ثمن اقتصاديون نجاح المملكة خلال فترة رئاستها لقمة العشرين فى إدارة اجتماعات وفعاليات مجموعة العشرين، وكذلك دخولها بقوة نحو رقمنة الاقتصاد السعودي، والسعى للاندماج فى عصر الاقتصاد الرقمى والذكاء الصناعى. وأضافوا فى حديثهم " للبلاد "، أن المملكة قدمت لغة جديدة للحوار والتواصل مع قادة مجموعة العشرين، بما تسمى بالدبلوماسية الافتراضية "الرقمية" وتأتي هذه الدبلوماسية الجديدة لدعم وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة آثار وباء جائحة كورونا، وذلك على المستويين الإنساني والاقتصادي. فى البداية، قال الدكتور أحمد محمد الإمام، مدير عام مركز أوراق للدراسات والاستشارات الاقتصادية: فى ظل تداعيات جائحة كورونا تغير مفهوم العالم نحو الرقمنة والاقتصاد الرقمى والذكاء الصناعى و المنصات الالكترونية والواقع الافتراضى، ومع لجوء معظم دول العالم إلى العمل عن بعد فى ظل الموجة الأولى لجائحة كورونا، التي ارتفع خلالها الطلب على اجتماعات الفيديو، سواء فى الشركات أو للتعليم عن بعد أو للندوات والملتقيات، وبسبب ذلك بلغت منصة "زووم" 300 مليون مستخدم يومي، حسب آخر الأرقام التي أعلنت عنها على موقعها، وهو رقم نمو خيالي، إذ لم يتجاوز عدد المستخدمين اليوميين للمنصة ذاتها نهاية عام 2019 سوى 10 ملايين، ومنافسه Google Meet حيث كشفت شركة جوجل عن أنه تم إضافة ما يصل إلى مليوني مستخدم جديد نشط يوميًا على Meet خلال شهرى مارس وإبريل 2020 و"ارتفع Google Meet أكثر من 25 مرة عما كان عليه في يناير، وتجاوز نموه يومًا بعد يوم 60 في المئة، ويتوقع أن يكون واقع العمل عن بُعد سيشكِّل نحو %50 في عام 2022م. وفقا لدراسة لماكينزي التي تتوقع أن تكون هذه النسبة %45 في حلول عام 2022م، أما أرقام منتدى الاقتصاد العالمي فتصل إلى %55 . ووفقا للمهندس عبدالله بن عامر السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، فإن المملكة تعد ثاني أكبر دولة في مجموعة العشرين بعد اليابان وتحتل المرتبة الثالثة عالميا في النمو الاقتصادي الرقمي، وستكون في الفترة المقبلة من أقوى الدول في الاقتصاد الرقمي حيث حققت المملكة تقدما عالميا في سرعة الإنترنت 80 مركزا ووصلت إلى المرتبة ال25 بعد أن كانت في المرتبة ال105 عالميا، فيما تحتل المملكة المرتبة الثالثة في مجال تطبيق الجيل الخامس . من جهته، قال علاء المهدى، خبير التشريعات الاقتصادية: لقد تسلمت المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، هذا العام الذي حدثت فيه تحديات وتحولات في المشهد العالمي، والتي نتجت عنها متغيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، وقد أظهرت المملكة تميزاً كبيراً في قيادة أعمال مجموعة العشرين، وذلك خلال رئاستها لها هذا العام في أكثر الظروف تحدياً واختباراً للعالم. فقد تمكنت المملكة من قيادة برنامج عمل افتراضي طموح خلال اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك لتنسيق استجابات طارئة قوية وواسعة النطاق ومنسقةعلى مستويات غير مسبوقة،وخاصة بعد توقف العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا، ورغم كل هذه التحديات، استطاعت أن تصنع لغة جديدة للحوار والتواصل مع قادة مجموعة العشرين، بما تسمى بالدبلوماسية الرقمية. وتأتي هذه الدبلوماسية الجديدة لدعم وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة آثار وباء جائحة كورونا، وذلك على المستويين الإنساني والاقتصادي، وما يثار بشأن استمرار القمم والملتقيات الافتراضية، فإننا نرى أن العالم الافتراضي يحد من التواصل الفعال للقادة ومن تنسيق اللقاءات الجانبية على هامش الملتقيات والمؤتمرات الدولية التي يستغلها المسؤولون لتبادل وجهات النظر فيما بينهم، لذا فإن ما تقوم به المملكة من خلق حالة استثنائية للتواصل الافتراضي، الذي يعد محركاً للعولمة الافتراضية وعاملاً هاماً في دعم التبادل الافتراضي، لذلك فإن ما تقوم به المملكة انما هو من جانب إدارة الأزمة التي يتعرض لها العالم بشكل غير مسبوق، مما يدل دلالة واضحة على قدرة المملكة على إدارة الأزمة الحالية والخروج منها بأفضل النتائج الممكنة.