنظومة الحماية والتأمين، الذي كشف هشاشة الوضع الأمني وأن إيران نمر من ورق، بينما كشفت تقارير استخباراتية أن زعيم ميليشيا حزب الله ذراع الملالي في لبنان، حسن نصرالله، يعيش حالة من القلق والاستنفار؛ خشية أن يكون الهدف القادم لقائمة الاستهداف، بعد مقتل "زاده"، ملغيا جميع تحركاته، في تأكيد جهات مناهضة لحزب الله، بأنها تعرف كل شيء عن تحركات الأمين العام للحزب، ولو أرادت قتلته لقتلته. وبينما قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس (الاثنين): إن الرد على اغتيال فخري زاده قادم وحتمي، نفى المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، أن يكون الرد على مقتل العالم النووي ضمن جدول أعمالهم، نافيا ما جاء في تغريدة للقائد العام للحرس حسين سلامي، مبينا أن الأنباء المنسوبة لسلامي حول كيفية الانتقام لاغتيال فخري زاده مرفوضة. ولم يقتصر التخبط والتناقض الإيراني حول ردود أفعال النظام على الاغتيال، بل امتد لروايات وتفاصيل الحادث، إذ أكدت وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن إطلاق النار على سيارة فخري زاده، تم ب"بشكل آلي"، عن طريق التحكم عن بُعد في سلاح مزروع في مكان الاغتيال، ولم يكن هناك أي وجود بشري، منوهة إلى أن العملية استغرقت 3 دقائق، ولم يكن هناك عامل بشري في مكان الاغتيال، ولم يتم إطلاق النار إلا بأسلحة يتم التحكم فيها آليًا عن بعد، وهو ما يخالف الرواية الأولى التي أعلنت عقب الحادث عن مقتل 3 أو 4 أشخاص من الضالعين في تنفيذ الاغتيال خلال تبادل لإطلاق النار بين حراسة زاده ومنفذي الهجوم، ما يلمح إلى ضلوع جهات حكومية في الحادث. ووسط تكشف مزيد من التفاصيل وتعدد الروايات بشأن تفاصيل حادثة الاغتيال تترسخ حقيقة الضعف والتقصير داخل أجهزة الأمن والاستخبارات في دولة تستعرض على الدوام القوة الزائفة لأجهزتها العسكرية وميليشياتها الإرهابية العميلة في عدة دول عربية، مما دفع قادة الأجهزة الأمنية إلى تبادل الاتهامات، وكشف تقارير أن السلطات الإيرانية بدأت باستجواب عائلات المقربين وزملاء العمل والحراس الشخصيين لمحسن زادة، وطُلب من العديد من كبار المسؤولين عدم مغادرة منازلهم والمثول للتحقيق، وتتزامن هذه التحركات مع اتهامات للأمن بالتقصير، فحادثة الاغتيال وقعت في وضح النهار وفي شارع يفترض أن تتوفر فيه الحماية الأمنية اللازمة. إلى ذلك، قال نجل شاه إيران وولي عهده رضا بهلوي: إن مسار نظام الملالي الإجرامي يتعارض تمامًا مع مسار عظمة إيران، ويقودنا استمراره كل يوم إلى مزيد من انعدام الأمن والإذلال الدولي. وأضاف أن النظام لطخ اسم إيران بالتخريب واحتجاز الرهائن والإرهاب والموت والدمار، ويجب أن نحرر بلدنا؛ حتى يتم تعريف إيران مرة أخرى بالنمو والازدهار والتنمية والتقدم والسلام والتعاون العلمي.